300-208 1Z0-146 70-485 Microsoft 70-410 dumps 70-643
العقيدة والحياة
 
 
 
فهرس مكتبة المشير
 
أرشيف الدروس والدورات العلمية
 
 

 


     
دعــــوة المرســـلين  »  هود عليه السلام (لا أسألكم عليه أجرا) (1)

هود عليه السلام (لا أسألكم عليه أجرا) (1)
* بقلم / حسن نور
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
قال تعالى (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُوداً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ * يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [هود :50-51]
فقد دعا نبي الله هود عليه السلام إلى توحيد الله وإخلاص العبادة له . وهكذا جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
ففي قوله (يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) بيان أنه كان عليه الصلاة والسلام كان مخلصا لله وأنه لا يدعو إلى الله لحظ نفسه واستكثارا من الدنيا وإنما كل مبتغاه أن يأجره الله على دعوته .
ففي هذه الحلقة سنتكلم بإذن الله تعالى : عن الإخلاص الذي ظهر جليا في دعوات جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلوات والسلام .
قال أبو جعفر الطبري رحمه الله في تفسير الآية : يقول تعالى ذكره مخبرًا عن قيل هود لقومه: يا قوم لا أسألكم على ما أدعوكم إليه من إخلاص العبادة لله وخلع الأوثان والبراءة منها، جزاءً وثوابًا (إن أجري إلا على الذي فطرني)، يقول: إن ثوابي وجزائي على نصيحتي لكم، ودعائكم إلى الله، إلا على الذي خلقني (أفلا تعقلون) ، يقول: أفلا تعقلون أني لو كنت ابتغي بدعايتكم إلى الله غير النصيحة لكم ، وطلب الحظ لكم في الدنيا والآخرة ، لالتمست منكم على ذلك بعض أعراض الدنيا ، وطلبت منكم الأجر والثواب ؟ أهـ
فالعمل الصالح لا يقبل إلا إذا كان صوابا خالصا :
قال الفضيلُ في قوله تعالى : { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً } ، قال : أخلصُه وأصوبُه . وقال : إنَّ العملَ إذا كان خالصاً ، ولم يكن صواباً ، لم يقبل ، وإذا كان صواباً ، ولم يكن خالصاً ، لم يقبل حتّى يكونَ خالصاً صواباً ، قال : والخالصُ إذا كان لله - عز وجل - ، والصَّوابُ إذا كان على السُّنَّة
فتحقيق الشرط الأول وهو أن يكون العمل صوابا ، متيسر بحمد الله تعالى .
لكن تحقيق الشرط الثاني وهو الإخلاص من أصعب ما يكون .
وإن الإخلاص لعزيز وإن السعيد لمن وفق للإخلاص في القول والعمل .
قال ابن رجب رحمه الله: وبالجملة، فما أحسن قول سهل بن عبد الله التستري: ليس على النفس شيء أشق من الإخلاص لأنه ليس لها فيه نصيب. وقال يوسف بن الحسين الرازي: أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهد في إسقاط الرياء عن قلبي، وكأنه ينبت فيه على لون آخر. اهـ
وقال سفيانَ الثَّوريِّ ، قال : ما عالجتُ شيئاً أشدَّ عليَّ من نيَّتي ؛ لأنَّها تتقلَّبُ عليَّ.
قال التابعي الجليل ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كلهم يخاف النفاق على نفسه.
فهؤلاء أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين عزروه ونصروه وقاتلوا معه والذين نزل القرآن بتزكيتهم ، وأتت السنة بفضلهم وعلو منزلتهم . يخافون على أنفسهم من الرياء والنفاق . فكيف بنا نحن الضعفاء .
فيجب على المؤمن أن يخاف على إخلاصه خوفا عظيما ، وكيف لا ؟ وقد خافه النبي صلى الله عليه وسلم علينا , عن أبي سعيد قال (خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر المسيح الدجال فقال ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال قال قلنا بلى فقال الشرك الخفي أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل)
وكيف لا نخاف ؟ والأعمال لا تقبل إلا إذا كانت خالصا صوابا .
وقد كان هدي السلف رضوان الله عليهم على خوف فساد النية ولقد ضربوا أروع الأمثال في الإخلاص وإخفاء الأعمال .
وإلى الحلقة القادمة بإذن الله مع صور من سير السلف في الإخلاص .
* / حسن نور
20/7/1428

الدروس والدورات العلمية
المـكــتـبـة المــرئـيـة
ســــلم الاعـتـقـــــاد
واحـــــة العقيــــــدة
أسمـاء الله الحسنى
مـن عـقـائـد السـلـف
العقيـــــدة والقـــرآن
العقيــــــدة والســنة
دعــــوة المرســـلين
أهـــــــل العقيـــــدة
مــــلل وفــــــــــــرق
بـحـــوث ودراســــات
ديــــوان العقيـــــــدة
فيــــض العقيـــــــدة
مصطلحـات عقــــدية
أخــــطاء عقــــــديـة
آفــــاق العقيـــــــدة
أخــــوات العقيــــدة
مــلــفـــــات دعــوية
فــلاشــــات دعــوية
 
 
البحث في نطاق الموقع
«القائمة البريدية»
 
«دخول المشرفين»
اسم المرور:
كلمة المرور:
 
 free counters
 
 جميع الحقوق محفوظة لموقع العقيدة والحياة 1432 هـ - 2011 م www.al-aqidah.com