كلام الله بحرف وصوت
قال ابن رجب الحنبلي في طبقات الحنابلة (3/ 104) : قرأت بخط السيف بن المجد الحافظ قال: حدثني الإِمام رحمه الله - يعني الشيخ موفق الدين - حدثني القاضي أبو المعالي أسعد بن المنجا قال: كنت يوماً عند الشيخ أبي البيان - وقد جاءه ابن تميم - قال له: ويحك، الحنابلة إذا قيل لهم: من أين لكم أن القرآن بحرف وصوت؟ قالوا: قال الله تعالى: ﴿الم﴾ (البقرة-1)، ﴿حم﴾ (غافر-1), ﴿كهيعص﴾ (مريم-1)، وقال النبي r: "من قرأ القرآن فأعربه فله بكل حرف عشر حسنات" * ، وقال r " يجمع الله الخلائق - وذكر الحديث " ، وأنتم إذا قيل لكم: من أين قلتم إن القرآن معنى في النفس؟ قلت: قال الأخطل: إن الكلام من الفؤاد، وإنما جعل اللسان على الفؤاد دليلا فالحنابلة أتوا بالكتاب والسنة، وقالوا: قال الله تعالى، وقال رسوله، وأنتم قلتم: قال الأخطل، شاعر نصراني خبيث. أما استحييتم من هذا القبيح؟ جعلتم دينكم مبنياً على قول نصراني، وخالفتم قوله الله تعالى، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم، أو كما قال. وقد قال أبو محمد بن الخشاب النحوي: فتشت دواوين الأخطل العتيقة، فلم أجد فيها هذا البيت، فقال أبو نصر السجزي: إنما قال الأخطل " إن البيان من الفؤاد " فحرفوه، وقالوا: إن الكلام.
* قال الشيخ الألباني: موضوع, لكن يغني عنه ما صححه الشيخ الألباني نفسه من حديث ابن مسعود في الترمذي مرفوعا: (من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)