300-208 1Z0-146 70-485 Microsoft 70-410 dumps 70-643
العقيدة والحياة
 
 
 
فهرس مكتبة المشير
 
أرشيف الدروس والدورات العلمية
 
 

 


     
بـحـــوث ودراســــات  »  الأصولية الهندوسية

 

 

 

الأصولية الهندوسية
 
إعداد
تميم بن عبد العزيز القاضي.
 


 
 
 
الحمد الذي الذي هدانا للإيمان، وزكانا بنور القرآن، وجنبنا سبل الشرك والكفران، ومسالك الباطل وخطوات الشيطان، من علينا بالهدى، وجنبنا سبل الردى، ووقانا شر العدا.
وأصلي وأسلم أفضل صلاة وأتم سلام على سيد ولد عدنان، من أخرجنا الله به من عبادة الأوثان، إلى عبادة الملك الديان، ومن جور الأديان، إلى سماحة الإسلام والإيمان، ومن ذل العبودية للطاغوت، إلى عبادة الحي الذي لا يموت.
{ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ } (43) سورة الأعراف
حقاً إن عجب الإنسان لا ينقضي، حين يرى تلك العقول التي بلغت من علم الدنيا مبلغها، وشيدت على التراب حضارتها، وبنت عليه قصورها ومآثرها، جمعت الجيوش القوية، وحازت الرؤوس النووية، وبلغت في التقنية شأوا، برمجت (الهوتميل والماسينجر) والذي ذهلت منه (مايكروسوفت) حتى اشترته بباهض الأثمان.
ثم.يفاجأ بتلك العقول، وهي تعبد الأبقار! وتسجد للفار!! وتصلي للأحجار!!! .
 
فلا يملك الفرد إلا أن يرفع أكف الضراعة للملك الجبار، هادي الأبرار، ويقول: اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مصرف القلوب اصرف قلوبنا إلى طاعتك، واجعلنا من المؤمنين الذي قلت
{يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ } (27) سورة إبراهيم
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} (8) سورة آل عمران
وصدق الله إذ يقول لأزكى خلقه، وأكملهم عقلاً: 
{وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلاً (74) إِذاً لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75) سورة الإسراء 
برئت إليك يا رحمن                  من حولي ومن طولي.
ومن فعلي ومن قولي        ومن علمي، ومن جهلي.
ومن زلات أفكاري                  ومن بعضي..ومن كلي
ألوذ بكم وأستهدي         دثاريغـــــــاية الذل
ثم أما بعد
ففي هذه الورقات وقفات عابرات، مع واحدة من أشرس الأصوليات، وأعتى المنظمات الإرهابيات، ألا وهي الأصولية الهندوسية المعاصرة.
لا زلت أكتب سطورها، والعقل ذاهل في حيرته، والبدن مرتجف في قشعريرته.
ذهول في العقل مما يراه من العقائد الفاسدة، حيث ينحط العقل إلى أدنى دركاته، وأحقر تخريفاته، حين يكفر بالله الخالق العلام، ويعبد الأبقار والفئران والأصنام.
وقشعريرة في الجلد من تلك الأصولية الإرهابية الدموية، التي لا تعرف معنى للرحمة أو للإنسانية، تلك المجازر التي لم يشهد التاريخ مثلها، ولولا ما رأته العين من صورها، ونقل بالتواتر من خبرها، لتوقف النظر في قبولها، ذبح للأطفال أمام أمهاتهم، واغتصاب للحرائر ومن ثم قيام بحرقهن، مآس وفظائع عجزت والله عن إيراد أكثرها، فإنا لله وإنا إليه راجعون، إلا أن هذا هو واقعنا، وتلك هي أحوال إخواننا، فإن لم نكلف أنفسنا ولو بالاطلاع على مأساتهم، واستشعار حالهم –ونحن في غرفنا المكيفة، وأمام موائدنا المصفصفة- فهل سيبقى فينا من أخوة الإسلام شيئاً.
إذا اشتكى مسلم في الهند أرقني                وإن بكى مؤمن في الصين أبكاني
أستغفر الله من الكذب والنفاق.
وقد أعرضت في هذا العرض عن الكلام في كثير مما كتب عن الديانة الهندوسية، خصوصاً ما يتعلق بالأنظمة الاجتماعية، والأحكام الفقهية، والعادات والتقاليد، والرياضات التابعة لها، كاليوجا، وكذلك فيما يتعلق بكثير من تفاصيل الجانب التاريخي لقدومهم للهند، وصراعاتهم التاريخية، بل أعرضت عن ذكر الفرق الدينية القديمة في هذه الديانة، والتي لم يكن لها تأثير مباشر في الفرق الأصولية المعاصرة، فإن مثل هذا البحث العابر لا يتحمل تلك التفصيلات([1]).
كما أنني لم أتعرض في عامة ما ذكرته للرد عليه، لأن المقصود الأول من البحث هو الكشف عن مدى الإرهاب والغلو الهندوسي، وأما العقائد المذكورة فقد جاء ذكرها عرضاً لا أصالة في البحث، فضلاً عن كون عامتها بينة البطلان، ولأنه قد تم بيان الاعتقاد دون أدلته وشبهه، وعموماً فإن الرد على تلك الاعتقادات والكتب وبيان تهافتها وتناقضها يستدعي بحثاً بل رسائل مستقلة.
أهمية الموضوع.
أهمية هذا الموضوع تبرز من خلال أمور، من أهمها:
1-الاطلاع على أحوال إخواننا المسلمين، وما يلاقونه من ويلات هذه الأصولية الإرهابية، مما يحث المسلمين على دعمهم بما يستطاع من قبل الفرد أو الجماعة، المواطن و الدولة، بالدعم المالي أو السياسي، وأعظم من ذلك نصرتهم بالدعاء.
2-أن نكشف للعالم مخازي الديانات الشركية الباطلة، وندفع التهمة التي تحصر الإرهاب –زوراً وبهتانا- في الإسلام، في حين أن السفك للدماء لم يعرف إلا على يد أعداء الإسلام، من أتباع الأصوليات الصهيونية والإنجيلية والهندوسية ونحوها، وقد كان المسلمون لأصحاب تلك الديانات أرحم من أصحابها بعضهم لبعض.
3-بل إن في إبرازها لفضحاً للهيئات العالمية لحقوق الإنسان، وهيئة الأمم المتحدة، ومجلس الأمن، وغيرها من الهيئات التي ظلت مكتوفة الأيدي وهي ترى هذه المذابح، وغاية ما عندها التلويح من بعد، في حين تقوم قائمتها إذا كان من وقع عليه الاعتداء كلب صهيوني أو أمريكي.
4-أن في دراسة معالم الأصولية الهندوسية سبيلاً لدعوة أتباع تلك الديانة إلى دين الله الحق، الإسلام، فإن نفور النفس من تلك الوحشية الهندوسية أمر فطري في النفس، خصوصاً مع ما يدعيه أصحاب الديانة الهندوسية من دعوتهم للخير والروحانيات، فإذا ما أبرزت لهم تلك الجرائم، واحتج عليهم بها، وردوا إلى ما في فطرهم من المجانبة لتلك الطرق الوحشية، كان في ذلك كشفاً لمن يريد الهداية بصدق منهم.
5-ومن جانب مقارب فإن في استغلال ما تضمنته تلك الأصوليات من تفرقة عنصرية بين أتباع الديانة الهندوسية نفسها سبيلاً لدعوة أصحاب الطبقات المتدنية منهم للخروج عن تلك الديانة الشركية، فإن الظلم في تلك الطبقية أمر بين، ولا يرضاه ذو نفس حرة، وقد نجح هذا الأسلوب في دعوة القوم أيما نجاح.
6-أن في تجلية تلك الأصولية الإرهابية وزيادة الطرق عليها بالبحوث والإعلام طريقاً إلى التقليل منها، وفضح أصحابها بما (قد) يستدعي تخفيفهم من وطئتها خوفاً من تبعاتها، كما أن فيه إحراجاً للهيئات العالمية علها تصدر ما من شأنه أن يخفف الوطء على المضطهدين.
أهداف البحث
وأما أهداف هذا البحث: فتنحصر بما يلي:
1-عرضٌ مجمل للديانة الهندوسية، وأبرز عقائدها، خصوصاً تلك التي كان لها أثر في نشوء الأصولية الهندوسية.
2-عرض لأهم المنظمات والأحزاب الأصولية الهندوسية في الوقت الحاضر، مع بيان معلومات عابرة عن أبرز تلك المنظمات.
3-بيان لأبرز معالم الأصولية الهندوسية المعاصرة، ضمن نقاط محددة، تندرج تحتها بعض الوقائع الشاهدة لها.
 
وأما عن الدراسات السابقة: فبعد البحث المضنى لم أجد من أفردها بدراسة مستقلة، وإنما غاية الموجود بعض المقالات أو التقارير المختصرة في بعض المجلات أو المواقع المعتمدة، وبعض المعلومات في قليل من الكتب التي تكلمت عن الهندوسية، والتي سيأتي ذكرها في طيات هذا البحث وضمن مراجعه.
صعوبات البحث
وإنني لأجد نفسي مضطراً هههنا إلى بيان بعض الصعوبات التي واجهت الباحث في هذا البحث، فقد كلفت به منذ شهرين تقريباً، ومنذ ذلك الحين وأنا مجتهد غاية الجهد في جمع أطرافه.
فقد قمت بالبحث في كشافات الكتب والرسائل عن أي عنوان يتعلق بالموضوع، وزرت مكتبة الجامعة مراراً، وبحثت في فهرسها الألكتروني، وفهرس مكتبة الملك فهد الوطنية، فلم أعثر على أي موضوع يتكلم عن الأصولية الهندوسية، بل لم أجد إلا عنوانين لرسالتين قديمين حول الهندوسية، ولم أتمكن من الحصول عليهما، حيث كانتا في جامعة الإمام، ولم تتوفر نسخهما في مكتبة الجامعة، وهذا على خلاف بعض الأصوليات الأخرى التي عثرت على عدة مراجع لها أثناء بحثي، ثم علمت بعد ذلك بمعرض الكتاب الدولي في الرياض، وأن ضيف الشرف فيه هي دولة الهند، فرجوت أن أجد فيه بغيتي، وتفاءلت خيراً، فقمت بزيارة المعرض، والالتقاء بقسم ضيف الشرف(دولة الهند)، وكلمت كل من قابلته من الموظفين فيه علي أجد شيئاً حول الموضوع –ولو باللغة الهندية، ولو عن الديانة الهندوسية عموما- فلم أعثر علي شيء، ثم جلت في المعرض مراراً، فلم أجد فيه إلا كتابين أو ثلاثة تتكلم(في صفحات منها فقط) عن الديانة الهندوسية، دون إشارة إلى الأصولية إلا في مواضع قليلة جداً من أحدها([2])
وحينها علمت أن الموضوع سيتطلب جهداً مضاعفاً، فعكفت من حينها على شاشة الحاسب أمام مواقع الإنترنت، أبحث عن كل ما يمكن أن يكون له صلة بالموضوع ولو من بعيد، مستخدماً كافة الكلمات المفتاحية الممكنة، مطلعاً على مئات –وربما آلاف- الصفحات، طاوياً أكثرها جانباً حيث لا أجد فيها البغية المنشودة، حتى تجمع لي -بحمد الله وتوفيقه- ما أحسب أنه يقوم بأدنى الواجب حول هذه الأصولية، وإنما أذكر هذا ليعذرني القارئ على ما يراه من التقصير والخلل الواضح في البحث، وعدم الأصالة في بعض مراجعه، إذ عامتها من صفحات النت، والله ولي التوفيق.
منهج البحث
وقد سكلت في البحث منهج العرض التاريخي، والتحليلي، ولم أتعرض للمنهج النقدي إلا في مواطن معدودة.
أسأل المولى أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه، وأن ينفع به قارئة وكاتبه.
والله ولي التوفيق.
 
