300-208 1Z0-146 70-485 Microsoft 70-410 dumps 70-643
العقيدة والحياة
 
 
 
فهرس مكتبة المشير
 
أرشيف الدروس والدورات العلمية
 
 

 


     
أهـــــــل العقيـــــدة  »  الإمام البربهاري

الإمام البربهاري

 

هو الإمام الحافظ المتقن الثقة الفقيه المجاهد شيخ الحنابلة وكبيرهم في عصره أبو محمد الحسن ابن علي بن خلف البربهاري بفتح الباء الموحدة وسكون الراء المهملة أيضاً ، وفتح الباء الثانية أيضاً ، والراء المهملة أيضاً بعد الهاء والألف ، وهذه نسبة إلى بربهار ، وهي الأدوية التي تجلب من الهند[1] .

لم تذكر المصادر شيئاً عن مولده ونشأته، ويرى بعض الباحثين أن البربهاري بغدادي المولد والنشأة, ورجح بعضهم ولد عام 233هـ وغيرهم عام 252 هـ.

 

شيوخه :
تلقى البربهاري العلم على جماعة من كبار أصحاب الإمام أحمد، ومن مشايخه
1-أحمد بن محمد بن الحجاج أبوبكر المروزي رحمه الله.(ت :275 هـ)
2- سهل بن عبدالله التستري أبو محمد رحمه الله. (ت:283 هـ)

 

تلاميذه:

انتفع بالبربهاري جماعة و أخذوا عنه العلم,منهم :

1-عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان بطة العكبري أبو عبد الله البطي (ت 387 هـ)

2-أحمد بم كامل بن خلف بن شجرة القاضي أبو بكر(260 هـ-ت 350 هـ)

3-محمد بن أحمد بن إسماعيل البغدادي أبو الحسين (ت 387 هـ)

4-محمد بن خلف بن عثمان أبو بكر قال الخطيب : وكان فيما بلغني يظهر التقشف وحسن المذهب إلاَّ أنَّه روى مناكير وأباطيل.

5-الحسن بن عبد الله، أبو علي النجاد، الفقيه الحنبلي البغدادي(ت 360 هـ)

 

مصنفاته:

          وله مصنفات منها شرح السنة.

 

مكانته وثناء العلماء عليه:

قال ابن أبي يعلى عن البربهاري: شيخ الطائفة في وقته ومتقدمها في الإنكار على أهل البدع والمباينة لهم باليد واللسان وكان له صيت عند السلطان وقدم عند الأصحاب وكان أحد الأئمة العارفين والحفاظ للأصول المتقين والثقات المؤمنين .[2]

قال ابن كثير :العالم الزاهد الفقيه الحنبلي الواعظ... كان شديدا على أهل البدع والمعاصي وكان كبير القدر تعظمه الخاصة والعامة.[3]

وأثنى عليه الذهبي فقال :" شيخ الحنابلة القدوة الإمام كان قوّالا بالحق داعية إلى الأثر لا يخاف في الله لومة لائم "[4]

ونقل ابن أبي يعلى ما يدل على سعة نفوذه عن ابن بطة قوله سمعت البربهاري يقول لما أُخذ الحاج - من قبل القرامطة -يا قوم إن كان يحتاج - أي الخليفة - إلى معونة مئة ألف دينار و مئة ألف دينار و مئة ألف دينار خمس مرات عاونته قال ابن بطة ولو أراد لحصلها من الناس"[5].

وقيل: إنه ترك ميراث أبيه تورعا، وكان سبعين ألفا.[6]

 

من أقوال البربهاري:(عقيدته)[7]

قال ابن بطة: سمعت البربهاري يقول: المجالسة للمناصحة فتح باب الفائدة، والمجالسة للمناظرة غلق باب الفائدة.[8]

عن ابن سمعون، أنه سمع البربهاري يقول: رأيت بالشام راهبا في صومعة حوله رهبان يتمسحون بالصومعة، فقلت لحدث منهم: بأي شئ أعطي هذا ؟ قال: سبحان الله متى رأيت الله يعطي شيئا على شئ ؟ قلت: هذا يحتاج إلى إيضاح، فقد يعطي الله عبده بلا شئ، وقد يعطيه على شئ، لكن الشئ الذي يعطيه الله عبده، ثم يثيبه عليه هو منه أيضا قال تعالى (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ) الأعراف :43[9]

 

في البدع والمحدثات

واحذر صغار المحدثات فإن صغار البدع تعود حتى تصير كباراً وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيراً يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع المخرج منها فعظمت وصارت ديناً يدان به فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر: هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أو أحد من العلماء ؟ فإن أصبت فيه أثراً عنهم: فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر فيه شيئاً فتسقط في النار.

