بسم الله الرحمن الرحيم
من عقائد السلف (1)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فإن خطبة رسالة (الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكُّوا فيه من متشابه القرآن، وتأولوه على غير تأويله) لإمام السنة والجماعة أحمد بن حنبل، رحمه الله، خطبة عظيمة، ذات دلالات عميقة، لم يزل أهل العلم يدبجون بها مقالاتهم، ويزينون بها خطبهم.
فقد تضمنت :
أولاً : بيان فضل العلم وأهله، وحسن أثرهم على الناس.
ثانياً : استمرار هذه الطائفة المنصورة المؤيدة، رغم الأذى.
ثالثاً : بيان المرجعية العليا، والعروة الوثقى التي بها يعتصمون، وهو كتاب الله.
رابعاً : وصف وظيفتهم الشريفة، وهي حراسة العقيدة، والشريعة، والفضيلة، من أنواع التحريف، والبدعة، والشبهات، والشهوات.
خامساً : كشف حقيقة المبتدعة، وفتنتهم، وجنايتهم على الكتاب، والعباد، واتباع المتشابه، والتلبيس على العامة.
كل هذه المعاني، وغيرها، تضمنتها أسطر قليلة، جديرة بالحفظ والاستظهار.
نص الخطبة
(الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم! ينفون عن كتاب الله تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة، وأطلقوا عقال الفتنة، فهم مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب، مجمعون على مفارقة الكتاب، يقولون على الله، وفي الله، وفي كتاب الله، بغير علم، يتكلمون بالمتشابه من الكلام، ويخدعون جهال الناس بما يشبّهون عليهم، فنعوذ بالله من فتن المضلين)
ولفضيلة الشيخ عبد العزيز الراجحي، حفظه الله، شرح صوتي، ومكتوب مستفيض للخطبة، والرسالة.