خطة البحث.
يتكون البحث من مقدمة وتمهيد، ومبحثين وخاتمة.
المقدمة. وفيها بيان أهمية الموضوع وأهدافه ومنهج البحث
التمهيد. وفيه أربعة مطالب
المطلب الأول: تعريف الأصولية   fundamentalism.     
المطلب الثاني: التعريف بالديانة الهندوسية، وبيان عقائدها.      
المطلب الثالث: تاريخ الإسلام والمسلمين في الهند      
المطلب الرابع: الاتجاهات العامة الكبرى في السياسة الهندية حالياً.         
المبحث الأول:الأحزاب والمنظمات الأصولية الهندوسية.         ومما ذكر فيه:
1- منظمة سوايامسيفاك سانج راشتريا      
2- بهاراتيا جاناتا«بحارتيا جاناتا» Bharatiya Janata.    
3- جي دل.    
4- المجلس الهندوسي العالمي.       
5- حزب شيف سينا « شيوا سينا »    :   
6- ويشوا هندوسي بريشارد (أف. اتش. بي)        
7-أبهيناف بارات.        
8- برجرانغ دال.
9- آريا سماج.أو: حركة العودة إلى الفيدا   
10- حركة شودهي .    
11- حركة سانجاثان.    
12-دورغا فاهيني .       
13-راشتريا سوايام سواك.        
14-جاي فاند ماترام جين كاليان ساميتي.   
15- راكشا ساميتي.      
16- مناني هندوسي.     
17- سنت ساميتي.       
18- منظمة ماهاسابها.   
19- بجرانك دل .        
20- هندو جاغرن منش. 
المبحث الثاني: مظاهر الأصولية الهندوسية.    حيث تم حصرها بما يلي:
1- تكوين الأحزاب والمنظمات الأصولية الإرهابية.   
2-الأعمال الإرهابية، والمجازر الدموية.      
مجازر جوجارات( مقتل 2500 مسلم، إحراق 500 مسلم وهم أحياء، واغتصاب 400 مسلمة، تشريد 100ألف مسلم)       
مجازر متجددة في جوجارات.       
مجزرة ماليان      
أحداث أخرى دموية، وسعي لامتلاك قدرات إرهابية، من قبل جماعات هندوسية.
3-هدم المساجد.
هدم المسجد البابري       
هدم مسجد سواي بهوج  
4- القومية الهندوسية، وأيديولوجية (الهندوقا).       
5-الأطماع التوسعية للأصولية الهندوسية -والبالغة إلى الجزيرة العربية-. 
السعي لتجنيس العمالة الهندية في دول الخليج، وذلك لمد النفوذ السياسي 
6-الأصولية الهندوسية و السياسة.(التعاون الهندوسي اليهودي، كرافد من روافد الأصولية الهندوسية)
7-الأصولية الهندوسية في التعليم، والمناصب الحساسة من الدولة الهندية. 
8-الأصولية الهندوسية في كشمير.  
9-إرهاب هندوسي ضد النصارى. 
الخاتمة   
ثبت المراجع      
الفهرس 
 
 
 


 
وفيه أربعة مطالب.
تاريخ المصطلح ومعناه:
استخدم مصطلح الأصولية لأول مرة بين عامي 1910 و1915م نشر مؤلفون مجهولون مسيحيون پروتستانتيون في الولايات المتحدة 12 كتيبًا بعنوان الأصول، تضم تسعين مقالة،حاول المؤلفون تفنيد كل المبادئ الأساسية للنصرانية التي يجب التسليم بها دون تشكيك ، وأخذت الأصولية اسمها من هذه الكتيبات([3]).
وقد بلورت هذه الكتيبات أربع (حقائق أساسية) سميت بالأصول (Fundamentales). ومنها العصمة الحرفية للإنجيل، واليقين غير القابل للشك بعدم إمكانية احتواء الإنجيل على أي خطأ، كما ورأت أن أي خروج عن ذلك هو خروج عن المسيحية عموما.
وتشير الموسوعة الخاصة بتاريخ اللغة الفرنسية إلى أن كلمة fundamentalism اشتقت عام 1920 وتمثل تياراً دينياً يلتزم بالتفسير الحرفي للنصوص الإنجيلية أي أنه يتمسك بالأساس نفسه وهي كلمة fundamental([4]).
وأما عن ظهور هذا المصطلح في المعاجم: فقد بين روجيه جارودي أن أول ظهور لهذا المصطلح قد كان في قاموس " لاروس الصغير" لسنة 1966 م حيث عرف بكيفية عامة جدا:
" هي موقف أولئك الذين يرفضون تكييف عقيدة مع الظروف الجديدة"([5])
أما في سنة 1979 فنجد نفس القاموس لكن من النوع الصغير " لاروس الجيب"يعرف المصطلح واصفا به تيار الكاثوليك:
" هي استعداد فكري لدى بعض الكاثوليكيين الذين يكرهون التكيف مع ظروف الحياة الحديثة"([6])
أما في سنة 1984 م فقد ظهر "لاروس الكبير" و الذي تم من خلاله تحديد معنىالمصطلح بأكثر دقة و وضوح إذ عرفها بقوله:
" أنه داخل حركة دينية -الأصولية- هي موقف جمود و تصلب معارض لكل نمو أولكل تطور"([7]).
و في عصر الحداثة، و بعد مؤتمر الفاتيكان الثاني ، يشهد المصطلح تطورا كبيراحيث انتقل من مجال الدراسات الدينية الكاثوليكية إلى مجال السياسة، و الاجتماع حيث أريدبه : "المذهب المحافظ و المتصلب في موضوع المعتقد السياسي"([8])
و بالتالي و من خلال كل هذه التعاريف يمكن القول بأن مصطلح الأصولية يرتكزعلى ثلاث محددات:
1)- الجمود في وجه كل تطور.
2)- العودة و الانتساب للماضي(الأصول أو الأسس لدين أو مذهب معين تخلصًا من بعض المعتقدات أو أنواع السلوك التي استحدث في ذلك الدين أو المذهب).
( 3)- الانغلاق و التصلب و بالتالي عدم التسامح([9]).
وقد بين بعض العلمانيين العرب –وهو مراد وهبه- مقصده بالأصولية بقوله: "اقصد عدم إعمال العقل في النص الديني، ومنع العقل من أن يفكر في النص الديني. معناه أن نأخذ النص الديني بحرفيته وبلا حوار. واذا حاولت أن تُعمِلَ العقل أو تفهم النص الديني، فأنت في نظر الأصولي كافر وزنديق وتستحق القتل....
 من هنا ارتبطت الأصوليات الدينية على مختلف أنواعها بظاهرة الإرهاب الموجودة في الأصولية اليهودية والمسيحية والإسلامية والكنفوسيوشية
ثم بين أن جميع الأصوليات معادية للعلمانية، وسبب ذلك في نظره:" لأن العلمانية هي التفكير في النسبي، بما هو نسبي وليس بما هو مطلق، أي أن العلماني يرفض التفكير بالمطلق ولكنه يستهويه التفكير بالنسبي؛ لأن العلمانية في تقديري تأسست علميا في 1543 بصدور كتاب كوبرنيكوس المعنون "حركات الأفلاك".
 في هذا الكتاب قال كوبرانيكوس إن الأرض هي التي تدور وليس الشمس، وان الشمس هي المركز وليس الأرض. واذا لم تعد الأرض مركزاً للكون سيصبح الإنسان ايضا ليس مركزاً للكون. وعندما تنتفي مركزية الإنسان في الكون، معنى ذلك أن الإنسان غير قادر على الوصول إلى الحقيقة المطلقة. إذا كان هو مركز الكون يستطيع أن يصل إلى الحقيقة المطلقة، ولكن إذا كان غير ذلك فلا يستطيع. وبالتالي فالأصولي الذي يعتقد انه يملك الحقيقة المطلقة يعادي العلمانية لأنها تهدده. لذلك أرى أن الصراع هو في حقيقة الأمر بين الأصولية الدينية والعلمانية، واعتقد أن أية مبادرات تطرح لمواجهة الإرهاب والأصولية الدينية بدون النص على ضرورة تغيير ذهنية الإرهابي من ذهنية أصولية إلى ذهنية علمانية ستواجه عدم الاستمرارية ومحكوم عليها بالفشل ([10]. )
 
 
 
 
 
 