 

في الاتباع

واعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين أما أحدهما: فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد إلا الخير فهو لا يقتدى بزلته فإنه هالك ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان في هذه الأمة حقيق على من عرفه أن يحذر الناس منه ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك .

واعلم - رحمك الله - أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعاً مصدقاً مسلماً فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقد كذبهم وكفى بهذا فرقه فطعن عليهم فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس فيه.

في الله

واعلم أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن وما بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه وهو جل ثناؤه: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى يعلم السر وأخفى وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان لا يخلو من علمه مكان ولا يقول في صفات الرب تعالى: لم؟ ولا كيف؟ إلا شاك في الله تبارك وتعالى.

 والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره وليس مخلوقاً لأن القرآن من الله وما كان من الله فليس بمخلوق وهكذا قال مالك بن أنس والفقهاء قبله وبعده والمراء فيه كفر...

 

في الشفاعة

والإيمان بشفاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمذنبين الخاطئين يوم القيامة وعلى الصراط ويخرجهم من جوف جهنم وما من نبي إلا وله شفاعة وكذلك الصديقون والشهداء والصالحون ولله بعد ذلك تفضل كثير على من يشاء والخروج من النار بعدما أحرقوا وصاروا فحماً.

 

في الإيمان

والإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء .

 

في الصحابة

وأفضل هذه الأمة والأمم كلها بعد الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي يسمع بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا ينكره ثم أفضل الناس بعد هؤلاء طلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر ابن الجراح وكلهم يصلح للخلافة ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القرن الذي بعث فيهم المهاجرون الأولون والأنصار وهم من صلى القبلتين ثم أفضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوماً أو شهراً أو سنة أو أقل من ذلك أو أكثر نترحم عليهم ونذكر فضلهم ونكف عن زللهم ولا نذكر أحداً منهم إلا بالخير.

 

في ولاة الأمر

والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ومن ولي الخلافة بإجماع عليه ورضاهم به: فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام براً كان أو فاجراً والحج والغزو مع الإمام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلى بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قال أحمد بن حنبل .

والخلافة في قريش إلى أن ينزل عيسى بن مريم عليه السلام ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي قد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية .

 ولا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه وإن جار وذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر الغفاري: " اصبر وإن كان عبداً حبشياً " وقوله للأنصار: " اصبروا حتى تلقوني على الحوض " وليس في السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين .

 

في أمة محمد صلى الله عليه وسلم

واعلم بأن الدنيا دار إيمان وإسلام وأمة محمد - صلى الله عليه وسلم - فيها مؤمنون مسلمون في أحكامهم ومواريثهم وذبائحهم والصلاة عليهم ولا نشهد لأحد بحقيقة الإيمان حتى يأتي بجميع شرائع الإسلام فإن قصر في شيء من ذلك كان ناقص الإيمان حتى يتوب .

 

في الكلام

واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين: إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة وكيف يجترىء الرجل على المراء والخصومة والجدال والله يقول: ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فعليك بالتسليم والرضى بالآثار والكف والسكوت والإيمان بأن الله يعذب الخلق في النار في الأغلال والأنكال والسلاسل والنار في أجوافهم وفوقهم وتحتهم وذلك أن الجهمية منهم هشام الفوطي قال: إنما يعذب الله عند النار رداً على الله ورسوله .

 

عن الجهمية

واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية: من أنهم فكروا في الرب عز وجل فأدخلوا: لم؟ وكيف؟ وتركوا الأثر ووضعوا القياس وقاسوا الدين على رأيهم فجاءوا بالكفر عياناً لا يخفى إنهم كفروا وكفروا الخلق واضطرهم الأمر إلى أن قالوا بالتعطيل .

 

عن العلم

واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم: من اتبع العلم والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب .

واعلم أنه من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأوله من غير حجة من السنة والجماعة فقد قال على الله ما لا يعلم ومن قال على الله ما لا يعلم فهو من  المتكلفين.

 

الجماعة

والحق ما جاء من عند الله عز وجل والسنة ما سنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والجماعة ما اجتمع عيه أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ومن اقتصر على سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما كان عليه أصحابه والجماعة: فلج على أهل البدعة كلهم واستراح بدنه وسلم له دينه إن شاء الله لأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " ستفترق أمتي " وبين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الفرقة الناجية منها فقال: " ما أنا عليه وأصحابي " فهذا هو الشفاء والبيان والأمر الواضح والمنار المستقيم وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بدينكم العتيق " .

 

وعن أهل البدع

مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رؤوسهم وأبدانهم في التراب ويخرجون أذنابهم فإذا تمكنوا لدغوا وكذلك أهل البدع هم مختفون بين الناس فإذا تمكنوا بلغوا ما يريدون .

