س1: هل الضمير في قوله: ( والدعوة إليه) يعود على العمل بالعلم ام يعود على العلم؟
الجواب: المؤدى واحد، فيصح عوده إليهما. وقد قال الشارح في بيان عود الضمير في قوله (الثانية: العمل به: أي العمل بما تقتضيه هذه المعرفة) وهي (الأولى: العلم)، وقال هاهنا: (أي الدعوة إلى ما جاء به الرسول من شريعة الله تعالى).
س2: - "التوحيد هو إفراد الله بالعبادة": هل هذا التعريف يشمل توحيد الأسماء والصفات وتوحيد الربوبية أو يكون خاصاً بتوحيد الألوهية ؟
الجواب: هذا التعريف يختص بتوحيد الألوهية، لأنه هو إفراد الله بالعبادة، دون النوعين الآخرين.
س3 : في تعقيب الشيخ رحمه الله على آية (يأيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم...) آية 21 سورة البقرة ، يقول الذي خلقكم هذه صفة كاشفة ما معنى كاشفة؟
الجواب: الصفة الكاشفة: هو الوصف المطابق للواقع، كما في هذه الآية، فإن الرب هو الخالق المستحق للعبادة، وليس المراد اعبدوا الرب الذي خلقكم، ولا تعبدوا الرب الذي لم يخلقكم، لأنه لا رب سواه، فهو وصف يختص به. ونظائر ذلك كثيرة.
س4: يقول الشيخ: " إن الله خلق هذه المخلوقات العظيمة في ستة أيام ولو شاء لخلقها بلحظة ولكنه ربط المسببات بأسبابها كما تقتضيه حكمته". بالنسبة ربط المسببات بأسبابها هل هذه جملة ليست على إطلاقها وهل من مزيد توضيح لها؟
الجواب: الحق المقطوع به أن أفعاله سبحانه صادرة عن مشيئته وحكمته معًا، وليس لمحض المشيئة، كما يقوله نفاة الحكمة والتعليل. لكن تارة تكون الحكمة ظاهرة، وتارة تكون تعبدية، وتارة تكون منصوصة، وتارة تكون استنباطية. ولعل هذا التعليل من الثانية. والله أعلم.
س5: يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (قول المؤلف رحمه الله "بآياته ومخلوقاته" من باب عطف الخاص على العام إذا فسرنا الآيات بأنها الآيات الكونية والشرعية أو من باب عطف المباين على المغاير إذا خصصنا الآيات بالآيات الشرعية. ما المقصود بعطف المباين على المغاير؟
الجواب: المباين أي المنفصل، والمغاير أي المختلف. والمقصود: أنه إن أريد بالآيات: الكونية، والشرعية، فتكون المخلوقات جزء مسماها، ويكون ذلك من باب عطف الخاص على العام، كما لوقلت حضر الطلبة، ومحمد. وإن أريد بالآيات: الآيات الشرعية خاصة؛ آيات القرآن، فعطف المخلوقات عليها من عطف المباين على المغاير.
س6: (يقول المصنف محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: فإذا قيل لك بم عرفت ربك؟ فقل بآياته ومخلوقاته ومن آياته الليل والنهار ...... ومن مخلوقاته السموات السبع والأرضون...إلخ). لم أفهم تقسيم المصنف؛ بأن وضع الليل مع الآيات، والسموات مع المخلوقات! أو ليست السموات والأرض أيضا من آيات الله الدالة عليه؟ هل من توضيح شاف جزاكم الله خيرا؟
الجواب: عبَّر بذلك مراعاة للفظ القرآن، حيث قال: {وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [فصلت: 37]، وقال: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [الأعراف: 54]. ويصح تسمية الجميع آيات، ومخلوقات.
س7: لم أفهم جيّدًا الفرق بين الرحمة إذا أفردت، وإذا قرنت بالمغفرة. هل من مزيد توضيح لو تكرمتم؟
الجواب: إذا ذكرت "الرحمة" منفردة في نص، تناولت معناها، ومقتضاها ولازمها من المغفرة. وإذا ذكرت مقرونة بالمغفرة اختصت بالصفة الذاتية، ودلت المغفرة على آثارها الفعلية من الستر والتجاوز. ونظائر هذا في الاقتران والانفراد، كثيرة في القرآن؛ كالفقير والمسكين، والإسلام والإيمان، والبر والتقوى، والإثم والعدوان، والتوبة والاستغفار. فيكون لكل مفردة معنى أخص عند الاقتران، ومعنى أعم عند الانفراد.