 
الهندوسية (بالهندية ديفانيجاري:हिंदु) هي ديانة تعتبر من أقدم الديانات المعاصرة وبأتباع يربون على المليار نسمة،.
كلمة "هنْدُو" (بكسر الهاء) هي كلمة فارسية الأصل ولم تستخدم هذه الكلمة لتصف الديانة الهندوسية بل استخدمها الفرس ليشيروا للقوم الذين يسكنون ما وراء نهر السند. وأطلق المصطلح فيالبداية على تلك المفاهيم الدينية الهلامية للهندوس وعُرفت تلك المفاهيم بالتالي بالهندوسية - ديانة الهندوس([11]).
والاسم الحقيقي لهذه الديانة هو: وَيْدِك دهرم، أو : آريا دهرم، وسميت باسم (الهندوكية)، مع أن هذا الاسم مستحدث لم يستعمل في الكتب القديمة، فقد كان دين أهل الهند يسمى في الماضي بكلمة(الدين الآري).
وأما كلمة:(هندوسية) فهي مكونة في أصلها من(هندو) و(استهان)
فأما(هندو)فإنها مشتقة من كلمة(سند)، لأن أهل فارس واليونان كانوا يتجولون على سواحل (سند) ويغيرون حرف السين إلى الهاء(هند)
وأما(استهان) فمعناها (المقر)، فحذفت الهاء تخفيفا، فصارت(استان)، فقالوا: (هندوستان)، أي مقر أهل الهند، وإلى ذلك نسبوا دينهم، فقالوا: الهندوسية، أو الهندوكية([12]).
وقد مرت الهندوسية بأطوار ثلاثة:
الطور الأول: كانت فيه هندية خالصة، وانتهى هذا الطور في القرن الثالث قبل الميلاد.
الطور الثاني: وهو طور التأثر بالعقائد الأخرى، وكان بعد دخول الإسكندر للهند، واختلاط الهنود بجنوده الذين كانوا خليطاً من من اليونانيين، والمصريين، والآراميين، والكلدانيين، والفرس، وغيرهم.
الطور الثالث: وقد بدأ بالفتح الإسلامي في القرن السابع الميلادي(الأول الهجري)([13]).
التعداد ([14]).
يصل عدد الهندوس في العالم إلى ما يزيد على المليار نسمة، في الهند منهم ما يقارب:890 مليون نسمة، بما يمثل 81.3 %من سكان الهند .
فهي أقدم ديانات الهند وأكبرها من حيث عدد معتنقيها. وقد نشأت الهندوسية في شبه القارّة الهندية ذات الـ 96% من تعداد الهندوس في العالم، وتعود نشأتها إلى القرن الخامس عشر قبل الميلاد.
الهندوس خارج الهند:
توجد الهندوسية في أماكن بعيدة جغرافياً عن الهند، وربما يعزي السبب لهجرة الهنود لهذه الدول. نجد الهندوسية في جنوب أفريقيا (1.2 مليون)، المملكة المتّحدة (1.2 مليون)، كندا (0.7 مليون)، هولندا (0.4 مليون)، سورينام (أمريكا اللاتينية 0.2 مليون)، جمهورية جويانا (أمريكا اللاتينية (0.4 مليون).
وأما عن تعداد بقية الديانات في الهند:
فيوجد حوالي 14.5 % يدينون بالإسلام خاصة من بين سكان الحضر، و2.3 % مسيحيون، و2 % سِيخ، و4 % بوذيون، بالإضافة إلى أقليات تدين بديانات أخرى. وعلى الرغم من تعدد الأديان فإن الهند دولة علمانية كما جاء في مقدمة الدستور، ومع ذلك فإن الهندوس يسيطرون على جميع مناحي الحياة السياسية والاقتصادية منذ استقلال الهند عن بريطانيا في 15 أغسطس 1947م ([15]).
للهندوسية عدد هائل من الكتب عسيرة الفهم غريبة اللغة وقد أُلّفت كتب كثيرة لشرحها وأخرى لاختصار تلك الشروح، وكلها مقدسة وأهمها:
1- الفيدا veda: وهي كلمة سنسكريتية معناها الحكمة والمعرفة، وتصور حياة الآريين، ومدارج الارتقاء للحياة العقلية من السذاجة إلى الشعور الفلسفي، وفيه أدعية تنتهي بالشكوالارتياب كما أن فيه تأليهاً يرتقي إلى وحدة الوجود، وهي تتألف من أربعة كتب هي:
1- رج فيدا أو راجا فندا (أي الفيدا الملكية) وترجع إلى 3000 سنة قبل الميلاد، فيها ذكر لإله الآلهة (إنذار) ثم لإله النار (أغني) ثم الإله (فارونا) ثم الإله سوريه (إله الشمس)، وقد بلغ تعداد الألهة الموجودة في هذا الكتاب لوحدة(150) إلها!!(سبحان الله وتعالى عما يشركون) .
2- يجور فيدا Yajur veda يتلوها الرهبان عند تقديم القرابين.
3- سم فيدا Sama veda: ينشدون أناشيده أثناء إقامة الصلوات والأدعية.
4- أثروا فيدا Âtharva veda: عبارة عن مقالات من الرقي والتمائم لدفع السحر والتوهم والخرافة والأساطير والشياطين. وكل واحد من هذه الفيدات يشتمل على أربعة أجزاء هي: -
i- سَمْهِتا: تمثل مذهب الفطرة، وأدعيته كان يقدمها سكان الهند الأقدمون لآلهتهم قبل زحف الآريين.
ii- البراهمن: يقدمها البراهمة للمقيمين في بلادهم مبينة أنواع القرابين.
iii-آرانياك: وهي الصلوات والأدعية التي يتقدم بها الشيوخ أثناء إقامتهم في الكهوف والمغاور وبين الأحراش والغابات.
iv- آبا نيشادات: وهي الأسرار والمشاهدات النفسية للعرفاء من الصوفية.
ويعتقد الهندوس أن الفيدا أزلي وقديم كقدم العالم، ألهمه رجل يسمونه: منو، وقد جمعت فيه شتى العلوم الروحانية، وفيه الأناشيد الدينية للعبادة
2- قوانين منو: وضعت في القرن الثالث قبل الميلاد في العصر الويدي الثاني، عصر انتصار الهندوسية على الإلحاد الذي تمثل في (الجينية والبوذية) . وهذه القوانين عبارة عن شرح للويدات بين معالم الهندوسية ومبادئها وأسسها.
3- كتب أخرى:
أ - مها بهارتا: ملحمة هندية تشبه الإلياذة والأوديسة عند اليونان ومؤلفها (وياس) ابن العارف (بوسرا) الذي وضعها سنة 950 ق. م وهي تصف حرباً بين أمراء من الأسر المالكة، وقد اشتركت الآلهة في هذه الحرب.
ب - كيتا: تصف حرباً بين أمراء من أسرة ملكية واحدة، وينسب إلى كرشنا فيها نظرات فلسفية واجتماعية.
ت - يوجا وأسستها: تحتوي على أربعة وستين ألف بيت، ألفت إبتداء من القرن السادس عبر مرحلة طويلة على أيدي مجموعة من الناس، فيها أمور فلسفية ولاهوتية.
ث - رامايانا: يعتني هذا الكتاب بالأفكار السياسية والدستورية وفيه خطب لملك أسمه (راما)
ج-الفيدانت، وهو من الكتب الفلسفية والأخلاقية، وهو أصغر الكتب الهندوسية حجما، إلا أنه أكبرها تأثيراً في الفكر الهندي الفلسفي والصوفي، يبين فيها عبادات البراهمة، ويقرر عقيدة وحدة الوجود، والردعلى المبادئ الجينية والبوذية، ويقرر مبدأ الفيض، وجزاء المجتهد في العبادة، ويقرر أزلية الروح، وقدمها.
ح- اليوجا فاسثتا، من أمهات كتب الهندوسية، مؤلفه مجهول، فيه تقرير وحدة الوجود، وبعض الروحانيات.
خ-دهرم شاستر، كتب فقهية للهندوس، ضاع أكثرها ولم يبق إلا 16 كتاباً ([16]).
إن مما يلاحظه الدارس للديانة الهندوسية أنها ديانة خالية من العقائد الرئيسية الجامعة، وهذا مما يقر به علماؤها.
يقول الزعيم الهندي: غاندي: "ومن حظ الديانة الهندوسية أنها ليست لها عقيدة رئيسية، فإذا سئلت عنها فأقول: إن عقيدتها هي عدم التعصب، والبحث عن الحق بطرق حسنة، وأما الاعتقاد بوجود خالق وعدمه فكلاهما سواء، ولا يلزم لأي رجل من الرجال الهندوس أن يؤمن بالخالق، فهو هندوسي، سواء آمن أم لم يؤمن".
ويقول كذلك: "ومن حظ الديانة الهندوسية أنها تخلت عن كل عقيدة، ولكنها محيطة بجميع العقائد الرئيسية، والجواهر الأساسية للأديان الأخرى"
ويلاحظ على الهندوس تقديسهم لكل جديد، واعتبارهم لكل مصلح: رسولاً، وإلها بصورة بشر، وهذا ما حدا بعض الباحثين أن يعرف الهندوسي بأنه: الذي ولد بين أبوين هندوسيين، بغض النظر عن العادات والتقاليد والعبادات([17]).
ومع هذا فإن للديانة الهندوسية مبادى وعقائد عامة، ذكرها عامة من كتب عنهم، ويكادون يجمعون عليها ومن أبرزها:
الهندوسية ديانة وثنية ، ومنشأ الوثنية فيها يعود إلى كون معتنقيها يعبدون القوى المشاهدة المؤثرة في الكون حسب زعمهم ، ثم جسدوا تلك القوى واعتقدوا حلولها في بعض الأجسام ، ومن هنا وجدت عبادة الأصنام ، لحلول تلك القوى فيها ، حتى وصلت آلهتهم إلى33 مليونا ، ثم حصروها في ثلاث:
1- بَرَاهْمَا، أو برهمن.
الإله الخالق المانح للحياة ، والقوى الذي صدرت عنه جميع الأشياء فيرجى لطفه ، وينسبون إليه الشمس التي بها الدفء وتجري عن طريقها الحياة في الأجسام ، فهي مظهره المحسوس .
2- سِيْفَا أو سِيْوَا
الإله المخرب المُفْنِي ، الذي يصفر الأوراق ويهرم الشباب ، وينسبون إليه النار التي لا تبقى ولا تذر ، فهي مظهره المحسوس .
3- وِيْشنُو أو بِشَن
يعتقد الهندوس أن الإله ويشنو حل في المخلوقات ليقي العالم الفناء التام.
وهذه الآلهة الثلاثة أقانيم ( أجزاء ) لإله واحد ، والإله الواحد هو الروح العظمى ويسمونها(آتما).
ودون هذه الآلهة الثلاثة آلهة من الدرجة الثانية أو الثالثة أو الرابعة ولكن علماء دينهم (البراهمة) يرجعونها إلى الآلهة الثلاثة .
ومن مظاهر الوثنية الهندوسية:
عبادة الأبقار:
فقد حظيت البقرة في الديانة الهندوسية بأسمى مكانة، وأرفع درجة، لأنها كانت من أغلى ثروات الآريين، وكانت تدر عليهم فوائد كثيرة، فوضعوا في كتابهم المقدس أبياتا لتمجيدها، ووصفوها بأنها(ابنة الإله، ومركز الحياة، وهي مصدر العلم عندهم(تأمل!!) ولذا فإن الهندوس يعبدونها ويقدسون روثها، وأحب الصدقات عند الهندوس الصدقة للبقرة.
يذكر إدوارد لوس أنه في الخامس من أكتوبر عام(2002) شُنق خمسة من رجال الداليت على أيدي مجموعة كبيرة من الغوغاء الهندوس من الطبقة العليا في بلدة جاجار الهندوسية قرب نيودلهي، حيث قُبِض على الرجال الخمسة وهم يحملون جثة بقرة ميتة اشتروها من قرية مجاورة، ومع أن ذلك يعد جزءاً من مهنتهم الموروثة –بوصفهم من طبقة كامار الفرعية(الطبقة الرابعة)- إلا أن أحد الغوغاء زعم أنهم قتلوا البقرة قبل العمل على جلدها، ولذلك شُنِقوا، وتُرِكت جثثهم معلقة تتأرجح أمام أنظار حشد كبير من الناس، رغم إصرار السكان المحليين على أن البقرة كانت ميتة([18]).
ثانياً: خلق الكائنات في الفكر الهندوسي:
تقرر كتب الهندوس أن آلهتهم (برميشور)(الإله الأكبر عندهم) ظهر بمادة التكوين، وخلق الماء، وألقى فيه النطفة، فأصبحت بيضة، وخرج منها الإله(برهما)، وكسر البيضة نصفين، فخلق من أحدهما الجنة، ومن الثاني: السماء والأرض ، وما بينهما، والجهات الثمانية، والبحور المتموجة، ثم أخرج من فمه طائفة (البراهمة)، ومن عضده طائفة الكشتري، ومن فخذه طائفة(الويشيا)، ومن رجله طائفة الشودرا، فما دام برهاما مستيقضاً فالدنيا باقية، فإذا أخذه النوم تقع القيامة.
ولهم في قصة الخلق روايات و(خزعبلات) أخرى عديدة ترويها كتبهم المقدسة، بينها الدكتور الأعظمي([19])، وكشف عما بينها من تناقضات، ويلاحظ على هذه الروايات أنها دائرة بين اعتقاد التمثيل والتجسيم، واعتقاد التعطيل التام الذي يؤول إلى إنكار وجود الخالق، وليس هذا مجال التفصيل.
الحلول: يعتقد الهندوس أن بعض آلهتهم حلت في إنسان اسمه كرشنه ، فالتقى فيه الإله بالإنسان أو حل اللاهوت في الناسوت ، وأن كرشنه هذا هو البطل الوديع وأنه قدم شخصه فداء للخليقة عن ذنبها الأول ، وأن الأعمال التي يأتي بها لا يستطيع غيره الإتيان بعشر معشارها.
وقد ولد كرشنه من عذراء اسمها دِيْفَاكِى ، وينسبون إلى ولادته الأساطير من أن الأرض سبّحت وظهر نجم في السماء ، وأن وجه أمه أصبح يرسل نوراً لولادته ، وأن الإله ويشنو الابن قد حل فيه.
وعند المقارنة بين ما يقوله المسيحيون في المسيح والهندوس في الكرشنه نجد تقارباً شديداً كادا أن يتطابقا ، فإن كانت البرهمية أسبق في الوجود عُلِم الآخذ من المأخوذ منه ، وأصبح الفرق واضحاً بين الأصل وما تفرع منه.
وحدة الوجود:التجريد الفلسفي ارتقى بالهنادكة إلى أن الإنسان يستطيع خلق الأفكار والأنظمة والمؤسسات كما يستطيع المحافظة عليها أو تدميرها، وبهذا يتحد الإنسان مع الآلهة وتصير النفس هي عين القوة الخالقة.
أ - الروح كالآلهة أزلية سرمدية، مستمرة، غير مخلوقة.
ب - العلاقة بين الإنسان وبين الآلهة كالعلاقة بين شرارة النار والنار ذاتها، وكالعلاقة بين البذرة وبين الشجرة.
ت - هذا الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي، والروح الإنسانية جزء من الروح العليا.وللهندوس عقيدة تسمى: أفتار، بمعنى (النزول)، يراد بها أن الرب ينزل إلى الأرض لإصلاح الناس بصورة البشر، كما جاء في كتابهم المقدس(كيتا)
 
