من ذا الذي سبّ النبي محمدا الصادق المصدوق خيرٌ مقتدا
|
جعلوه في رسمٍ بغيضٍ ساخر مستهزئين بمن شمائله الهدى
|
هو سيد الخلْق الجميل خصاله هو صاحب الخلق الكريم المحتدى
|
هو حاشر ٌ هو عاقبٌ هو رحمةٌ للعالمين به الظلام تبددا
|
هو الرؤوف هو الرحيم بصحبه هو الشديدُ هو الغليظُ على العدا
|
هو الذي خفض الجناح بلينه هو المهيبُ إذا تحدّر أو بدا
|
هو منْ بكى جذعٌ لهولِ فراقه هو منْ سقى أعداءه كأس الردى
|
لولاه ما عُبِدَ الإلهُ وما اهتدى قوم على الإشراك ِ كانوا رقّدا
|
لولاه ما حجّ الحجيجُ وعظموا بيتاً على التوحيد بات مشيّدا
|
لولاه ما صلى مصلٍ نحوه لولاه ما باتوا ركوعا سجّدا
|
وقد اهتدينا بالرسول فآمنتْ أركاننا بالله ربا ماجدا
|
وبسائر الرسلِ الذين أتى بهم ربٌ جليلٌ منذرا متوعّدا
|
هم إخوةٌ وهم الكرام فإنهم بعثوا بتوحيدِ الإله تفرّدا
|
والحاقدون الناقمون على الذي من بعثه بات البناءُ مشيدا
|
هم ينقمون لأن دين محمدٍ نسخ الشرائع كلها يوم ابتدا
|
هم ينقمون لأن دين محمدٍ ماظلم أصحاب الكتاب وما اعتدى
|
هم ينقمون لأن دين محمدٍ ما هدّ صومعةً وأحرق معبدا
|
هم ينقمون لأن دين محمدٍ وسطٌ ويمقت راهباً متشددا
|
هم ينقمون لأن دين محمدٍ يسري كشمسٍ إذ أضاءت سرمدا
|
هم ينقمون لأن دين محمدٍ باقٍ على مر ّ الزمان مخلدا
|
هم ينقمون لأن دين محمدٍ يبني رجالاً حين يعمر مسجدا
|
هم ينقمون لأننا في ديننا نحن الشهودُ ونحن خيرٌ شاهدا
|
هم يقتلون الأنبياء كما حكى قرآننا والقول كان مسدّدا
|
بل عندهم في الذات بئس مقولة منها الجبال تخر هدا ممهّدا
|
ويجعلون له البنين بزعمهم ويعبدون ثلاثةً لا واحدا
|
فما الغريبُ عداءهم في ديننا بل الغريب ُ بأن تراهم رشّدا
|
قد قالها ربي فذلك حقدهم من تلكمُ الأفواه شيء قد بدا
|
أما الصدورُ وماتكنُّ فإنها تغلي كقدرٍ في السعير توقّدا
|
ما ضر صاحبنا رسومٌ تكترى بل زاد حبا عندنا وتوددا
|
هم يحسبون سكوتنا ضعفا بنا إن الحليم إذا استشاط تزبّدا
|
أما السفيه إذا حللت عقاله فسيورد العقلاء شرّا موردا
|
ما عاد فينا ذلةٌ في ديننا كلا ولا حتى ضميرا راقدا
|
فترى الجميع صغيرنا وكبيرنا لبّى لنصرته وشمّر ساعدا
|
وسيذكرون بأن يوم عدائهم للصادقِ المصدوقِ يوما أسودا
|
ولا يحيقُ المكرُ غير بأهله وسيعلمون إذا تقابلنا غدا
|
فالباطلُ المدحورُ يبطل أمره والحق باقٍ لو يطول به المدى
|
وسينجلي عصرُ الظلام كما انجلى يوم اصطفى الرحمنُ بعثة أحمدا
سامي بن محمد الغنيم- الجبيل
|