الحمد لله رب العالمين, والصلاة, والسَّلام على رسول الله , وعلى آله, وصحبه أجمعين, وبعد :
|
فقد نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – عن متابعة سنن الكفار, من مشركين, وأهل كتاب, وأخبر في مواضع أُخرَ - إخبارَ ذمٍّ وتحذيرٍ-, أن هذه الأمة ستقع في هذا المحذور العظيم, وقد تحقق ما أخبر به النبي – صلى الله عليه وسلم-, فتشبَّه كثير من المسلمين بالكفار, وقلدوهم في شتى مجالات الحياة,وأضحت أصوات المنكرين لذلك خافتةً, غريبةً, ضعيفةً, مستنكرةً من قبل الكثيرين, والله المستعان .
|
يقول الإمام أبو القاسم الآجري – رحمة الله عليه - :(( من تصفَّح أمر هذه الأمة, من عالم عاقل, علم أن أكثرهم – العامَّ منهم –,تجري أمورهم على سنن أهل الكتابين , كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم –, على سنن كسرى, وقيصر, وعلى سنن أهل الجاهلية, وذلك مثل السلطنة, وأحكامهم, وأحكام العمال,والأمراء, وغيرهم, وأمر المصائب, والأفراح, والمساكن, واللباس, والحلية, والبيع, والشراء, والمكاسب, من جهات كثيرةٍ, وأشباه لما ذكرت, يطول شرحها, تجري بينهم على خلاف الكتاب والسنة, وإنما يجري بينهم على سنن من قبلنا, كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم – والله المستعان, ما أقل من يتخلص من البلاء الذي قد عمَّ الناس, ولن يُمَّيز هذا إلا عاقل, قد أدبَّه العلم, والله الموفق لكل رشاد, والمعين عليه ))().
|