النفس في نظر البراهمة جوهرٌ صافٍ خالد عالم مدرك تام العلم ، ما دام منفصلاً عن الجسد ، فإذا فاض على الجسد واتصل به اعتكر صفاؤه ، ونقص علمه.
فالنفس خالدة باقية لا يتطرق إليها الفناء ولا تبلى ، ولذا يقول بَاسِيْدِيُو لآرِيْجَن ـ وكلاهما إله ـ و يحرضه على القتال وهما بين الصفين:(إن كنت بالقضاء السابق مؤمناً ، فاعلم أنهم ليسوا بموتى ، كما أنا لسنا ذاهبين ذهابا لا رجوع بعده ، لأن الأرواح غير ميتة ولا متغيرة ، وإنما تترد في الأبدان مع درجات الحياة في الإنسان ، من الطفولة إلى الشباب إلى الكهولة ثم الشيخوخة ، التي يعقبها موت البدن ثم العودة إلى بدن آخر).
فالنفس أبدية الوجود لا عن ولادة ، ولا تنتهي إلى تلف أو عدم، بل هي ثابتة دائمة ، لا سيف يقطعها ولا نار تحرقها ولا ماء يَغُصها ولا ريح تنثرها، بل تنتقل من بدن إلى بدن آخر، فهي أشبه ما تكون باستبدال الإنسان لباسَه بلباسٍ آخر.
يتضح مما سبق عقيدتهم في تناسخ الأرواح الذي امتازت به الديانة البرهمية ، فتظل الروح تنتقل من جسم إلى جسم آخر ، وترتقي ، حتى تصل إلى الكمال المطلق ، وتلتحم بالملائكة وتتصرف في شؤون الكون كما تشاء ، وكما تريد ، وتلك هي الأرواح الصالحة.
وإن كانت الروح قد ارتكبت خطايا أثناء حلولها في أحد الأجسام ، ترتكس إلى حيوان لتكفر عن خطاياها ، وتطهر من سيئاتها، وإن لم تستطع تهبط وتهوى درجةً درجة حتى تدخل جهنم .
فالروح لا تختص بجسم واحد ، بل ربما دخلت تلك الروح مئات الأجسام قبل هذا الجسم .
ومما يتعلق بعقيدة التناسخ عند الهندوس:
عقيدة النِرفانا، وقد تسمى بالانطلاق.
فلقد غلبت نزعة التشاؤم على الحياة الهندوسية، فاحتاج علماؤهم إلى عقيدة النرفانا للتخلص من هذا التشاؤم، ومعنى:(نرفانا): النجاة، وهي حالة الروح التي بقيت صالحة في دورات تناسخية متعاقبة، فقضى صاحبها على شهواته الحيوانية، ورغباته المادية والجسدية، ولم تعد تحتاج إلى تناسخ جديد، فيحصل له النرفانا(النجاة) من الجولان، وتتحد الروح بالخالق.
ومن ثمرات النرفانا: فناء الشخصية، والاتحاد بالجوهر الذاتي، ومن هنا جاء إحراق الموتى تخلصاً من الجسم المادي، لتعلو الروح إلى العالم العلوي، فإن النار هي إحدى مظاهر الألوهية، وهي بدورها تقرب إلى الذات العليا
يعتقد أتباع الديانة البرهمية أن الأجسام عند حرقها بالنار ، تعلو شعلتها فتتجه إلى الأعلى ، وبذا تصعد الروح إلى الملكوت ، وتتخلص من غلاف الجسم ، ولا يتم ذلك إلا بإحراق آخر جزء من أجزاء الجسم.
فإذا تخلصت الروح بالحرق كان أمامها عوالم ثلاث:
1- عالم الملائكة.
2- عالم الناس.
3- عالم جهنم.
فالبعث موضع اتفاق بين أتباع الديانة البرهمية وإنه للأرواح لا الأجساد([20]) .
 
