السؤال: قرأت لبعض المشايخ عن حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم في معرض حديثه قال: أما تفاصيل الحادث نفسه فقد وردت في صحيح مسلم. روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل عليه السلام وهو يلعب مع الغلمان فأخذه وأرقده فشق عن قلبه فاستخرج القلب واستخرج منه علقة سوداء فقال هذا حظ الشيطان منك ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لامه ثم أعاده إلى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه فقالوا إن محمد قد قتل فاستقبلهم وهو منتقع اللون , قال انس : وقد كنت أرى ذلك الخيط في صدره ويلاحظ هذا الشيخ في الخبر أمرين: أولهما : أن الخبر فيه غسله بماء من زمزم , ولاحظ أن الواقعة إن صحت كانت في البادية في مكان ناء عن زمزم , وإذا كان من ماء مع جبريل فمن أين علم أنه من زمزم . ثانيهما : أنه كان يرى أثر المخيط في صدره عليه الصلاة والسلام , وإذا صحت الواقعة فإن المعقول أنه عمل ملك , والملاك لا يكون لعمله أثر محسوس . ويقول : نحن نرى أن الأخبار بالنسبة للشق لا تخلو من اضطراب . وعلى فرض أنها صحيحة لا نقول إنها غير مقبولة , بل إننا نقبلها إن صحت و لكن الاضطراب في خبرها يجعلنا نقف غير رادين و لا مصدقين . انتهاء ويقول شيخ آخر : عن هذه القصة التي روعت حليمة وزوجها ومحمد عليه الصلاة والسلام مسترضع فيهم يقول : هذه القصة تكررت مرة أخرى ومحمد عليه الصلاة والسلام رسول جاوز الخمسين من عمره , شيء واحد نستطيع استنتاجه من هذه الآثار ( والكلام للشيخ) أن بشراً ممتازاً كمحمد لا تدعه العناية غرضا للوسواس الصغير التي تناوش غيره من سائر البشر . وإذا كانت للشر موجات تملأ الآفاق . وكانت هناك قلوب تسرع إلى التقاطها فقلوب الأنبياء بتولي الله لها – لا تستقبل هذه التيارات الخبيثة و لا تهتز لها , وبذلك يكون جهد المرسلين في متابعة الترقي لا في مقاومة التدلي , وفي تطهير العامة عن المنكر لا في التطهر منه , فقد عافاهم الله من لوثاته , ولعل أحديث شق الصدر تشير إلى هذه الحصانات التي أضفاها الله على رسول الله صلى الله عليه وسلم . انتهاء السؤال حفظك الله / ما تعليقكم على هذا الكلام ؟