س8: مما ذكر المؤلف: تعظيم الرسل، هل يصح تعظيم الرسل؟ وما المراد بتعظيمهم؟
الجواب: نعم يعظمون التعظيم اللائق بهم من التعزير والتوقير، كما قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا } [الفتح: 9]، فالإيمان بالله ورسوله، والتعزير الذي هو النصرة، والتوقير الذي هو الإجلال والإعظام، للرسول، والتسبيح الذي هو التنزيه لله. ومن تعظيمهم الصلاة والسلام عليهم عند ذكرهم، وخصوصًا نبينا صلى الله عليه وسلم. ومن تعظيمه مناداته بوصف النبوة أو الرسالة، كما قال تعالى: {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا} [النور: 63]. قال ابْنِ عَبَّاسٍ: كَانُوا يَقُولُونَ: يَا مُحَمَّدُ، يَا أَبَا الْقَاسِمِ، فَنَهَاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، عَنْ ذَلِكَ، إِعْظَامًا لِنَبِيِّهِ، صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، يَا نَبِيَّ اللَّهِ.
س9: قال عز وجل: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [سورة النور، الآية: 63] . قال الإمام أحمد رحمه الله: "أتدري ما الفتنة؟ الفتنة الشرك. لعله إذا رد بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك". لم أفهم الربط بين الشرك هنا ورد بعض قوله هل يعني ان رد بعض قوله يدخل في باب الشرك؟
الجواب: هو ما علله به أحمد، رحمه الله، أن ردَّ ما جاء به الرسول، أي جحْده، يورث كفرًا، وذلك بسبب اتخاذ الهوى إلهًا، وهو لون من الشرك، كما قال تعالى: {أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ} [الفرقان: 43] قال ابن كثير، رحمه الله في تفسير الفتنة: (أَيْ: فِي قُلُوبِهِمْ، مِنْ كُفْرٍ أَوْ نِفَاقٍ أَوْ بِدْعَةٍ).
س10: هل من مزيد توضيح بما يتعلق بالمراتب الأربعة من مراتب القدر التي ذُكرت وأخص بطلب التوضيح للمرتبة الرابعة.
الجواب: لا يتم الإيمان بالقدر إلا باستكمال الإيمان بأربعة أمور:
أحدها: الإيمان بعلم الله المحيط بكل شيء؛جملة وتفصيلًا، كليًا وجزئيًا، ما يتعلق بأفعاله سبحانه؛ كالخلق والرزق، والإحياء والإماتة، أو ما يتعلق بأفعال عباده؛ من الطاعات والمعاصي. فقد علم ما كان، وما يكون، وسوف يكون، وما لم يكن كيف لو كان يكون، بعلمه الذي هو من صفاته الذاتية، فلا يطرأ عليه، ولا يجد علم مستأنف.
الثاني: الإيمان بكتابة علمه بالمقدورات في اللوح المحفوظ، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة.
الثالث: الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته التامة؛ فما شاء كان، وما لم يشأ لم يكن، لا يكون في ملكه ما لا يريد. لا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا راد لما قضى. فما أخطأك لم يكن ليصيبك، وما أصابك لم يكن ليخطأك. وهذا من مقتضى ربوبيته.
الرابع: الإيمان بخلقه وتكوينه لجميع الأشياء؛ ذواتها، وصفاتها، وحركاتها. فالله الخالق، وما سواه مخلوق. وهذا من مقتضى ربوبيته.
فأفعال العباد من كسبهم؛ فعلوها بمحض اختيار، وسبق إصرار، ويصدق إسنادها إليهم، وترتيب الثواب والعقاب عليها. وهي مفعولة لله من حيث التقدير، والإعداد، والإمداد، والتيسير. قال تعالى:{إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} [الليل: 4 - 10]
س11: ما معنى قول الشيخ لما تكلم عن المرتبة الثالثة من مراتب القدر: (قال تعالى فيما يتعلق بفعل المخلوقين: (ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم)؟
الجواب: معناه أن مشيئة الله تتعلق بأفعال المخلوقين، فهي داخلة تحت مشيئته، مع صدق صدورها منهم، وإرادتهم لها؛ فلو شاء لسلط المشركين عليهم وأغراهم بهم فقاتلوهم. ولا تعارض بين الأمرين، كما قال تعالى: {وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ} [البقرة: 253]، وقال: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [التكوير: 28، 29].
س12: (لما ذكر المصنف محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى أنواع العبادة التي أمر الله بها قال : مثل الإسلام والإيمان والإحسان ومنه الدعاء والخوف والرجاء..الخ). هل يقصد ان الدعاء والخوف والرجاء ..الخ هي من الاحسان ؟
الجواب: الظاهر، والله أعلم، أن تحقيق هذه العبادات القلبية من الإحسان، الذي فسره بقوله: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك) وهو أعلى مراتب الدين. ويحتمل أنه أراد العطف على ما سبق، فتكون أنواعًا مستقلة.