يتكون المجتمع الهندوسي من أربع طبقات رئيسية، واستُحدثت طبقة خامسة سببت الإزعاج للحكومة الهندية وقامت الحكومة الهندية رسمياً بإلغاء هذه الطبقة في عام 1950. ونذكر هذه الطبقات إبتداءً من الأعلى ونزولاً إلى أوطاها حسب التقسيم الطبقي الهندوسي:
1- الطبقة البيضاء وهي طبقة البَرَاهِمَة : وتنحصر في رجال الدين البرهمي الذين يبينون أحكامه ويذكرون الناس بقضاياه ، وإن البراهمة خُلقوا من رأس الإله براهما ، لذلك هم أعلى الناس ، وخلاصة الجنس البشري وعقله المفكر، لأن الرأس عنوان ذلك كله.
2- الطبقة الحمراء «الكاشتري» أو كَهشْتَر: ـ طبقة الجند ـ وهم القوة والحماة والغزاة ، و يَلُون مرتبة البراهمة مباشرةً وإنهم خلقوا من مناكب الإله براهما ويديه.
3- الطبقة الصفراء «الفيزية» أو طبقة بِيْش(الوَيْش) : وهم طبقة الزراع والتجار، وإنهم خلقوا من ركبتي الإله براهما ، وإنهم اقرب إلى الطبقة الرابعة ، من الثانية التي تعلوهم.
4- الطبقة السوداء طبقة هَرِيْجَن وتشمل «السودرا» أو (الشُودَر)ـ ـ وهم طبقة الخدم والأسرى والعبيد ، وقد خلقوا من قدمي الإله براهما.
5- طبقة المحرومين ـ أو أولاد الفحشاء ـ ويسمون: الأنجاس،وتشمل أهل الحرف المتدنّية من وجهة نظر الهندوسية، وتتكون هذه الحرف من حفّارين القبور، وعمال نظافة دورات المياه وخلافه([21]).
ويضم بعض الكتاب الطبقة الخامسة إلى الرابعة ، لعدم التفريق بين الطبقتين في التعامل لدى الديانة البرهمية .
وعند إلقاء نظرة فاحصة نجد التقسيم الطبقي بُنِي على النَسَب وعلى الحِرَف .
ولكل طبقة عبادتها الخاصة بها ، لا يحق لغيرها من الطبقات أن تتناولها ، فللبرهمي عبادته الخاصة به ، كما أن للكهشتري عبادته الخاصة به، كما كان لهذا النظام أثر في العلاقات الاجتماعية، ومسائل الزواج، فلا يتزوج الرجل امرأة من طبقة أعلى من طبقته، لكن يجوز له أن يتزوج من طبقة هي دون طبقته، على ألا تكون من الطبقة الرابعة(الشودر)، بل قد أثر هذا النظام على أسماء الأطفال، فالبرهمي يختار له اسم دال على البهجة السرور، والكشتري له اسم دال على القوة، والويشي له اسم دال على الغنى والثروة، بينما الشودري له اسم يدل على الذل والمهانة.
والمصدر الأساسي لهذا النظام الطبقي هو كتابهم المقدس(ريج فيدا)، ثم تلى ذلك شريعة(منو) لوضع التفاصيل الدقيقة، وتوزيع وظائف كل طبقة.
ولا شك أن هذا النظام الطبقي يعد أساساً لما يلاقيه المسلمون وغيرهم من اضطهاد هندوسي، فإن العقلية الهندوسية تعتبر كل من سوى الهندوس، بل كل من سوى الطبقات الثلاث العليا من الهندوس قذراً وغير نظيف   فتعاليم العقيدة الهندوسية تفيض حقدًا وكراهية للبشرية عامة.
المؤرخ والعالم الكبير البيروني ذكر في مؤلفه الشهير «الهند» الذي كتبه قبل ألف عام عندما زار الهند إبان عهد السلطان محمود الغزنوي لتعلم اللغة السنسكريتية.. ذكر أن تعصب الهندوس موجه إلى كل من لا ينتمي لهم أيًا كان، فهم يسمونه مالشهاس أي العرق غير النقي ويحرمون إقامة علاقة معه والأكل معه أو مجالسته أو مخالطته وذلك لاعتقادهم دينيًا بان ذلك سوف يدنسهم.
وبهذا فإن بيان هذه الطبقات وكشف معتقدات الهندوس فيها من أهم ما يفعله الدارس لهذه الديانة، وذلك مفيد من جهتين:
الأولى: أن يتبين للعالم مدى العنصرية العميقة لهذه الديانة الشركية، ومدى احتقارها لفئام من الجنس البشري(طبقة الشودر يزيدون على مائتي مليون في الهند، فضلاً عمن سواهم من غير الهندوس)، وعدهم إياهم دون مرتبة الحيوان، مما يبين عوار هذه الديانة، ومدى بطلانها، في حين أن الإسلام لم يفرق بين البشر باعتبار الجنس أو الأصل، ولا الحسب ولا النسب، بل كان الميزان: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} (13) سورة الحجرات
 
١٣((إن اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إلى أَجْسَادِكُمْ ولا إلى صُوَرِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إلى قُلُوبِكُمْ)) ([22]).
لقد رفع الإسلام سلمان فارسٍ       وقد وضع الكفرُ النسيبَ أبا لهب
الثاني: أن الضرب على وتر هذا التفريق العنصري من أهم الوسائل التي يتوجه استعمالها عند دعوة تلك الطبقات المتدنية من الهندوس إلى الإسلام، فلا أحد يرضى أن يكون محتقراً بالخلقة، وأن يكون طريق العزة والكرامة مسدوداً عليه، فإذا ما بين له عدل الإسلام –في هذه المسألة خصوصاً- وجور ديانته الهندوسية الشركية، كان ذلك سبيلاً إلى دعوته، وقد كان لهذا التفرقة العنصرية أثر كبير في دخول الكثير من الهنودوس الشودر للإسلام، بل حدا برئيسهم أن يقول لهم: إن المجتمع الهندوسي يراكم أنتم عدواً لدودا له، وأنتم إذل من الأنعام...وقال: إنه لا يوجد على وجه الإرض دين أفضل من الإسلام"([23])
 
(المسلون في الهند، من أكثرية إلى أقلية، ومن الولاية والحكم إلى الإقصاء الأتم)
يعتبر المسلمون في الهندأكبر أقلية إسلامية في العالم، وثاني أكبر تجمع إسلامي على وجه الأرض، وقد كانوا يمثلون ربع السكان في شبه القارة الهندية قبل الاستقلال، وتقسيمها إلى دولتي الهند وباكستان.
وقد وصل الإسلام إلى الهند في وقت مبكر وبالتحديد عام 92هـ على يد محمد بن القاسم في أثناء الفتوحات المعروفة في التاريخ الإسلامي بفتوحات السند أيام عهد الدولة الأموية، وشملت الفتوح إقليم السند وجنوب البنغال وشمال أراكان ،وكذلك بورما(ميانمار) و العديد من مناطق والبنجاب وقامت دول إسلامية في حوض السند والبلاد المفتوحه، وقد أصبحت بلاد السند بعد دخولها في الإسلام أهم مركز حضاري في شبه القارة الهندية، حيث ترجمت فيها الكتب الهندية من السندية إلى العربية.
وظلت بلاد الهند خاضعة للحكم الإسلامي إبان الخلافتين الأموية والعباسية زهاء أكثر من خمس مئة سنة، حتى غزاها الفاتح المغولي المسلم بابر العظيم عام 1526م(932هـ)، واستولى عليها ليستمر الحكم المغولي الإسلامي حوالي ثلاث مئة سنة أخرى، وكانت هذه الإمبراطورية المغولية الإسلامية تحكم آسيا الوسطى وأفغانستان وشمالي الهند، وعلى مدى قرون طويلة ظل المسلمون في شبه القارة الهندية أمة واحدة، وتكونت في شبه القارة الهندية إمبراطورية إسلامية، واجهت فيما بعد الجيوش البرتغالية والهولندية التي غزت الهند، ولقيت هزائم كبيرة على أيدي المسلمين الذين قضوا على تجارة الرقيق التي كان يمارسها البرتغاليون.
ثم دخلت بريطانيا منافسا استعماريا يبغي السيطرة على الهند، وتم لها ذلك في أوائل النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وقبل هذا الاستعمار كان المسلمون في الهند أغلبية، ولذلك عمل البريطانيون على محاصرة الإسلام في الهند، خاصة وأن المسلمين هم الذين بذلوا دماءهم في مقاومة الغزو الأجنبي الهولندي والبرتغالي ثم الإنجليزي، فعند دخول البريطانيين كان الإسلام هو القوة السائدة في شبه القارة، ولم يتصد للدفاع عن الهند إلا المسلمون.
وقد أعلن الحاكم البريطاني "اللورد النبرو" في بداية الاستعمار: أن العنصر الإسلامي في الهند عدو بريطانيا اللدود، وأن السياسة البريطانية يجب أن تهدف إلى تقريب العناصر الهندوكية إليها لتستعين بهم في القضاء على الخطر الذي يتهدد بريطانيا في هذه البلاد.
وما قاله اللورد كان بمثابة دستور التزمت به السياسة البريطانية في الهند، حيث عادت الإسلام، وشجعت غير المسلمين، وأخذوا يحرضون الهندوك على الإسلام، وحرموا المسلمين من الوظائف، ونشروا فكرة أن الدول الإسلامية في الهند ليست دولا هندية، بل هي دول غازية أو مستعمرة، واتبعوا سياستهم الاستعمارية المشهورة "فرق تسد"، فأوقعوا بين المسلمين والهندوس أبناء الوطن الواحد، برغم أن الإنجليز يعلمون أن 90% من مسلمي الهند، هم هنود اختاروا الإسلام بمحض إرادتهم، ولكنهم سعوا لنشر الفرقة والأحقاد بينهم في شبه القارة الهندية، حتى انتهى الأمر إلى تقسيم الهند.
فمع نهاية الاحتلال البريطاني الذي استمر حوالي مئتي عام، كان المسلمون أقلية نسبيا، وانقسمت الهند عام 1947م(1366هـ) إلى دولتين إحداهما هندوسية هي الهند، والثانية مسلمة هي باكستان، التي كانت تضم آنذاك بنغلاديش، ونتيجة لذلك التقسيم ظهرت على مسرح الأحداث السياسية مشكلة إقليم "جامو وكشمير" المتنازع عليه بين الهند وباكستان حتى اليوم.
 
