300-208 1Z0-146 70-485 Microsoft 70-410 dumps 70-643
العقيدة والحياة
 
 
 
فهرس مكتبة المشير
 
أرشيف الدروس والدورات العلمية
 
 

 


     
آفــــاق العقيـــــــدة  »  ألم نجعل له عينين [2]

ألم نجعل له عينين [2]

تأملات طبية في خلق العين

بقلم / بكر بن مطيع الرحمن محمد واصل

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه أجمعين :

أما بعد :

فهذا الجزء الثاني من الأسرار الطبية التي أودعها الله في العين، ونسأل الله التوفيق

6) جعل الله تعالى للعين عضلات ست، وظيفتها تحريك العين في اتجاهات شتى بمجموع 360° درجة فتتحرك للأعلى وأسفل ولليمين واليسار وكذلك الاتجاهات الركنية في شتى الزوايا.

 

 

فتتحرك العين بمساعدة هذه العضلات، على مدى حياة الإنسان من ولادته حتى موته.

وبعض الناس ربما يجهل أن هناك عضلات في العين!

وتأمل! على مدى حياة الإنسان كم مرة تتحرك العين؟! لا أقول ملايين ولا بلايين بل مليارات المرات، فأبسط مثال هو قيادتك للسيارة أو مشيك في الطريق أو جلوسك في المكتب هل تستطيع أن تحسب عدد حركاتك عينيك؟ أو هل تحس بثقل ذلك ؟

إن كنت لا تقدر أن تحسبها، فاعلم أن ذلك هو بواسطة تلك العضلات التي تعمل بلا حساب طوال اليوم على مدار الساعة ليس في اليقظة فحسب بل وفي أثناء النوم فإن العين تتحرك في فترة الأحلام أيضا ( RËM sleep ) فلا تتعب العضلات، ولا تمل ولا تكل، ولا تشتكي بل تعمل في انسجام تام، وتناسق متكامل عجيب.

وهذه العضلات لا تستطيع أن تعمل إلا بما يغذّيها ويزودها بالطاقة فغذى الله سبحانه هذه العضلات بأعصاب مختلفة ( العصب الثالث والرابع والسادس Çranial nerves  ) حتى لو حدث شي لعصب واحد فإنه يؤثر على عدد محدود من العضلات ليس على الكل، ونظم عمل هذه الأعصاب تنظيما عجيبا فلو اختل عملُ هذه الأعصاب على العضلات ينتج عن ذلك ما يسمى (الحَوَلSquint, Strabismus) والذي بدوره يؤدي إلى مشاكل وصعوبة في النظر وازدواجيةِ الإبصار بسبب الفرق في محور العينين وربما يؤثر على العين حتى تفقد عملها وتصاب بالعمى.

 

مثال عملي بسيط :

( برفق.. اضغط على إحدى عينيك من الطرف الخارجي إلى الداخل، ستلاحظ ازدواجية البصر وربما ستشعر بالدوخة أو الصداع إذا استمريت لفترة طويلة، وهذا الذي يحدث تماما في الحول )

 

7) العين تساعد في شفاء العين الأخرى :

ومن أسرار العينين العجيبة، أن كل واحدة منهما تساند أختها إذا ضررٌ ألمّ بها أو مرض، وإن كانت العينان منفصلتان عن بعضهما. فمثلا يُنصح المريض الذي عنده نوع خاص من أنواع الحول (Âmblyopia) أن يغطي عينه السليمة لفترة محدودة حتى تحاول العين الأخرى التركيز وإصلاح محورها بمساعدة المخ، فترجع العين الحولاء إلى مكانها ومحورها الصحيح.

فتكون العين ساعدت اختها في تقويمها وأدت حق الجوار.

 

8) القزحية (Ïris) والبؤبؤ (Pupil) :

والقزحية تقع خلف القرنية وهي مكونة من عضلات رقيقة مستديرة، فهي المسئولة عن توسيع أو تضييق البؤبؤ حال اختلاف النور الخارجي الداخل إلى العين.

 

 

ففي النور تنقبض هذه العضلات فتضيق البؤبؤ حتى تقلل من حدّة الضوءِ الداخلِ إلى العين، وفي النور الباهت أو الظلمة تنبسط العضلات فتوسع على البؤبؤ حتى تزيد من كمية الضوء.

وهذا هو السر حينما نكون في الظلمة أو في النوم فتكون البؤبؤ متسعة لأن القزحية منبسطة فإذا خرجنا إلى النور فتأتي (فترة زغللة) ويحاول الإنسان فتح عينيه تدريجيا حتى تبدأ القزحية بالانقباض وتضييق البؤبؤ للمقاس المناسب لذلك النور الداخل.

 

9) أسرار عن القزحية :

1-   (بصمات العيون) القزحية لا تتشابه بين فردين مطلقا، كالبنان في أصابع الإنسان، ومثله صوان الأذن وانحناءاته لا تتشابه أيضا، فالقزحية لا تنطبق كذلك، ففيها تقاطعات وتميزات تميز كل إنسان عن غيره وهو ما أدى إلى اختراع أنواع حديثة من الأقفال والأبواب لا تفتح إلا إذا نظر إليها صاحبها من خلال عوينات خاصة. وأيضا بدأت تطبق في دوائر حكومية وفي عمليات الاستخبارات الدولية كطريقة جديدة للتأكيد الجنائي فضلا عن أصابع اليدين.

