300-208 1Z0-146 70-485 Microsoft 70-410 dumps 70-643
العقيدة والحياة
 
 
 
فهرس مكتبة المشير
 
أرشيف الدروس والدورات العلمية
 
 

 


     
دعــــوة المرســـلين  »  (وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ)

(وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الْمُؤْمِنِينَ)
 * بقلم / يوسف بن إبراهيم الزين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
سبق في الحلقات الماضية الحديث عن التهم التي وجهها الملأ من قوم نوح لنوح عليه السلام، ومالقي من أذى قومه والكيفية التي واجه بها ذلك صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الحلقة سأختار بعض التهم وأعرض ردّ توح عليه السلام عليها عرضاً مفصّلاً.
التهمة الأولى: البشرية وهي من من الشبهات التي تكررت بعد ذلك في المواجهة بين المرسلين وأقوامهم قال تعالى في سورة إبراهيم عن شبهات المكذبين: ( قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ، قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ) [إبراهيم : 11]، وقال نوح عليه السلام لقومه: ( قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ )[هود : 28].
فهذه النبوة والرسالة منة من الله تعالى على عباده ورحمة يهبها لمن يشاء منهم، وأيضاً فهناك جانب آخر مهم فغن النبي إذاكان من البشر فغن ذلك يقتضي أن يحسّ بأحاسيسهم ويدرك آلامهم وآمالهم ويعرف نوازعهم وأشواقهم ، ومن ثم فإنه سيعطف عليهم ويسير بهم خطوة خطوة ، وبالتالي يقتدون به بخلاف ما إذا كان من غير البشر لأن طبيعته تختلف عن طبيعتهم.
التهمة الثانية : ضعف الأتباع ووصفهم بالتسرع والسطحية، وقد ناقش نوح عليه السلام هذه التهمة نقاشاً مفصّلاً لأنها من أخطر وأدق القضايا وهي التهمة التي ما يزال أعداء الله يرددونها ، فيصفون المتمسكين بدينهم بالرجعية والتخلف وضعف العقول، بل ويصورون ذلك من خلال البرامج التلفازية،فيصورون المتدين بصورة البليد المغفل، ولعل سرّ تركيز الملأ على هذه القضية بالذات ـ والعلم عند الله ـ أنها سوف تنزع منهم ذلك التسلط على رقاب العباد وإذلالهم واستعبادهم ، وتجعلهم سواسية مع كل الناس ضغيفهم وقويهم ، فقيرهم وغنيهم، وتجعل العبودية والتذلل لله رب العالمين. لقد قال قوم نوح له عليه السلام: (مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ)، وفي موضع آخر: (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) [الشعراء : 111]، وكان جوابه عليهم صريحاً وواضحاً لا لف فيه ولا دوران: (وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ )[هود : 29].وهذه العبارة الأخيرة فيها نوع شر، فالوصف بالجهل لا ترضاه نفوس الناس ، ولعل هذا من باب الزجر والتأديب للقوم على حد قو الشاعر:
فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً
فليقس أحياناً على من يرحم
.
وقال أيضاً عليه السلام: (لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْراً اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذاً لَّمِنَ الظَّالِمِينَ) [هود : 31] الله أكبر ياله من صدق وإنصاف: (اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ ) فحتى النبي صلى الله عليه وسلم لا يملك إلا ماظهر له، وليس له أن يبحث في النيات فضلاً عن أن يتهم النيات، كما يحصل في هذه الأيام حين يوصف المستقيمون على دينهم بأنهم يريدون مصالح دنيوية من استقامتهم وغير ذلك من التهم. نعم قد توجد بعض التصرفات الخاطئة في فهم الدين من البعض لكن ليس من الحق أبداً أن تعمم تلك التصرفات على الجميعوإن تتهم النيات والله يقول: ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ) وقد ذكر نوح عليه السلام أن الأمر ليس له: (قَالَ وَمَا عِلْمِي بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ إِنْ حِسَابُهُمْ إِلَّا عَلَى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ) [الشعراء : 113].
أخي القارئ : تأمل معي هذا التعليق النفيس للعلامة السعدي حول قوله تعالى: (قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ) "ولو تأملوا حق التأمل لعلموا أن أتباعه هم الأعلون، خيار الخلق أهل العقول الرزينة والأخلاق الفاضلة ، وأن الأراذل من سلب خاصية عقله فاستحسن عبادة الأحجار، ورضي أن يسجد لها ويدوها، وأبى الانقياد لدعوة الرسل الكمّل" [تفسير الكريم المنان 2/224 مؤسسة الرسالة].
ويقول سيد قطب رحمه الله : " وهم يسمون الفقراء من الناس أراذل كما ينظر الكبراء دائما إلى الآخرين الذين لم يؤتوا المال والسلطان وأولئك هم أتباع الرسل السابقون غالباً لأنهم بفطرتهم أقرب إلى الاستجابة للدعوة التي تحرر الناس من العبودية للكبراء وتصل القلوب بإله واحد قاهر عالٍ على العلياء ولأن فطرتهم لم يفسدها الترف والبطر، ولم تقعوقها المصالح والمظاهر عن الاستجابة، ولأنهم لا يخافون من العقيدة في الله أن تضيع عليهم مكانة مسروقة لغفلة الجماهير واستبعادها للخرافات الوثنية في شتى صورها" [في ظلال القرآن 4/1872سورة هود].
 
*/ مركز الدعوة والإرشاد - عنيزة
1/5/1428

الدروس والدورات العلمية
المـكــتـبـة المــرئـيـة
ســــلم الاعـتـقـــــاد
واحـــــة العقيــــــدة
أسمـاء الله الحسنى
مـن عـقـائـد السـلـف
العقيـــــدة والقـــرآن
العقيــــــدة والســنة
دعــــوة المرســـلين
أهـــــــل العقيـــــدة
مــــلل وفــــــــــــرق
بـحـــوث ودراســــات
ديــــوان العقيـــــــدة
فيــــض العقيـــــــدة
مصطلحـات عقــــدية
أخــــطاء عقــــــديـة
آفــــاق العقيـــــــدة
أخــــوات العقيــــدة
مــلــفـــــات دعــوية
فــلاشــــات دعــوية
 
 
البحث في نطاق الموقع
«القائمة البريدية»
 
«دخول المشرفين»
اسم المرور:
كلمة المرور:
 
 free counters
 
 جميع الحقوق محفوظة لموقع العقيدة والحياة 1432 هـ - 2011 م www.al-aqidah.com