• سدس سكان العالم:
والهند مجتمع متعدد الأعراق واللغات، ويعيش فيها أكثر من مليار نسمة، يمثلون سدس سكان العالم، وتبلغ نسبة المسلمين فيها 14% من مجموع السكان، أي حوالي140 مليون نسمة(176 مليون في آخر إحصائية)، أكثر من نصفهم يعيش في ثلاثة ولايات شمالية هي (أوتربرادش) وولاية (بهار) وولاية (البنجال) الغربية، وطبقاً لذات الإحصاء فإنهم يمثلون الأغلبية في 15 مديرية، والغالبية في منطقتي (جامو)، (كشمير)، ويعمل في قطاع الزراعة منهم قرابة 70% والباقون موزعون على قطاعات الخدمات والتجارة والصناعة.
وينقسم مسلمو الهند إلى قسمين هما: مسلمو الشمال، ويتبعون المذهب الحنفي ويتكلمون اللغة الأردية والبنغالية، ومسلمو الجنوب، ويتبعون المذهب الشافعي ويتحدثون اللغة التاميلية، إضافة إلى وجود مسلمين شيعة في بعض الولايات وبالأخص في حيدر أباد.
وبرغم كبر حجم الأقلية المسلمة في الهند (14%)، فإن نسبة تمثيلهم في مؤسسات الدولة لا تتعدى 3%، وحسب بعض التقارير الرسمية فإن الأرقام تشير إلى أن تمثيل المسلمين في الوظائف الرسمية يتضاءل باستمرار.
والملاحظ أن هناك مئات المسلمين الجدد في الهند كل يوم وهذا ما يشير في بعض الدراسات إلى أن الإسلام قد يكون الدين الأول في الهند في السنوات القليلة القادمة.
• مجتمع مغلق:
وكأي أقلية في العالم بدأ مسلمو الهند في تنظيم شئون مجتمعهم الخاص -الذي حرصوا أن يكون مغلقا قدر استطاعتهم- وأنشؤوا لهذا الغرض عدة جمعيات تهتم بشؤون هذه الأقلية أهمها "مجلس المشاورة" الذي يتولى بحث القضايا التي تتعلق بهم وعلاقتهم بالمجتمع الهندي، وحل المشاكل الداخلية بينهم، ثم هناك "الجماعة الإسلامية الهندية"، وهي جماعة تقوم بدور دعوي وتثقيفي ونضالي لتثبيت أقدام الوجود الإسلامي في الهند، ثم "جمعية علماء الهند" التي ترعى شئون العلماء، وهناك كذلك "الجمعية التعليمية الإسلامية لعموم الهند"، وهي ترعى شئون المدارس الإسلامية.
كما يوجد لدى الأقلية المسلمة في الهند جامعات لتدريس العلوم الإسلامية وأخرى للعلوم المدنية، ومن أهمها: جامعة ديوبند، وندوة العلماء في لكنهؤ التي خرجت عددا كبيرا من كبار العلماء أمثال الشيخ أبي الحسن الندوي، وجامعة مظاهر العلوم، ومدرسة الإصلاح، والكلية الإسلامية في فانيا آبادي، والجامعة العثمانية في حيدر أباد، والجامعة الملية في دهلي. أما التعليم الأولي فتهتم بشؤونه مدارسُ ومكاتب منتشرة في أماكن وجود تلك الأقلية، ويعاني أغلبهم كثافة الفصول وقلة المتخصصين.
وعموما فيوجد في الهند العديد من الهيئات والمؤسسات الإسلامية ، بلغ عددها حوالي 400 هيئة ومؤسسة وجمعية ، ولقد حرم هذا المسلمين من مظلة تحميهم وتحافظ على هويتهم الإسلامية
• أغلبية فقيرة:
وغالبية المسلمين في الهند هم عمال فقراء، أو فلاحون، أو حرفيون، وهم لا يتجهون إلى التجارة والصناعة نتيجة عدم حصولهم على قروض من البنوك، وهيئات التمويل الرسمية، ومنع السلطات قيام مؤسسات مالية غير ربوية. فالأكثرية الساحقة من المسلمين هم من الفقراء، ولكن هناك فئة محدودة من المسلمين المثقفين التي ظهرت خلال الأربعين سنة الأخيرة، وبعد أن هاجرت النخبة المسلمة المثقفة من البلاد إلى باكستان عقب التقسيم.
• فقدان القيادة الموحدة:
والتحدي الكبير بالنسبة للمسلمين في الهند هو فقدان القيادة، فليست لهم قيادة واحدة وموحدة، وهذه أكبر قضية منذ بداية عهد الاستقلال لأنه قبل الاستقلال كانت لهم منظمات وأحزاب وحركات وشخصيات، ولكن بعد التقسيم وظهور باكستان، وهجرة النخبة من الهند إلى باكستان خلت هذه البلاد، ثم لسبب أو لآخر قرر بعض الوجهاء المسلمين هناك حل التنظيمات السياسية.
هذا إلى جانب أن العوامل الداخلية والخارجية جعلتهم في حال دفاع مستمر عن أنفسهم ليظلوا دوماً طائفة فقيرة وأمية ومجهدة لا تقوى على الإبداع، فضلاً عن تغيير واقعها، فماذا يمكن أن يكون مستقبل المسلمين في ظل هذا الواقع الأليم الذي يعيشون فيه، وفي ظل تنامي التيار الهندوسي المتطرف؟ هذا التيار الذي يتبني أيديولوجية العداء للإسلام كمصدر مزعوم للإرهاب، وتقوم أدبياتها على اعتبار أن المسلمين في الهند هم المسؤولون عن كل مشاكلها، وأن عليهم الرحيل عن البلاد، وأن للمسلم فقط مكانين باكستان أو القبر، وعلى هذا الأساس تواصل حملتها المتشددة تجاه المسلمين، واستطاعت هذه الحركة أن تستجلب الدعم المادي من الجاليات الهندية في الخارج([24])
 
في الهند اتجاهان سياسيان رئيسيان:
 اتجاه يمثله الهندوسية المتطرفة.                                                                                                 
والاتجاه الثاني يمثله العلمانيون، وأكثر الأحزاب السياسية هم من العلمانيين.
إلا أن الحزب الهندوسي المتطرف استطاع استقطاب بعض هذه الأحزاب العلمانية، حتى يتمكن من الوصول إلى السلطة والحصول على إغراءاتها، مع أن الأحزاب العلمانية الخالصة تتصدى لمواقف الحزب الهندوسي، وتدعو إلى مبادئ العدالة والمساواة والالتزام بمبادئ الدستور الهندي؛ حيث إن الدستور يتضمن مبادئ المساواة والإنصاف والعدل بين جميع الأديان.
والمسلمون الهنود يسعون إلى التنسيق مع هذه الاتجاه العلمانيلأنه أقرب إلى إنصافهم من الهندوسية المتطرفة، وهم بهذا يقبلون بمبدأ أخف الضررين([25]).
 
 
 
 


