300-208 1Z0-146 70-485 Microsoft 70-410 dumps 70-643
العقيدة والحياة
 
 
 
فهرس مكتبة المشير
 
أرشيف الدروس والدورات العلمية
 
 

 


     
المقــــــــــــــــــالات  »  تعليق على تحذير هيلاري كلينتون للحكام العرب على إثر الإنتفاضة التونسية

بسم الله الرحمن الرحيم 

تعليق على تحذير هيلاري كلينتون للحكام العرب

على إثر الإنتفاضة التونسية

بقلم/ خالد المرسي

 

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

نقل موقع "مفكرة الإسلام" تحذيرات عدد من قيادات الغرب للحكومات العربية على إثر الانتفاضة التونسية، مفادها أن يعتبروا بما حدث ويُقللوا من استفزازهم واستذلالهم لشعوبهم.

ومما لفت نظري تعليق وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، والتي حذرت الحكام العرب من أنهم بحاجة لمكافحة الفساد، وضخ حياة جديدة في أنظمتهم السياسية الراكدة، وإلا جازفوا بخسارة المستقبل للإسلاميين"

 

ولي مع هذا التحذير وقفات.

لنعلم أولاً أن الحكومات الغربية الآن في هلع ورعب من الانتفاضة التونسية، وذلك لما سيترتب عليها - لو ظلت شعبية محضة دون تدخل وتأثير مضاد- من تحسن وضع الاسلام في هذا البلد، ومن تتابع مثل هذه الثورة في البلاد المجاورة المتشابهة مع تونس في الأحوال والظروف – كما هي عادة الثورات تتابع وتتوالى إن أجلا وإن عاجلا – إن لم تعتبر الدول المجاورة وتتعظ.

هذا كله يعني أن أصحاب النفوذ المتورطين في تنفيذ أجندة ومخططات الغرب في البلاد العربية، باتوا في خطر مما يهدد مصالح الغرب غير المشروعة في هذه البلاد، ولذلك فإن أغلب الحكومات في الدول العربية اليوم في هلع ورعب كذلك من هذه الإنتفاضة.

إذا علمنا هذا الكلام، أيقنا ولم نشك في صدق نصيحة وزيرة الخارجية، لكن صدقها في حدود قصدها المُراد الذي سأبينه بعد قليل.

 

وهي وإن كانت صادقة في إبداء النصيحة في حدود قصدها المحدودة، إلا أنها أخطأت النصيحة؛ لأنها لا تعلم سنة الله في الأمة المسلمة، هذه السنة المتمثلة في استحالة حدوث صلاح اقتصادي، أو سياسي، أو اجتماعي، مع التنكر والرفض لتحكيم شرع الله.

نعم، إذا أصر الحكام العرب على تحكيم القوانين الوضعية بدل تحكيم شرع الله – تبارك وتعالى – لابد وأن يترتب على ذلك الغضب الالهي، فتفسد ولاتصلح أحوال البلاد والعباد. يقول الله تعالى ( وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) [سورة الكهف] أمره فرطا: أي لايستقيم، ولا ينتظم، وتفسد عليه أحواله ( سواء شعر أو لم يشعر )

وإذا كان الإعراض عن ذكر الله يتمثل في استبدال القوانين الوضعية بشرع الله، الذي فيه مصالح العباد والبلاد، لن يقتصر وقتها الفرط والفساد على شخص الحاكم فقط، بل سيتعداه الى العباد والبلاد، هكذا قال الله ومن أصدق من الله قيلا؟!

 

والمتابع لأخبار الدول العربية يعلم مصداق ذلك من الواقع على صعيد الجانب الدنيوي الذي لا يتعهد الحكام إلابحفظه وترقيته – دون غيره - في هذه البلاد([1]) ورغم هذا التعهد فإننا نجد كيف أن الأثرياء، وأصحاب النفوذ يجمعون الثروات فوق الثروات، على حساب كرامة وضرورات المستضعفين المساكين، وكثير من هذه الحوادث تُرتكب، ويُعرف الجناة فيها، وتقوم عليهم الأدلة، لكنهم يفلتون عادة من العقاب!

هذا، على أننا نعلم أن الوزيرة تقصد اصلاحًا لحدود معينة، تمنع هياج وانتفاضة الشعب، ولا تقصد إصلاحا يتعدى هذه الحدود، فإصلاحها التي تعنيه من جنس ( ذر الرماد في العيون ) أو من جنس إلقاء العظمة للكلب ليسكت.

