300-208 1Z0-146 70-485 Microsoft 70-410 dumps 70-643
العقيدة والحياة
 
 
 
فهرس مكتبة المشير
 
أرشيف الدروس والدورات العلمية
 
 

 


     
المقــــــــــــــــــالات  »  من هم البُلْه الحقيقيون في المجتمع المصري؟!

من هم البُلْه الحقيقيون في المجتمع المصري؟!

كتبه - خالد المرسي.

 

رصد الأستاذ "محمود سلطان" رد فعل بعض النخب المصرية على نتائج أول انتخابات نزيهة – بهذا الحجم – في مصر بعد الثورة فيقول:

" مع الإعلان عن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات، والتى جاءت بما لا تشتهى التيارات التى توصف بـ"المدنية".. كال "المهذبون" الليبراليون الشتائم للشعب المصرى.. ووُصف بأنه شعب "أهبل" سلم عقله لمشايخ "الزوايا" ليضحكوا عليه بـ"شقة" فى الجنة مقابل كل صوت يوضع فى "الصندوق" لصالح الإسلاميين!".

فهل زعمهم هذا صحيح؟ بالطبع، لا، بل الصحيح أنهم هم البله وأن الشعب هو العاقل. ولننظر الآن لحقيقة حالهما ووضعهما بما يؤيد حكمي هذا ثم ليحكم القارئ بنفسه.

حال الشعب: اختار الشعب المصري الإسلاميين في الإنتخابات ( بمختلف جماعاتهم) لأنهم قوم يدعون الى الله – تعالى - وتاريخهم يثبت تفانيًا في خدمة الصالح العام وفي تحمل اضطهاد الاستبداد إعلاءً للحق وللمصالح العامة التي يبشرون بها؛ في الوقت الذي كانت فيه أغلب هذه النخبة مشغولة بمصالحها الشخصية والعائلية مستقوية بالنظام المستبد – راجع مقالتين مهمتين جدا للدكتور" ابراهيم البيومي غانم" بعنوان الإستبداد باسم الحداثة – وتعالوا نحاسب "الحداثويين" . وبناء على ذلك فلا أظن عاقلاً يشك في أن خيار الشعب هذا وفق هذه المعايير إلا خيارًاعقلانيا وموفقا جدا.

 

حال النخبة المزعومة:

 هذه النخبة تعلمت في أرقى المدارس والجامعات ونالت أعظم الشهادات في العلوم الإنسانية؛ ولقد كان من الطبيعي مع ذلك أن تكون هذه النخبة في موضع الرواد الذين يُلجأ اليهم في المشاكل المجتمعية الكبرى والصغرى لكِبَر عقولهم ومعارفهم، ولكن المفارقة الكبرى أنهم فشلوا في فهم المتطلبات الأساسية لعملهم في المجتمع؛ مما يفهمُه كلُّ الناس بدون تعليم ولا دراسة ولا كبير عقل!، تلك المتطلبات الأساسية التي مع الجهل بها لا تَسلم لهم مساهمةٌ في ترقي مجتمعهم، ولا تكون لهم فاعلية ايجابية، بل سيكون نصيب المجتمع منهم هو الضد من ذلك، وكذلك كان، ثم زادوا بأن أصروا على فشلهم وخيبتهم اصرارًا، وتعاموا عن دعوات الأئمة المصلحين واحدًا بعد الآخر، ولم يجتهدوا في تفتيق عقولهم المنغلقة وقلوبهم المختوم عليها!.

 

 وإن هذه المتطلبات الأساسية لهي الأُطُر الأساسية للمجتمع المصري ( وكذلك لكل الشعوب العربية الاسلامية ) المتمثلةُ في كون الشعب مصبوغ وجدانُه ومزاجُه بحب الإسلام ( جملةً وتفصيلاً) ( وحب الداعين اليه بالقول والعمل) ولا يعرفون ولا يحبون هوية أو منهجًا سواه، وهم على حب واحترام دائمين لتفاصيل هذا الدين التي يأتيهم بها الدعاة المصلحون الذي لا يخلو منهم زمان، هذا حالهم أبدا مهما فشت فيهم أمراض طارئة كالتكاسل وفقدان الإرادة القوية فلا يقوون على التطبيق العملي المتناسب مع ما علموه من تفاصيل الإسلام، نعم، مهما فشت فيهم هذه الأمراض في الجانب العملي يظلون دائما في حب وتوقير كامل ودائم للإسلام بتفاصيله من حيث الجانب النظري الفكري، ولا يقبلون أبدًا أن يأتيهم من سموا أنفسهم بالنخبة بما يصادم هذا العقل الجمعي والمزاج والوجدان المسيطر عليهم، ويكرهونه ويسقطونه من قلوبهم ونظرهم بدون أي تردد أو توان.

