إعداد / تميم بن عبد العزيز القاضي
28/1/1428
الفرق بين الاسم والصفة.
للشيخ : علوي السقاف
ضمن كتابه : صفات الله عز وجل
أولاً : معنى الاسم والصفة
الاسم : ((هو ما دل على معنى في نفسه))[1] ، و ((أسماء الأشياء هي الألفاظ الدالة عليها))[2] ، ((وقيل : الاسم ما أنبأ عن المسمى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى ، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل))[3].
الصفة : ((هي الاسم الدال على بعض أحوال الذات000وهي الأمارة اللازمة بذات الموصوف الذي يُعرف بها))[4] ، ((وهي ما وقع الوصف مشتقاً منها ، وهو دالٌ عليها ، وذلك مثل العلم والقدرة ونحوه))[5].
وقـال ابن فارس : ((الصفة : الأمارة اللازمة للشيء))[6] ، وقال : ((النعت : وصفك الشيء بما فيه من حسن))[7].
ثانياً : الفرق بين الاسم والصفة :
سُئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالسعودية عن الفرق بين الاسم والصفة ؟ فأجابت بما يلي:
((أسمـاء الله كل ما دل على ذات الله مع صفات الكمال القائمة به ؛ مثل : القادر ، العليم ، الحكيم ، السميع ، البصير ؛ فإن هذه الأسماء دلَّت على ذات الله ، وعلى ما قام بها من العلم والحكمة والسمع والبصر ، أما الصفات ؛ فهي نعوت الكمـال القائمة بالذات ؛ كالعلم والحكمة والسمع والبصر ؛ فالاسم دل على أمرين ، والصفة دلت على أمر واحد ، ويقال : الاسم متضمن للصفة ، والصفة مستلزمة للاسم...)) [8]
ولمعرفة ما يُميِّز الاسم عن الصفة ، والصفة عن الاسم أمور ، منها :
أولاً : ((أن الأسماء يشتق منها صفات ، أما الصفات ؛ فلا يشتق منها أسماء ، فنشتق من أسماء الله الرحيم والقادر والعظيم ، صفات الرحمة والقدرة والعظمة ، لكن لا نشتق من صفات الإرادة والمجيء والمكر اسم المريد والجائي والماكر))[9].
فأسماؤه سبحانه وتعالى أوصاف ؛ كما قال ابن القيم في ((النونية)) :
مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُمِّلَتْ لِمَعانِ
|
|
أسماؤُهُ أوْصافُ مَدْحٍ كُلُّها
|
ثانياً : ((أن الاسم لا يُشتق من أفعال الله ؛ فلا نشتق من كونه يحب ويكره ويغضب اسم المحب والكاره والغاضب ، أما صفاته ؛ فتشتق من أفعاله فنثبت له صفة المحبة والكره والغضب ونحوها من تلك الأفعال ، لذلك قيل : باب الصفات أوسع من باب الأسماء))[10].
ثالثاً : أن أسماء الله عَزَّ وجَلَّ وصفاته تشترك في الاستعاذة بها والحلف بها1 ، لكن تختلـف في التعــبد والدعاء ، فيتعبد الله بأسمائـه ، فنقول : عبدالكريم ، وعبد الرحـمن ، وعبد العزيز ، لكن لا يُتعبد بصفاته؛ فلا نقول : عبد الكرم ، وعبد الرحمـة ، وعبد العزة ؛ كما أنه يُدعى اللهُ بأسمائه، فنقول : يا رحيم ! ارحمنا ، ويا كريم! أكرمنا ، ويا لطيف! الطف بنا ، لكن لا ندعو صفاته فنقول : يا رحمة الله! ارحمينا ، أو : يا كرم الله ! أو :يا لطف الله ! ذلك أن الصفة ليست هي الموصوف ؛ فالرحمة ليست هي الله ، بل هي صفةٌ لله ، وكذلك العزة ، وغيرها ؛ فهذه صفات لله ، وليست هي الله ، ولا يجوز التعبد إلا لله ، ولا يجوز دعاء إلا الله ؛ لقولـه تعالى : ) يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شــَيْئًا ( [النور : 55] ، وقوله تعالى ) ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ( [غافر :60] وغيرها من الآيات[11].
[1] ((التعريفات)) للجرجاني (ص24).
[2] ((مجموع الفتاوى)) (6/195).
[3] ((الكليات)) لأبي البقاء الكفوي (ص 83).
[4] ((التعريفات)) (ص 133).
[5] ((الكليات)) (ص546) ويعنى بالوصـف هنا الاسم ؛ فالعلم صفة ، والعالم وصف دال عليها ، والقدرة صفة ، والقادر وصف دال عليها.
[6] ((معجم مقاييس اللغة)) (5/448).
[7] المصدر السابق (6/115).
[8] ((فتاوى اللجنة الدائمة)) (3/116-فتوى رقم 8942).
[9] انظر: القاعدة الثامنة.
[10] انظر: ((مدارج السالكين)) (3/415).
[11] انظر : ((فتاوى الشيخ ابن عثيمين)) (1/26-ترتيب أشرف عبد المقصود) ، وقد نسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية ، لكن ينبغي هنا أن نفرق بين دعاء الصفة كما سبق وبين دعاء الله بصفة من صفاته ؛ كأن تقول : اللهم ارحمنا برحمتك ، فهذا لا بأس به. والله أعلم.