 
يوجد في الهند اكبر عدد من الاحزاب في العالم فهناك ما يزيد على «550» حزب سياسي.
والاحزاب متنوعة: ايديولوجية واقليمية وطبقية واجتماعية ودينية.
وهيئة الانتخابات توزع هذه الأحزاب الى ثلاثة قوائم:
احزاب قومية وعددها (6).
واحزاب اقليمية وعددها (40).
واحزاب مسجلة وعددها ( 504 ) احزاب.
ومن ابرز هذه الأحزاب: حزب المؤتمر القومي. حزب بهاراتيا جاناتا ـ الحزب الشيوعي الماركسي ـ باهوجان سماج (حزب المنبوذين) ـ جاناتا دال ـ تيليجو ديسام ـ راشتريا جاناتا دال (لالو براساد) ـ ايه آي دى إم كيه (جاي لاليتا) ـ حزب ساماتا (جورج فرنانديز وزير الدفاع) ـ الحزب الشيوعي الهندي ـ شيو سينا ـ دى. م. كيه. ـ شيرومانى أكالى دال (حزب السيخ) ـ شاكتي ( هيكديه) لوك([26])
ولقد زادت المنظمات الهندوسية المتطرفة على 20 منظمة([27])،وفيما يلي بيان بأبرز الأحزاب والمنظمات الأصولية المتشددة الهندوسية، علماً أن التمايز بين هذه الأحزاب والمنظمات ليس تاماً، فبعضها يعد منبثقاً من البعض الآخر، أو جناحاً له:
(واختصارها:آر إس إس R.S.S، وتمثل الحركة الهندوسية اليمينية في الهند)
وهي أشهر تلك المنظمات وأكثرها انتشاراً وتأثيراً في المجتمع الهندي، حيث إن عدداً كبيراً من قادة الحزب الحاكم (بهارتيا جاناتا) ينتمون إليها.
التأسيس
تأسست المنظمة في عام 1925م على يد الدكتور كيثورام بلرام هيد كيوار الذي تقلد مناصب عدة في حزب المؤتمر الوطني الهندي في وقت مبكر، إلا أنه شعر بالإحباط الشديد بعد انتهاء حركة سوراج الهندوسية والمتطرفة، وازداد شعوره هذا حينما وصل غاندي إلى رئاسة حزب المؤتمر، وازداد نشاط المسلمين في الحزب. عندئذ استقال من المؤتمر وأسس منظمة (آر. اس.اس) لرعاية الشباب الهندوس، والنهوض بالدولة على أساس أن الهند للهندوس دون غيرهم من الديانات والثقافات.
وقد كان أعضاء هذه المنظمة من البراهمة حصريا في سنواتهم التكوينية، وكانوا من المهتمين بالعلم، وإلى اليوم تسيطر الطبقات العليا على المنظمة وعلى الحزب(بهاريتا جاناتا) على حد سواء.
ويتراوح عدد أتباعها بين (مليونين، وستة ملايين عضو)، وذلك اعتماداً على مصدر المعلومات، فهذه المنظمة لا تنشر بيانات مفصلة بعدد الأعضاء، وحتى الرقم الأدنى يجعل هذه المنظمة ثاني أكبر حركة سياسية في العالم، بعد الحزب الشوعي الصيني([28]).
سياسة ومبادئ اللوائح الخاصة بالمنظمة:
حق العضوية في المنظمة يقتصر على الرجال فقط دون النساء.
لا تسمح المنظمة للنساء بالتصويت تحت أي ظرف.
أحقية فئة "تشيب بادان" من البراهمة في قيادة المنظمة.
استئصال الشيوعية والسيخية والمسيحية والإسلام من الهند.
يجب أن يحكم الهند الآريون (إحدى قبائل البراهمة).
يجب على أعضاء المنظمة نيل التربية العسكرية والتدريب على استعمال الأسلحة المتطورة والعمليات الإرهابية.
إحراق أرملة المتوفى مع جثة زوجها.
جعل اللغة السنسكرتية لغة رسمية للبلاد.
خلق الإشاعات وغسل دماغ الأعضاء لاستخدامهم في المذابح المدمرة والمنظمة ضد غير الآريين في أنحاء الهند المختلفة.
توحيد الشعب الهندوسي على أساس المعتقدات الدينية، وهذا الهدف لا يتحقق إلا بإقامة المجتمع الهندوسي الموحد والقوي. لذلك فإن منظمة "آر اس اس" أخذت على عاتقها مهمة توحيد الهندوس وتجديد الهندوسية لصالح العالم والبشرية جمعاء على حد زعمهم.
مطامع المنظمة
أعلنت المنظمة مراراً، أنها تنوي بناء معابد هندوسية على أنقاض ألفي مسجد وثلاثمائة كنيسة وخمس وثلاثين معبداً سيخياً، وتطالب بإغلاق نحو25 ألف مدرسة دينية إسلامية في الهند، وتزعم أن المعلمين في هذه المدارس يفسدون الطلاب الدارسين. وهي بدورها فتحت معاهد تأهيلية وتدريبية للمعلمين تخرج فيها نحو 18ألف مدرس، خمسة آلاف منهم حصلوا على وظائف حكومية في مدارس رسمية، كما تنوي تدريب مليوني مدرس على أفكارها.
أما عن مطامعها الخارجية، فيعلن قادة المنظمة أن باكستان، وبنغلاديش، ونيبال، وبهوتان، وبورما، وسريلانكا، لا بد أن تنضم إلى الهند، وأن على الهند أن تعمل وتستعد لذلك. ولتحقيق هذا الهدف استأجرت الضباط المتقاعدين لتدريب نحو 50 ألف شاب في 18إقليماً هندياً. كما أن المنظمة تورطت في كثير من الأعمال الإرهابية، وتفجير القنابل في الدول المجاورة، وخاصة في باكستان.
تعليمات "آر.إس.إس" لقادتها المحليين
تقوم هذه المنظمة –كسائر المنظمات الأصولية الهندوسية- بتوزيع الآلاف من المجلدات والأوراق والمنشورات الداعية إلى الطائفية والعنصرية، ومن المنشورات التي وزعتها هذه المنظمة في أعقاب هدم المسجد البابري كتيب يتضمن تعليمات خاصة لأعضائها ومنتسبيها، يتبين من هذه التعليمات مدى توغل هذه المنظمة في الأصولية والإرهاب.
ومما جاء في الكتيب:
في الظروف الراهنة نكلفكم بمهام إضافية جديدة، مع أن جميع النشاطات الأخرى تستمر، وتخبرون المتطوعين والوطنيين، بإبلاغ المكتب الرئيس عند حدوث أي رد فعل:
1 شراء القنابل اليدوية والسلاح الخفيف وتوزيعه على الوطنيين.
2 العمل لتقوية روابط الصداقة مع الطبقة المتدينة، وكسب تأييدها لمحاربة المسلمين.
3 اضطرابات وأحداث محلية يجب أن تصور وتصبغ بالعنصرية، حتى تبدأ اشتباكات عنصرية.
4 نشر أفكار هندوسية في أوساط الأطباء والصيادلة، وإقناعهم ببيع الأدوية "منتهية الصلاحية" للمسلمين، والهمس بكلمة "أوم" و"يعيش شري رام" إله الهندوس المزعوم في أذني مواليد المسلمين الجدد، ومحاولة إعطائهم حقن العقم الدائم.
5 نشر الأفكار الهندوسية في أوساط كبار المسؤولين والبيوروقراطيين، لمواجهة الأقليات بصفة عامة، والمسلمين بصفة خاصة.
6 مقاطعة الإعلام المرئي والسمعي المنادي بالمساواة.
7 حث وتحريض كبار المسؤولين في الدولة على إصدار التصاريح لفتح محلات الخمور، والسفور، والدعارة، والمخدرات، في مناطق المسلمين، وترغيب بنات المسلمين والمنبوذين في الدعارة والفساد.
8 إعداد وتدريب المتطوعين لبيع الأطعمة الضارة والفاسدة خارج مدارس المسلمين، ليتضرر أولاد المسلمين ذهنياً وجسمياً.
9 تنصيب الأصنام في جميع الأماكن، والمساجد، والمقابر، والكنائس، لإبراز مظهر الهندوسية على سائر المناطق.
10 يتدرب الأعضاء والمتدربون على مهاجمة المسلمين فجأة، ويُعطون التعليمات: ألا يرحموا في ذلك، الأصدقاء والمعروفين لديهم على حد سواء.
11 إشعال نار الحقد والعداوة في قلوب الشرطة ورجال الجيش ضد المسلمين.
12 ترغيب المتطوعين والطلاب الهندوس بأن يقوموا ببيع ونشر المخدرات في أوساط الشباب المسلمين .
13 العمل علي تعزيز الشباب الهندوس، والمتطوعين، والطلاب، وإثارة الغريزة الجنسية، ليتعرضوا للفتيات المسلمات في الأماكن العامة، والمكاتب، والكليات، والجامعات، والتقاط صورهن.
14 ترغيب التجار، وأصحاب البنوك، على وضع سياسات، واستراتيجيات، لانهيار الوضع الاقتصادي لغير الهندوس.
15 مراقبة وترصد غير الهندوس، وتزويد المركز الرئيس بالتقارير المفصَّلة حول نشاطاتهم
مخططات وتعليمات المنظمة للمناهج التعليمية:
1 الارتكاز على اللغة السنسكرتية عند وضع المناهج.
2 إدراج مادة قراءة السنسكرتية في المناهج.
3 إبراز التاريخ الهندوسي.
4 التركيز على مبادئ سرسواتي "إحدى آلهة الهندوس" المزعومة، التي تعتبر إلهة العلم والمعرفة في المعتقدات الهندوسية.
وتعمل منظمة "وديا بهارتي" فرع منظمة "آر. أس. أس" في مجال وضع المناهج، وهي تسعى لترسيخ القومية الهندوسية في أذهان الجيل الناشيء، فإذا تربى الطفل على هذه الأفكار الهدامة، فإنه يجعل كل الأقليات والديانات الأخرى أعداء له، يجب محاربتهم واستئصالهم من المجتمع الهندي.
نظام التربية العسكرية للمنظمة
إضافة للتدريب الجسدي ينبغي أن يتدرب الأعضاء على استخدام العصا الطويلة، والسيف الخشبي، وألعاب كبدى، وخوخو. كما يتركز التدريب على الجانب العقلي، حيث يُعطى المتدربون دورات في التاريخ، والمشكلات الاجتماعية مع التركيز الخاص على القومية الهندوسية، والهدف من ذلك هو أن يصبح الأعضاء مخلصين لعملهم، جاهدين لتحقيق الأهداف المنشودة لجعل الهند دولة هندوسية.
لقد أكمل نحو 45 ألف شاب التربية العسكرية في عام 2001م.
كما وصل عدد الأعضاء المنتمين إلى المنظمة والمتخرجين من دوراتها التدريبية إلى أكثر من (2071806) عضو.
الزي الرسمي لأعضاء المنظمة
يلزم الأعضاء ارتداء الزي الرسمي في المناسبات الرسمية للمنظمة، وذلك لنشر أفكارها وتأثيرها على أوساط المجتمع، وهو عبارة عن قميص أبيض، وشورت قصير أسمر، مع لبس قلنسوة غاندي سوداء، وحذاء أسود.
شعار المنظمة: سو ستكار أي (فرقوا تسودوا).
علاقة حزب بهارتيا جاناتا الحاكم بها
إن العلاقات الوطيدة بين الحزب الحاكم "بهارتيا جاناتا" و"آر. أس. أس"، لا تخفى على أحد، حيث يعتبر الحزب الجناح السياسي لها. وقد ظهر ذلك بوضوح شديد حينما انتخب "لال كرشنا أدفاني"، الرئيس السابق للمنظمة وزيراً للداخلية في الحكومة.
وإذا ما استعرضنا القيادات الهندوسية البارزة في الحزب، نجد أن معظم هؤلاء إما تدربوا في معسكرات المنظمة أو تولوا مناصب مهمة فيها.
كما أن كثيراً من المنظمات الهندوسية المتطرفة تحالفت مع الحكومة في تشكيل الحكومة، وهي من وقت لآخر تضغط على الحكومة المركزية لتحقيق مطالبها، وتستغل موقعها في الحكومة لتحقيق أهدافها ضد المسلمين والأقليات الأخرى. فعلى سبيل المثال أعلنت منظمة فيشوا هندو بريشاد (أف. اتش. بي) في 11-2-2002م، أنه يجب على الحكومة المركزية أن تقدم لها التسهيلات اللازمة لبناء معبد هندوسي في أيودهيا مكان المسجد البابري، وإلا فإنها ستبدأ بدورها ببناء المعبد ابتداء من 15مارس الجاري ويستقيل أعضاؤها من الحكومة المركزية، ومن هذا الأسلوب، الذي تتبعه أيضاً جميع المنظمات الأخرى يتبين بصورة جلية، أن الحكومة الهندية أصبحت لعبة في أيدي المتطرفين الذين يسعون لاستئصال الديانات والأقليات الأخرى، ليتمكنوا من إقامة دولة هندوسية متطرفة. ولأجل ذلك ومع سياسة الضغوط والابتزاز تعمل هذه المنظمات سراً في الدول الإسلامية الأخرى لأجل نشر الثقافة الهندوسية فيها.