 

ولكن نخبتنا المتغربة فشلوا في فهم هذه الأطر والمتطلبات الواضحة وضوح الشمس، والواضحة كذلك في نظر مؤرخي التاريخ الاسلامي الذين سجلوا حالَ شعوبه التي لا تتزحزح عن هذا العقل الجمعي مهما مُورِس ضدها أشنع حملات الغزو العسكري والثقافي، فشلوا في فهم هذه الأطر وتمنوا ما تقوم الأدلة على استحالة نواله، فصاروا كالطفل أو كالأخرق الذي يسعى في تحصيل ما لا يُمكن!،

 

وذلك أنهم ظنوا إمكانَ نجاحهم في مسخ هوية هذه الشعوب وتبديلها بهوية الغرب! وفي سبيل ذلك راحوا يحاربون الإسلام حربا صريحة - حينًا -، وحربًا مستورة بستار حرب الاسلاميين - أحايين -، ولكن الله يأبى إلا أن يكشف للناس عن وجهة حربهم الحقيقية من أنها حرب للإسلام في الحقيقة؛ حيث إن الله زوّد عقول العوام بقوانين وسنن كلية تجعلهم من كِبَر العقل بمكان لا يُخدعون معه بمثل هذه الحيل فيعرفون بوضوح الفروقَ بين من ينتقد الاسلاميين نقدًا بناءً تأدية لواجب النصيحة والتنوير وبين من ينتقدهم نقدًا هدامًا ينكشف به بُغضُهم للإسلام ولكثير مما أنزل الله!، وفي المقابل زوّد الله عقولَ قادات أهل الضلال ( في كل زمان ومكان) بقوانين وسنن تجعلهم من صغر العقول بمكان يلجئهم للوقوع في التهور والغباوة فينكشفون ويفتضحون.

 

وزادت هذه النخبة ( بعد فشلهم هذا) بأن أصروا عليه وتمسكوا به ولم يستجيبوا لدعوات الأئمة المصلحين من أول الشيخ محمد عبده([1]) إلى آخر عالم ومفكر معاصر، كان يأتيهم الواحد بعد الآخر يدعوهم وينصح لهم ويشرح لهم الحقائق مستجمعًا للأدلة الناصعة بكافة طُرُقها العلمية، فكان مثلاً الشيخ محمد عبده يقول – وقبل نقل كلامه أستلفت نظر القارئ إلى أن زمان الشيخ محمد عبده كان هو عز معمعة فتنة المسلمين بالغرب.

 

ولم يكن اتضح الوجه الآخر ( القاتل) للحضارة الغربية، ولم تكن اتضحت حقيقة نواياها السيئة للعالم الاسلامي وهويته كوضوحها الآن ورغم ذلك نصح لهم الشيخ بما نصح مما يدلك على أن الأمر واضح لا يحتاج لكبير نظر! – كان يقول الشيخ:"نحن لا نحتاج إلى نظرية نأخذها من الأجانب لكي نكتسب المعارف التي بواسطتها تصبح أرواحنا حية يقظة ، فكتُبنا الدينية والأدبية تحتوي على أكثر مما نحتاجه ونطالب به، أما ما يوجد في كتب غيرنا ويتجاوز ماهيتنا وهويتنا فلسنا في حاجة إليه، وكما ورثنا وجودنا عن تناسل آبائنا، فيجب أن نثق أن حيوية الروح توهَب لنا مما خلفه آباؤنا من علوم ومعارف وآداب تراث لنا"([2])،

 

وعلى ذلك اجتمعت كلمة كل مصلح مفكر جاء بعده وملَّ المصلحون من النصح لهم عبر كل الوسائل المتاحة، بل، وستعجب إذا علمت أنه بمرور الوقت زادت طرق الأدلة على هذه الحقائق طريقًا عجيبا وهو : رجوع أغلب أئمة هؤلاء النخب الذين نظَّروا لهم واحدًا بعد الآخر حتى صار رجوعهم للحق بعد ما اكتشفوا خطئهم ظاهرةً واضحة كتب عنها علماؤنا ورصدوها.

 

وممن رصدها الدكتور "محمد عمارة" حيث يقول: " تخلّقت في الواقع الثقافي ظاهرة هامة، ذات صلة، وذات دلالة، وملفتة للأنظار..ألا وهي: تراجع عدد كبير من الأعلام الذين تغربوا عن التبشير بالنموذج الحضاري الغربي، وهذه الظاهرة التي لا تزال قائمة، ومستمرة، والتي شملت وتشمل العديد من الذين سلكوا طريق التغريب بشقيه: الليبرالي، والشمولي"([3])

 

وأخيرا: بعد ما سبق من بيان حال هذه النخبة المزعومة ( التي تعلمت أرقى تعليم ونالت أعلى شهادات ) وما عليه من حجب كثيفة مستحكمة على عقولهم أعمتهم عن حقائق واضحة كالشمس ثم أعمتهم عما ينقض مذهبهم؛ مما جعلهم في موضع نقمة من الشعب حينَ كان موضعهم الطبيعي – بحسب تعليمهم الراقي التخصصي – حقَّه أن يكون موضعَ الرواد الذي يلجأ اليهم الناس في كل صغيرة وكبيرة مما يخص الشأن العام!!؛ أليسوا هم البله حقًا؟ بلى والله. وأليس الناس هم العقلاء حقًا والموفقون في خياراتهم؟ بلى.