2-  (ألوان العيون) تجد بعض الناس لون عينه عسلية وآخر سوداء أو زرقاء أو حمراء أو خضراء إلى آخره من ألوان شتى وهذا كله بسبب لون القزحية التي ميز الله تعالى بها الشعوب عن بعضها البعض. وهذا أيضا يساعد في معرفة تفاصيل الأشخاص المجهولين في أوقات الجريمة فترى الطبيب الجنائي يحاول التعرف على المجني عليه في موقع الجريمة بطرق كثيرة منها معرفة لون العين، وايضا الطبيب العادي يستخرج من تغيرات في القزحية إلى تشخيص أمراض شتى .

فترى العين الزرقاء تخص وتنتشر في سكان شمال ووسط أوروبا وكشمير وإيران وأمريكا.

 

بينما العين البنية هي في أكثر شعوب في العالم وواضحة عند الهنود والعرب وأفغانستان وباكستان وبعض أجزاء من أوروبا وتسمى العين العسلية.

 

 

والعين الرمادية هي أكثر شيوعا في روسيا الأوروبية والسويد وفنلندا ودول البلطيق.

 

وأما العين الخضراء هي أكثر شيوعا في أفريقيا وألمانيا وأجزاء من أوروبا.

 

وهكذا دواليك وهناك من القزحيات ألوانها مخلوطة بأكثر من لون، وربما يتغير لون القزحية مع العمر وفي حال تغيير الأجواء والأماكن، فسبحان من قال ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ) النمل 27:22  فالناس يتفاوتون في لون القزحية كما تفاوتوا في لون بشرتهم وجلودهم.

 

1-  ( القزحية شاشة تلفاز للجسم ) يذكر إن احد الأطباء من هنغاريا في عمر الطفولة أراد أن يصيد بومة، وأثناء محاولته تلك انكسرت رجل البومة فلاحظ أن خطاً أسوداً بسرعة ظهر على قزحية عين البومة، فقام بعلاجها ولما وصلت البومة إلى مرحلة الشفاء زال السواد وعادت العين لحالتها الطبيعية.

وأصبحت هذه القصة سببا لبداية الطب في البحث بعمق عن هذه القزحية فهي تدل على أمراض وعلى أسقام وصار علم القزحية علم مستقل بذاته هذه الأيام في مجالات الطب.

 

فما أجمل هذا العين وما أعجب أسراره، وما ألطفه من مخلوق صغير في مخلوق ضعيف لكنه يحمل علوما شتى وحكما باهرة وفوائد ومعارف وفرائد كثيرة، فالكثير منا لا يعرف هذه المعلومات ويجهلها، ومن يعلمها فيحتاج من يذكره بها، والطب الحديث يذكر كل هذه الوظائف بتفاصيلها وشرحها ودقائقها لكن في نفس الوقت لا تراه يعرج على هذه المسائل التأملية بدقة ولا يذكر بأن هذا الصنع يستحق التأمل والشكر، بل أصبح الطب هذه الأيام علم جاف صلب، يصب في مصلحة الطبيب وكيفية جمعه للمال وتعويض ما دفعه وخسره من رسوم دراسة الطب والتخصص، وان ذكر شيئا من هذا التأمل يحيل ذلك في بلاهة وبلادة إلى الطبيعة والصدفة.

أما نحن كمسلمين بل ومؤمنين فنؤمن بذلك ويزيدنا صفاء في عقيدتنا إلى خالقنا ألم تقرأ قول الله تعالى ( إنا كل شي خلقناه بقدر )

فسبحان من سوى العين وأودع فيها كل ذلك النسق العجيب فتبارك الله أحسن الخالقين.

والحمد لله على الإسلام وعلى نداوة الإيمان.

 

       في المقال القادم سنتأمل أكثر عمقا في وظائف العين الاخرى بإذن الله تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بكر بن مطيع الرحمن محمد واصل

خامس طب - كلية الإسراء الطبية

حيدر أباد – باكستان

bkrmmw@yahoo.com

الدروس والدورات العلمية
المـكــتـبـة المــرئـيـة
ســــلم الاعـتـقـــــاد
واحـــــة العقيــــــدة
أسمـاء الله الحسنى
مـن عـقـائـد السـلـف
العقيـــــدة والقـــرآن
العقيــــــدة والســنة
دعــــوة المرســـلين
أهـــــــل العقيـــــدة
مــــلل وفــــــــــــرق
بـحـــوث ودراســــات
ديــــوان العقيـــــــدة
فيــــض العقيـــــــدة
مصطلحـات عقــــدية
أخــــطاء عقــــــديـة
آفــــاق العقيـــــــدة
أخــــوات العقيــــدة
مــلــفـــــات دعــوية
فــلاشــــات دعــوية
 
 
البحث في نطاق الموقع
«القائمة البريدية»
 
«دخول المشرفين»
اسم المرور:
كلمة المرور:
 
 free counters
 
 جميع الحقوق محفوظة لموقع العقيدة والحياة 1432 هـ - 2011 م www.al-aqidah.com