 

ومن شعره

من قنعت نفسه ببلغتها ... أضحى غنياً وظل ممتنعا

لله در القنوع من خلق ... كم من وضيع به قد ارتفعا

تضيق نفس الفتى إذا افتقرت ... ولو عزى بربه اتسعا

 

وفاته(329 هـ)

قال ابن أبي يعلى (كانت للبربهاري مجاهدات ومقامات في الدين كثيرة وكان المخالفون يغيطون قلب السلطان عليه ففي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة في خلافة القاهر ووزيره ابن مقلة تقدم بالقبض على البربهاري فاستتر وقبض على جماعة من كبار أصحابه وحملوا إلى البصرة وعاقب الله تعالى ابن مقلة على فعله ذلك بأن أسخط عليه القاهر وهرب ابن مقلة وعزله القاهر عن وزارته وطرح في داره النار فقبض على القاهر بالله يوم الأربعاء لست من شهر جمادى الآخرة سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة وحبس وخلع وسملت عيناه في هذا اليوم حتى سالتا جميعاً فعمى ثم تفضل الله تعالى وأعاد البربهاري إلى حشمته وزادت حتى إنه لما توفي أبو عبد الله بن عرفه المعروف بنفطويه وحضر جنازته أماثل أبناء الدنيا والدين كان المقدم على جماعتهم في الإمامة: البربهاري وذلك في صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة وفي هذه السنة ازدادت حشمة البربهاري وعلت كلمته وظهر أصحابه وانتشروا في الإنكار على المبتدعة فبلغنا أن البربهاري اجتاز بالجانب الغربي فعطس فشمته أصحابه فارتفعت ضجتهم حتى سمعها الخليفة وهو في روشنه فسأل عن الحال؟ فأخبر بها فاستهولها ولم تزل المبتدعة ينقلون قلب الراضي على البربهاري فتقدم الراضي إلى بدر الحرسي صاحب الشرطة بالركوب والنداء ببغداد: أن لا يجتمع من أصحاب البربهاري نفسان فاستتر وكان ينزل بالجانب الغربي بباب محول فانتقل إلى الجانب الشرقي مستتراً فتوفي في الاستتار في رجب سنة تسع وعشرين وثلاثمائة .

حدثني محمد بن الحسن المقري قال: حكى لي جدي وجدتي قالا: كان أبو محمد البربهاري قد اختبأ عند أخت توزون بالجانب الشرقي في درب الحمام في شارع درب السلسلة فبقي نحواً من شهر فلحقه قيام الدم: فقالت أخت توزون لخادمها لما مات البربهاري عندها مستتراً: انظر من يغسله فجاء بالغاسل فغسله وغلق الباب حتى لا يعلم أحد ووقف يصلي عليه وحده فطالعت صاحبة المنزل فرأت الدار ملأى رجالاً عليهم ثياب بيض وخضر فلما سلم لم تر أحداً فاستدعت الخادم وقالت: يا حجام أهلكتني مع أخي فقال: يا ستي رأيت ما رأيت؟ فقالت: نعم فقال: هذه مفاتيح الباب وهو مغلق فقالت: ادفنوه في بيتي فإذا مت فادفنوني عنده في بيت القبة فدفنوه في دارها فماتت بعده بزمان فدفنت في ذلك المكان ومضى الزمان عليها وصارت تربة وهو بقرب دار المملكة بالمخرم)[10].

 


___________________________

[1] انظر :الأنساب للسمعاني (1/307)

[2] طبقات الحنابلة (2/16),شذرات الذهب (2/316)

[3] البداية والنهاية (11/201)

[4] سير أعلام النبلاء(15/90)

[5] طبقات الحنابلة (2/16)

[6] السير (15/90)

[7] من كتاب صاحب الترجمة السنة للبربهاري

[8] السير (15/92)

[9] السير(15/93)

[10] طبقات الحنابلة (2/44)

الدروس والدورات العلمية
المـكــتـبـة المــرئـيـة
ســــلم الاعـتـقـــــاد
واحـــــة العقيــــــدة
أسمـاء الله الحسنى
مـن عـقـائـد السـلـف
العقيـــــدة والقـــرآن
العقيــــــدة والســنة
دعــــوة المرســـلين
أهـــــــل العقيـــــدة
مــــلل وفــــــــــــرق
بـحـــوث ودراســــات
ديــــوان العقيـــــــدة
فيــــض العقيـــــــدة
مصطلحـات عقــــدية
أخــــطاء عقــــــديـة
آفــــاق العقيـــــــدة
أخــــوات العقيــــدة
مــلــفـــــات دعــوية
فــلاشــــات دعــوية
 
 
البحث في نطاق الموقع
«القائمة البريدية»
 
«دخول المشرفين»
اسم المرور:
كلمة المرور:
 
 free counters
 
 جميع الحقوق محفوظة لموقع العقيدة والحياة 1432 هـ - 2011 م www.al-aqidah.com