 

وإذا قرأت قول الله تعالى : ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ ) وتعجبت من كيف يمكن أن ينس الضالُّ نفسَه وهو لا يهمه إلا هي؟ فتذكر حال هؤلاء النخبة المشئومة الفاشلة دينًا ودنيا، فهم مثال حي من الأمثلة التي نفهم بها هذه الآية الكريمة.

 

وبعد كتابة المقال قرأت للدكتور "ابراهيم البيومي غانم" أن هذا المعنى ثابت منذ فجر النهضة الحديثة وقت "رفاعة الطهطاوي" وهي المرحلة التاريخية التي تلتها مرحلة الشيخ محمد عبده، وهذا نص كلام الدكتور ابراهيم:" فنلاحظ في فجر النهضة الحديثة إصرار رفاعة الطهطاوي على أن تكون الشريعة هي مرجعية التحديث، وحذر كثيرًا من خطر التحول نحو أخلاق أوروبا وأحكامها.. وظل الإمام ثابتًا على يقينه بأن السيادة العليا في مجال التشريع والقانون يجب أن تظل للشريعة الإسلامية، ومن بعد الطهطاوي جاء الإمام محمد عبده ليواصل الدعوة إلى بناء التحديث على أصول الشريعة..."([4])

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) وبعد كتابة المقال قرأت للدكتور "ابراهيم البيومي غانم" أن هذا المعنى ثابت منذ فجر النهضة الحديثة وقت "رفاعة الطهطاوي" وهي المرحلة التاريخية التي تلتها مرحلة الشيخ محمد عبده، وهذا نص كلام الدكتور ابراهيم:" فنلاحظ في فجر النهضة الحديثة إصرار رفاعة الطهطاوي على أن تكون الشريعة هي مرجعية التحديث، وحذر كثيرًا من خطر التحول نحو أخلاق أوروبا وأحكامها.. وظل الإمام ثابتًا على يقينه بأن السيادة العليا في مجال التشريع والقانون يجب أن تظل للشريعة الإسلامية، ومن بعد الطهطاوي جاء الإمام محمد عبده ليواصل الدعوة إلى بناء التحديث على أصول الشريعة..." من مقال "تقنين الشريعة بين المجتمع والدولة(3) منشور في مجلة الأزهر عدد شهر صفر 1433.

(2) وبعد كتابة المقال قرأت للدكتور "ابراهيم البيومي غانم" أن هذا المعنى ثابت منذ فجر النهضة الحديثة وقت "رفاعة الطهطاوي" وهي المرحلة التاريخية التي تلتها مرحلة الشيخ محمد عبده، وهذا نص كلام الدكتور ابراهيم:" فنلاحظ في فجر النهضة الحديثة إصرار رفاعة الطهطاوي على أن تكون الشريعة هي مرجعية التحديث، وحذر كثيرًا من خطر التحول نحو أخلاق أوروبا وأحكامها.. وظل الإمام ثابتًا على يقينه بأن السيادة العليا في مجال التشريع والقانون يجب أن تظل للشريعة الإسلامية، ومن بعد الطهطاوي جاء الإمام محمد عبده ليواصل الدعوة إلى بناء التحديث على أصول الشريعة..." من مقال "تقنين الشريعة بين المجتمع والدولة(3) منشور في مجلة الأزهر عدد شهر صفر 1433.

(3) ثم ذكر أدلة على ذلك في فصل بعنوان" من التغريب إلى التجديد" ضمن كتاب " أزمة الفكر الإسلامي المعاصر".

(4)من مقال "تقنين الشريعة بين المجتمع والدولة(3) منشور في مجلة الأزهر عدد شهر صفر 1433.

الدروس والدورات العلمية
المـكــتـبـة المــرئـيـة
ســــلم الاعـتـقـــــاد
واحـــــة العقيــــــدة
أسمـاء الله الحسنى
مـن عـقـائـد السـلـف
العقيـــــدة والقـــرآن
العقيــــــدة والســنة
دعــــوة المرســـلين
أهـــــــل العقيـــــدة
مــــلل وفــــــــــــرق
بـحـــوث ودراســــات
ديــــوان العقيـــــــدة
فيــــض العقيـــــــدة
مصطلحـات عقــــدية
أخــــطاء عقــــــديـة
آفــــاق العقيـــــــدة
أخــــوات العقيــــدة
مــلــفـــــات دعــوية
فــلاشــــات دعــوية
 
 
البحث في نطاق الموقع
«القائمة البريدية»
 
«دخول المشرفين»
اسم المرور:
كلمة المرور:
 
 free counters
 
 جميع الحقوق محفوظة لموقع العقيدة والحياة 1432 هـ - 2011 م www.al-aqidah.com