كلمة المشرف العام

الحمد لله الذي شرح صدرونا للإسلام، ومنّ علينا بالهداية للإيمان، وعلمنا القرآن والبيان، وأرسل إلينا أكرم رسله، ,وأنزل علينا أفضل كتبه، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، أما بعد:

فمرحباً وأهلاً وسهلاً معشر طلبة العلم وطالباته، وهنيئاً لكم بشارة ربكم وترقيته ورفعته لكم،  وتزكيته إياكم، {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11], وهنيئاً لكم بشارة نبيكم صلى الله عليه وسلم بقوله: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً ، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة) ، وهل علم اشرف من العلم بالله؟! لا والله فإن شرف العلم متوقف على شرف المعلوم، والله أشرف معلوم.

فدونك يا طالب العلم سلم نصبناه للترقي في صرح العقيدة الإسلامية الشريفة المنيفة، فاقرأ وارتقي حتى تبلغ أعلى المنازل ، ثبت الله فؤادك وأذاقك حلاوة الإيمان، وكل فن، بل كل أمر لا ينال ، ولا يستقر إلا بالتدرج في تحصيله، حتى كتاب الله، ٌ{وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا} [الإسراء: 106]، وقال {كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا}[الفرقان:32]، فهذه مراحل في الطريق ودرجات في سلم الاعتقاد، نُضدت ، ونسقت لتكون وسيلة للاستبصار في أصل الدين، ومعاقد اليقين ، مستمدة من المتون المعتبرة التي تلقتها الأمة بالقبول وقامت على سوق الكتاب والسنة وإجماع سلف الأمة، تأتيك محفوفة بالشرح والتوضيح ، متبوعة بالاختبارات القياسية ، مختومة بالإيجازة العلمية، فأخلص النية وأصدق العزيمة، تنل مبتغاك، وإياك والملل وإنحلال العزم، 

إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ***** فإن فساد الرأي أن ترددا

ولا تشوش ذهنك، يا طالب العلم، بطرح المسائل الجانبية وإثارة الأُغلوطات، التي تصرفك عن التأصيل والمحكمات، وتدخلك في غياهب الشغب والمشتبهات، والحمد لله الذي يسر من الوسائل والوسائط ما يتخطى حدود الزمان والمكان، {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا} [فاطر: 2]، فحياكم الله أولاً وآخراً.

الداعي لكم بخير أحمد بن عبد الرحمن القاضي