س13- الدعاء نوعان دعاء مسألة ودعاء عبادة. هل يصح ان نطلق على دعاء المسألة دعاء الطلب وما الفرق بين المسألة والطلب؟
الجواب: المسألة: هي الطلب على وجه التذلل والافتقار.
س14: الخشوع هو الذل والتطامن. ما معنى التطامن هنا؟
الجواب: التطامن: هو الخضوع، وهو ضد التعالي.
س15: ذكر الشارح في انواع التوكل (توكل السر)، وقال: (لا فرق بين أن يكون نبيا او وليا او طاغوتا عدوا لله) ما معناه؟
الجواب: معناه أن من توكَل توكُل السر؛ بجلب المنافع ودفع المضار، على غير الله، بأن يعتقد أن له تصرفًا سريًا في الكون، فقد وقع في الشرك الأكبر، سواءٌ كان المتوكل عليه نبيًا أو وليًا، أو طاغوتًا عدوًا لله تعالى. وهذا لا يقدح في النبي والولي، ولكن يقدح في المتوكل عليهما.
س16: التوكل أنواع منه توكل السر لم سمي بهذا الإسم؟
الجواب: سمي بذلك لأنها تنطوي عليه سريرته واعتقاده الخفي.
س17: لم أفهم المثال في النوع الثالث من أنواع التوكل وهو: (التوكل على الغير فيما يتصرف فيه الغير مع الشعور بعلو مرتبته وانحطاط مرتبة المتوكل عنه. مثل أن يعتمد عليه في حصول المعاش ونحوه. فهذا نوع من الشرك الأصغر، لقوة تعلق القلب به والإعتماد عليه)
الجواب: مراده، رحمه الله، أن سبب الاعتماد والوكالة ثابت من الناحية الحسية، لكن المتوكل غلب عليه التعلق بالسبب عن المسبِّب، وهو الله تعالى، فكان نوعًا من الشرك الأصغر. ومثل أن يتعلق بطبيب، أو دواء، يعتقده سببًا، لكن يعزب عن باله، أو يضعف شعوره بأن الشفاء من الله.
س18: في توضيح الفرق بين الخشية والخوف قال الشيخ رحمه الله: (فإذا خفت من شخص لا تدري هل هو قادر عليك أم لا؟ فهذا خوف) ولكن هذا لا ينطبق بحق الله، لأننا نخافه، ونعلم أنه قادر علينا أليس كذلك؟
الجواب: هذا في حق من يعلم أن الله تعالى له القدرة التامة، والسلطان الكامل، فخوفه مبني على العلم بعظمته، فيكون خشية. وإنما يتصور الخوف من غير خشية في حق غير الله. والخوف من الله المضاف إلى المؤمنين خشية، قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: 28]، وقال: { لِلْمُتَّقِينَ (48) الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَهُمْ مِنَ السَّاعَةِ مُشْفِقُونَ} [الأنبياء: 48، 49]، وقال: { إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ } [الملك: 12]
س19: ما المراد بـ (خوف السر)، أن يخاف صاحب قبر أو وليا بعيدا عنه لا يؤثر فيه؟
الجواب: أن يعتقد في سريرته، وخبيئة قلبه، أن أحدًا سوى الله، يستقل بإيصال الضر إليه، أو يفعل ما لا يقدر عليه؛ كالمقبور، أو مالا سبيل إليه عادةً؛ كالبعيد، أو ما لا يقدر عليه إلا الله من الأمور الكونية، فيخافه لذلك، فيقع في الشرك الأكبر.
س20: قال الشيخ: "النوع الرابع من أنواع الإستعاذة هو: الإستعاذة بما يمكن العوذ من المخلوقين من البشر والأماكن فهذا جائز". لم أفهم جيدا هذا النوع هل من تفصيل أكثر له؟ وكيف يكون؟ وتوضيح الأمثلة التي ذكرت في سياقه لم أفهمها أيضا.
الجواب: المراد أن الله تعالى جعل أسبابًا يتقي بها المرء المخاطر، فيعوذ بها، فهذا ليس من الشرك، فربما استعاذ بذي سلطان على ظالم يريد ظلمه، وربما استعاذ بحصن من قطاع طرق، ونحو ذلك. وقد مثل للاستعاذة من الفتنة باللجوء إلى البرية إذا كان له فيها إبل، يشرب من ألبانها، ويأكل من لحومها، ويتجنب مواطن الفتن. ومثل باستعاذة المخزومية التي سرقت، بأم المؤمنين، ظنًا منها أن قربها من النبي صلى الله عليه وسلم يسقط عنها الحد. ومثل باستعاذة المهدي آخر الزمان بالمسجد الحرام الذي من دخله كان آمنًا، من جيش يريد البطش به.