 

وبيان ذلك: أننا نعلم يقينا من سنن الله الكونية ومن الواقع التاريخي أن الغرب يسعى في إبقاء تخلف الدول المسلمة عن دينها، الذي فيه عزها وشرفها وقوتها، نعم، يسعون لذلك بكل قوتهم، لأسباب كثيرة، من هذه الأسباب، حسدهم لنا على نعمة الاسلام، كما قال الله في كتابه: (وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ ) [البقرة: 109]

وهذا السبب بات حقيقة قائمة، ولا ينكرها الا جاهل أو مُغرض، حتى أن أحد كُتاب الحداثة الغربية من العرب الدكتور عبدالله الغذامي يقرر هذه الحقيقة فيقول:

(العقل البشري النسقي واحد، دعك من كون الغرب وصلو إلى القمر والقنبلة النووية وغيرها، يرجع أخيرًا إلى أن "بوش" يتصل بـ"جاك شيراك"، ويقول له يا شيراك: الحرب لازم تقوم، قال له: ليش؟ قال له: يكلمني الله مرتين، ويقول لي يا جورج إنتبه، يأجوج ومأجوج موجودين في بابل، وسينقضون على اسرائيل قريبًا، إذا لم تغزو العراق سيأتون! هذا رئيس أعظم دولة ديمقراطية علمانية ليبرالية! العقل واحد العقل البشري يا أخي واحد)([2])

 

ومما يزيد الغرب الآن ضراوة في تعويقنا عن النهضة - في هذا العصر خاصة - أنه مما وصلت اليه مراكز الدراسات الغربية من حقائق راسخة مؤخرًا، في أن سر قوة المسلمين المادية في تمسكهم بصحيح اسلامهم،  وهذا العصر خاصة الذي وصل الغرب فيه للنهضة المادية الكبرى، ولذا فهو يحتاج لكي يوفر احتياجات نهضته المادية الى أن يستولي على الموارد الطبيعية لدول العالم الثالث المتخلفة والغنية جدا بهذه الموارد، وقد يستولي بالقوة حينًا وبالاتفاقيات أو الصفقات المشبوهة أحيانا أخرى، وكذلك أيضا يحتاج الغرب الى احتضان العقول المسلمة المبدعة الفارة والمهاجرة اليه هربا من بلادها المتخلفة لكي يستغلهم في خدمة العلم الطبيعي التجريبي الذي يحتكره لنفسه رغم أنه مشاع انساني لا يجوز احتكاره([3])

أو لكي تجد مساحات شاسعة بعيدة عنها من الأرض والبحر تدفن فيها النفايات السامة الناتجة عن نهضتها المادية التي لا تقف أبدًا، وهذه النفايات تدمر الحياة على سطح الأرض كلها وبالأخص حياة الدول المجاورة لمكان وجودها – تدميرا على المدى القريب والبعيد –، وهي تستغل فقر بعض دول العالم الثالث في ذلك فتعقد معها صفقات مشبوهة لتخزين نفاياتها في أرضها ومياهها مقابل ترضية مادية متواضعة([4]) ولأسباب وأغراض كثيرة غير ذلك فالأغراض الدنيوية لا تنتهي ولا تقف عند حد.

 

وها هو الغرب ما زال يُصدم الصدمات تلو الصدمات حينما يرى نتائج بذله وسعيه في النيل من تدين الشعوب المسلمة فإذا بكل جهودهم تضيع فجأة وترجع الشعوب متشوقة ومتلهفة الى العود الى دينها وها هو الجيل التونسي المعاصر الذي تربى في أجواء عالمانية تحارب الإسلام ها هو بعد إنتفاضته تظهر عليه علامات التلهف إلى التدين كما نقلت تقارير صحفية بعد يومين من سقوط الرئيس التونسي صوراً لمصلين في أحد الشوارع الرئيسية بالعاصمة قالت أنها لمسلمين يؤدون الصلاة جماعية لأول خراج المسجد منذ 50 عاماً ، كماذكرت بأن النساء خرجن لأول مرة يرتدين الحجاب ويمرن بجوار العسكر دون مضايقة ولأول مرة قامت قناة “تونس 7 الرسمية، بقطع النشرة الإخبارية لبث الأذان !. الله أكبر.

 

نرجو أن يفهم حكامنا هذه السنة الكونية - الخاصة بالأمة المسلمة -، السابق ذكرها، ويوقنوا أن سنة الله جارية مجراها ولا بد. فلا فائدة ولانتيجة من مصادمة  هذه السنة إلا الخراب الذي نراه في كل مكان .

والحمد لله رب العالمين.

 
 

([1])مقصود الولاية العامة وكل الولايات في دين الله هو حفظ الدين وإقامته في الرعية، ثم بعد ذلك حفظ دنياهم وأمور معاشهم . انظر كتاب السياسة الشرعية لا بن تيمية. وإن كان التاريخ الإسلامي أيام قيام الخلافة الإسلامية شهد أئمة جور وظلم وكانوا على أتم استعداد لسفك الدماء للوصول أو الحفاظ على عرش الملك، نعم، وإن كانوا كذلك إلا أنهم كانوا إذا وصلوا للحكم أقاموا الدين وعظموه – في الجملة -. ولم يحدث أن أهان حكام المسلمين الدين وحاربوه بهذا الشكل إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية من 100 سنة فقط!

