فإن جمع الكلمة، ووحدة الصف، من أعظم مقاصد الشريعة، ومقومات الأمة، كما أن الفرقة والتنازع من أعظم أسباب وهنها وفشلها، كما قال تعالى: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) [الأنفال: 46]؛ ولهذا لم يزل العلماء الربانيون، والأئمة المجددون، يعززون هذه الآصرة، ويشدون معاقدها، ويردون المتفلتين في جواد الطريق إلى الصراط المستقيم، وينتشلون الغارقين في المستنقعات الآسنة إلى الإبحار في النهر المطرد العظيم.