س21: قال الشارح: الرشد: هو الاستقامة عن طريق الحق. هل المقصود الاستقامة عن طريق اتباع الحق، أم الاستقامة إلى طريق الحق؟
الجواب: المقصود: الاستقامة على طريق الحق. ويصلح أن تتعدى بـ (إلى) كما في قوله تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ} [التوبة: 7]، وقوله: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ} [فصلت: 6]
س22: في الآية (إن الله لا يغفر أن يشرك به) أوردها الشيخ، رحمه الله، بعد أن قال: (وعلى الإنسان الحذر من الشرك أكبره وأصغره)، هل إيراده لهذه الآية بعد الجملة يعني أن الشرك المقصود بالآية يتضمن الشرك بنوعيه ام أنه فقط عن الشرك الأكبر؟
الجواب: السياق يساعد على ذلك. والخلاف في دخول الأصغر في الآية من عدمه معروف. ولا يلزم من دخوله فيها التخليد، بل يكون له حكم الكبائر غير المغفورة.
س23: ما الفرق بين الشرك والكفر؟
الجواب: الكفر أعم من الشرك. فالكفر نقيض الإيمان بالله؛ في وجوده، وربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته. والشرك: تسوية غير الله بالله فيما هو من خصائص الله؛ في ربوبيته، وألوهيته، وأسمائه وصفاته، ولو مع الإقرار له بذلك. قال تعالى: {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة: 1] فعدَّ من الكفار صنفين. وللكفر أنواع أخرى معروفة.
س24: ذكر الشيخ ان النبي: من أوحي اليه شرع ولم يؤمر بتبليغه، والرسول: من أوحي اليه بشرع وأمر بتبليغه. لكن أليس الصحيح أن الرسول: هو الذي يأتي بشريعة جديدة، والنبي: يأتي مجدداً لشريعة رسول قبله؟ وهذا ما ذكره الشيخ الشارح عند كلامه عن (ورسله)؟
الجواب: في المسألة أقوال متعددة أشهرها ثلاثة: المذكوران في السؤال، وأرجحها، وأسلمها من المعارض، الثالث الذي قرره شيخ الإسلام في النبوات: أن النبي من يرسل إلى قوم مؤمنين موافقين ليعلمهم، ويقضي بينهم؛ كأنبياء بني إسرائيل، وأن الرسول من يرسل إلى قوم كافرين مخالفين لدعوتهم.
س25: قال المؤلف: "هناك فرق بين المسائل التي تعتبر تشريعاً عاماً والمسألة المعينة التي يحكم فيها القاضي بغير ما أنزل الله لأن المسائل التي تعتبر تشريعًا عامًا لا يتأتى فيها التقسيم السابق، وإنما هي من القسم الأول فقط لأن هذا المشرع تشريعاً يخالف الإسلام إنما شرعه لاعتقاده أنه أصلح من الإسلام وأنفع للعباد كما سبقت الإشارة إليه." أردت التوضيح في معنى "التشريع العام" و "المسالة المعينة". ما هي؟ ما الفرق ؟ هل هناك أمثال ؟
الجواب: التشريع العام بينه، رحمه الله، قبل ذلك بأسطر، فقال: (ومن هؤلاء من يضعون للناس تشريعات تخالف التشريعات الإسلامية لتكون منهاجًا يسير الناس عليه، فإنهم لم يضعوا تلك التشريعات المخالفة للشريعة الإسلامية إلا وهم يعتقدون أنها أصلح وأنفع للخلق، إذ من المعلوم بالضرورة العقلية، والجبلة الفطرية، أن الإنسان لا يعدل عن منهاج يخالفه، إلا وهو يعتقد فضل ما عدل إليه، ونقص ما عدل عنه) فألحقه بالقسم الأول فقط الذي وصف الله به المدعين للإيمان، وهم منافقون. وأما المسألة المعينة، فقد بينها بقوله: ( ومن لم يحكم بما أنزل الله لا استخفافًا بحكم الله، ولا احتقارًا، ولا اعتقادًا أن غيره أصلح وأنفع للخلق، أو مثله، وإنما حكم بغيره محاباة للمحكوم له، أو مراعاة لرشوة أو غيرها من عرض الدنيا فهذا فاسق، وليس بكافر.
ومثال الأول: القوانين الوضعية المستمدة من الدساتير الغربية، التي تبيح الزنا بالتراضي، وتسوي بين الذكر والأنثى في الميراث، وتحل الربا، وما أشبه ذلك. ومثال الثاني: أن يسقط حاكم شرعي حدًا محققًا عن مستحقه بسبب القرابة، أو المهابة. وقد ذكر الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رحمه الله، أنواع الحكم بغير ما أنزل الله، في رسالته المشهورة في تحكيم القوانين. والله أعلم.