([2])انظر محاضرة مُفرغة بعنوان" الليبرالية الموشومة" للدكتور عبدالله الغذامي ص34

([3])ومما يؤكد رغبة الغرب وسعيه لابقاءنا متخلفين: هو أن 90% من عقول العلماء هناك تُستخدم في صناعة السلاح، وأكبر نسب التجارة العالمية هي تجارة السلاح، ثم الدعارة، ثم المخدرات.( قاله الدكتور محمد عمارة في حلقة من برنامج البيان التالي بعنوان وثائق ويكليكس ) ولا تعجب! فإن أمريكا تبيع هذه الأسلحة بالنقد وبالآجل للدول المراد تعويقها، بعد أن تفتعل بينهم صراعات وخلافات وتقسيمات، لتلجأ هذه الدول الى الانفاق في التسلح لمواجهة حروب قائمة فعلاً، أو حروب ربما تقوم مستقبلا بسبب التوترات والتهديدات في المنطقة. يذكر الدكتور "محمد دياب" أن الوقائع تشير أن بلدانًا كثيرة نامية في أسيا وافريقيا وأمريكا اللاتينية أهدرت خلال العقود الأخيرة موارد ضخمة على التسلح؛ كان من الممكن أن توجهها لمواجهة الفقر والتخلف أو لتحقيق التنمية المستدامة لشعوبها! ( انظر مقال بعنوان "الإنفاق العسكري يجر العالم العالمي إلى أزمة كبرى" عدد مجلة العربي الكويتية رقم 624

([4])مشكلة النفايات هذه تهدد الغرب حكامًا ومحكومين منذ زمن بعيد ، وقريبا عقد "أوباما" مؤتمرا خاصا وحضره عدد من رؤساء الدول العربية لحل هذه المشكلة، وخلص المؤتمرون فيه الى نتائج جائرة علينا مما أدى لإعلان رؤساء الدول العربية اعتراضهم على هذه النتائج! ونشرت مجلة العربي بيانا عن هذا المؤتمر. وهذا ليس بشيء جديد فقد تواترت الأنباء في عام 1989 م عن فضائح تتعلق بتخزين النفايات الخاصة في بعض دول العالم الثالث. (وفي السبعينينات على سبيل المثال كانت الصحف الغربية قد أوردت أخبار مفادها أن الرئيس الراحل "أنور السادات" أبدى استعداده لتخزين نفايات الغرب المشعة في الصحاري المصرية . ولا شك أن الرئيس كان يسعى من وراء ذلك لكسب تعاطف العالم الغربي وهو مقبل على مفاوضات صعبة مع الجانب الاسرائيلي ، ولا يعلم إلا الله مدى جديته في هذا العرض. على أن هذه الأخبار أثارت الرأي العام المصري في ذلك الوقت، فلم يكرر الرئيس عرضه بعد ذلك قط ) ( وفي ذات الوقت كررت هذه الصحفف تساؤلات حول" هل تصبح افريقيا سلة قمامة للدول الغنية؟" ) وهذا كله غير محاولات الغرب الخفية لتخزين هذه النفايات في هذه الدول على حين غفلة من الحكومات، وإذا ما تم كشفها حدثت مفاوضات فقط، لأنه لا يجرؤ أحد على محاكمتها ( انظر مقال بعنوان النفايات السامة والصفقات المشبوهة للدكتور "سمير رضوان" عدد العربي برقم 362

الدروس والدورات العلمية
المـكــتـبـة المــرئـيـة
ســــلم الاعـتـقـــــاد
واحـــــة العقيــــــدة
أسمـاء الله الحسنى
مـن عـقـائـد السـلـف
العقيـــــدة والقـــرآن
العقيــــــدة والســنة
دعــــوة المرســـلين
أهـــــــل العقيـــــدة
مــــلل وفــــــــــــرق
بـحـــوث ودراســــات
ديــــوان العقيـــــــدة
فيــــض العقيـــــــدة
مصطلحـات عقــــدية
أخــــطاء عقــــــديـة
آفــــاق العقيـــــــدة
أخــــوات العقيــــدة
مــلــفـــــات دعــوية
فــلاشــــات دعــوية
 
 
البحث في نطاق الموقع
«القائمة البريدية»
 
«دخول المشرفين»
اسم المرور:
كلمة المرور:
 
 free counters
 
 جميع الحقوق محفوظة لموقع العقيدة والحياة 1432 هـ - 2011 م www.al-aqidah.com