ومن أهم النشاطات في هذا المجال التي تبنتها منظمة "آر إس إس" عن طريق أعضائها:
1 تدريب رجال الاستخبارات الهندية من الهندوس والبوذيين، للعمل كأئمة مساجد وخطباء في بعض الدول الإسلامية، وفي بعض المراكز الإسلامية في الدول الغربية بهدف تشويه صورة الإسلام ونشر الفساد والإباحية وتفريق صف المسلمين.
2 توظيف عدد كبير من العمالة الهندوسية في البلاد العربية ولاسيما الدول الخليجية منها، ونشر ظاهرة الخادمات الهندوسيات واللاتي يتربى أولاد المسلمين على أيديهن.
3 نشر الثقافة الهندوسية عن طريق الأفلام الهندية المنتشرة في البلاد الإسلامية.
4 العمل بجد للقضاء على الحضارة الإسلامية في الهند عبر تهديد منظمة "آر إس. إس" جميع الأقليات الموجودة بأن تظهر وتحافظ على الثقافة الهندوسية وتترك معتقداتها.
يقول رئيس المنظمة: على المسلمين والنصارى في الهند، أن يظهروا بمظاهر الحضارة والثقافة الهندوسية، فقد حان الوقت ليختاروا أحداً من أمرين: إما ترك مظاهر دينهم، أو يعاملوا كأنهم أجانب على المجتمع الهندي.
ويقول وزير التربية والتعليم سمبورناند بإقليم اترابراديش خلال كلمة له في إحدى المناسبات الكبيرة: "كل من يروج للدين الإسلامي في المدارس، يلحق أضراراً بالهند والهندوسية. فعلينا أن نقضي على الإسلام في الهند لضمان التقدم إلى الأمام".
ولعل من أسوأ الإهانات التي يتعرض لها المسلمون في الهند، إجبارهم على اختيار لفظ "كرشنا وراما" جزءاً من أسماء أبنائهم، حينما يقدمون أوراقهم للقبول والتسجيل في المدارس والكليات الحكومية، مع أنهما اسمان لاثنين من آلهة الهندوس المزعومة.
نماذج حية على بعض من جرائمها
تسببت المنظمة في خلق التوتر والفوضى في الهند ومارست عمليات قتل وإبادة منظمة لقادة الديانات والأقليات الأخرى ومن ذلك:
1 اغتيال مهاتما غاندي على يد أحد نشطاء المنظمة وهو "ناتوام غوداس" من عائلة البراهمة الذي أفاد بأنه فعل ذلك بأمر من بانديت نهرو، وكان ذنب غاندي أنه كان يدعو إلى الانسجام والمساواة بين جميع فئات الشعب.
2 محاولة اغتيال عديد من قادة الهندوس من الطبقة الدنيا، مثل: الدكتور امبيد كار، وكاماراج نادار، وكاربوري طاغور.
3 حسب التقديرات الرسمية، ارتكبت أكثر من ثمانية الآف مجزرة ضد المسلمين بين عامي حتى عام 1985م.
4 في 6-12-1992م ارتكبت جريمة هدم المسجد البابري التاريخي في ايودهيا تحت رعاية هذه المنظمة.
5 للمنظمة يد طولى في الضغط على الحكومة الهندية لبناء معبد هندوسي مكان المسجد البابري.
6 ولها تاريخ حافل في إسقاط الحكومات التي لم تستجب لمطالبها مثل حكومة في بي سنغ وغيرها.
7 تمكنت المنظمة من الوصول إلى الحكم بقيادة آتال بيهاري فاجبائي رئيس الوزراء الهندي ، الذي اشتهر بأفكاره الهندوسية المتطرفة بجانب دعم المنظمات والشخصيات الهندوسية المتطرفة الأخرى مثل: مرلي منوهر جوشى و"لال كرشنا ادفاني" وبال ثاكري وغيرهم([29]).
هدف المنظمة:
لقد كان الهدف الرئيس لهذه المنظمة هو إيجاد مجتمع هندوسي قائم بذاته، وأن يذعن جميع من على أرض الهند للهند المقدسة(الهندوسية)، وتتبنى الثقافة الهندوسية، وهذا يقصي جميع أصحاب الديانات الأخرى على أرض الهند، بما فيهم المسلمون.
فقد قال لال كريشنا أدفاني –نائب رئيس الوزراء أثناء حكم حزب بهاريتا جاناتا: إنه يوافق على وجود "مسلمين هندوس"، و"مسيحيين هندوس"، أي أؤلئك الذين يقبلون بوجود سبل متعددة للوصول إلى الله، كما نظمت هذه المنظمة برنامجاً بعنوان:"أهلاً بعودتكم إلى الهندوسية" وهو برنامج موجه للمسلمين والمسيحيين الذين يرغبون بالارتداد عن دينهم واعتناق الهندوسية.
كما أن من أهداف المؤسسة: بناء معابد هندوسية على أنقاض ألفي مسجد ، كما تطالب بإغلاق نحو 25 ألف مدرسة دينية إسلامية.
المنظمة تدعو أفرادها للتسلح ومهاجمة المسلمين، وتعليماتها تقول: لا ترحموا حتى الأصدقاء والمعارف.
وقد شن ديجفيجاي سينج الزعيم البارز في حزب المؤتمر الهندي الحاكم، هجوما عنيفا على الحركة الهندوسية اليمينية في الهند بسبب استهدافها المسلمين بالإرهاب والقتل بدعوى القومية، محذرا من خطورة ذلك على الأمن القومي الهندي.
وقال سينج، خلال كلمته في مجلس الكونجرس الهندي الأحد 19-12-2010 "إن منظمة سوايامسيفاك سانج راشتريا، تستهدف المسلمين بطريقة نازية تحت مسمى القومية من خلال عمليات القتل الإجرامية التي تنفذها ضد المسلمين في الهند".
وأشار إلى أن "جميع الهندوس المتورطين في أنشطة إرهابية ضد المسلمين هم أعضاء في منظمة آر إس إس  التي تبث بذور الكراهية في الجيل الجديد من مسلمي الهند، وهذا هو الخطر الأكبر على أمن وطننا"، وفقا لما نقل موقع ريليجيوسكوب عن موقع إينديا فيجين الهندي.
مشيرا في الوقت نفسه إلى ضلوع أعضاء منظمة آر إس إس الهندوسية في تفجيرات مدينة ماليجاون بولاية مهاراشترا الواقعة بغرب البلاد في 2006، وتفجير مسجد مكة التاريخي في مدينة حيدر آباد جنوب الهند في 2007([30]).
وهي الجناح البرلماني ل"سنغRSS"( منظمة سوايامسيفاك سانج راشتريا) وكثيراً من الأحيان يصطنع هذا الجناح قناع "الاعتدال" المزيف على وجهه، بينما يشجع ويسمح للأجنحة والمنظمات الأخرى سراً بالاستمرار في عمليات الإبادة الجماعية والمذابح المدبرة([31]).
وقد قاد هذا الحزب الحكومة الاتلافية في الهند بين عامي(1998 – 2004م)([32]).
كان تدمير مسجد بابري مؤشرا لدخول الهند مرحلة جديدة خطرة أسس لها اليمينيون المتطرفون الهندوس بعد ان وجدت افكار الحزب التي تدعو الى استعادة الهند لهويتها التاريخية والتخلص من كل ما يمت بصلة للحقبة الاسلامية وبقاياها قبولا واسعا خاصة بين المثقفين الذين سئموا سياسات حزب المؤتمر الذي ترهل وبات غير قادر على تطوير نفسه، الامر الذي فتح المجال امام حزب بهارتيا جناتا الذي اكتسح الانتخابات وعاد إلى تطبيق عقيدة الهنودة أي: تجريد المجتمع الهندي من كل ما ليس له صلة بالهندوسية، ويعني ذلك بالطبع الغاء القوانين الشخصية للأقليات الدينية الأخرى، وطمس ثقافاتها على اعتبار انها شكلت -ولا تزال- مصدر خطر على الثقافة الهندوسية([33]).
الجناح الخاص ل"سنغRSS" الخاص الذي تأسس ضد السيخ، وهدفه الوحيد استئصال السيخ، وكذلك بدأت عملياتها الإرهابية ضد المسيحيين والمسلمين..
من أهم ما حققته الحركة الأصولية الهندوسية نجاحها في إنشاء البرلمان الديني (دهارماسانساد) في عام 1985م ، الذي تفرع عنه المجلس الهندوسي العالمي . وهذا المجلس يضم 900 مندوب يمثلون كل طائفة وفرقة هندوسية، وبمن فيهم السيخ . ويقف وراء الحركة عدد من الميليشيات الهندوسية التي تطلق على نفسها اسم جماعات الدفاع الذاتي، وهي تتكون عمومًا من الشبان العاطلين وصغار التجار وأصحاب الدكاكين الصغيرة ، ورمز هذه المجموعات المسلحة هو "تريشول" أو الرمح الثلاثي المنسوب إلى الإله "شيفا".
وتشارك هذه المجموعات الغاضبة مشاركة فعالة في الاضطرابات الطائفية التي تقع في كل مكان تشعلها فيه فيشوا هندوباريشاد فيقتلون الآلاف من المسلمين ويدمرون ممتلكاتهم ، وهو أمر معتاد في شمال الهند في السنوات الأخيرة ، ومن الشعارات المفضلة لدى الفيشوا هندوباريشاد الشعار الآتي : "مسلمانون كاد مي استهان : باكستان أو ياقبرستان" (للمسلم مكانان اثنان فقط : باكستان أو المقابر) .
ومجرد رفع هذا الشعار جريمة واضحة تحت البند 153 من قانون العقوبات الهندي ، ولكن لم يعرف بعد أن السلطات اتخذت أي إجراء ضد من رفعوه في أي مكان([34]).
أي "جيش شيواجي" يتمركز في مهاراشتر ويتبع التكتيكات الدموية لشيواجي. مقرها الدائم مومباي، ورئيسها هو بال ثاكري، وقد نظم حملات الإبادة ضد المنبوذين والمسلمين والمسيحيين في مهاراشترا ([35]).
ومنذ أكثر من 15 عاماً يحكم حزب شيف سينا الهندوسي اليميني المتطرف، أو ما يُسمى كذلك بـ"جيش الإله شيفا". ويعتبر حزب شيف سينا مسلمي الهند بمثابة "الطابور الخامس" لعدوه الأول باكستان([36]).
هذا هو الجناح الخارجي المؤيد (لسنغ باريوار)، ويعمل على قدم وساق مع "آر. أس. اس" لنقل وغسل الأموال والفساد الدولي. مقرها الدائم نيودلهي، ورئيسها هو: وشنو هاري دالميا.
وهو بمثابة مؤتمر هندوسي عالمي
ظهرت إلى الوجود في عام 1964م ، وهي تعد جناح التعبئة الجماهيرية لأكبر المنظمات الهندوسية التي تعرف باسم راشتريا سيواله سانة (منظمة الخدمة الوطنية) لكن دور فيشوا هندوباريشاد برز على السطح في عام 1982م ، بعد إعلان دخول المنبوذين في الإسلام في قرية ميناكشي يورم ، حيث شنت المنظمة آنذاك حملة إعادة المسلمين إلى حظيرة الهندوسية ، وتوجت جهودها بتطهير آلاف من المسلمين بمدينة اجمير . وفي حين أيد حزب المؤتمر الحاكم سرًا جهود فيشوا هندوباريشاد ، رغبة منه في الحصول على مكتسبات سياسية
وقد أعلنت هذه المنظمة الهندوسية المتطرفة أنها ستقوم بتجنيد ثلاثة ملايين شاب هندوسي من كل أنحاء الهند لمواجهة من أسمتهم بـ «الثوار الأصوليين». وقال أمين عام المنظمة لوكالة «برس ترست» الهندية: إن أسلوب مكافحة الإسلاميين في كشمير سيكون من خلال تدريب هذا العدد لمواجهتهم.
وقد بدأت المنظمة بالفعل في تدريب 300 ألف هندوسي كمرحلة أولى([37])
وهي منظمة متهمة بالعديد من الأعمال الإرهابية، وقد وضعت هذه المنظمة ، والجماعات الأخرى التابعة لها خطة «للانتقام من التفجيرات التي نالت أضرحة هندوسية»، ونفذت بالفعل سلسلة من التفجيرات ترمي لتحقيق هدف أكبر يتمثل في إقامة «دولة هندوسية منفصلة».
إلا أن الأهداف الكبرى لـ«أبهيناف بهارات» طويلة الأمد تجاوزت استهداف المسلمين بكثير، حيث يسعى أعضاء الجماعة للإطاحة بالدولة الهندية واستبدال نظام ديني استبدادي بها. وتتحدث «مسودة دستور» وضعتها الجماعة عن نظام يقوم على حزب واحد يترأسه زعيم «يجري اتباعه على جميع المستويات من دون التشكيك في سلطته».
 ودعت المسودة إلى إنشاء «أكاديمية للتلقين الفكري»، أما التعليق الختامي الوارد بمسودة الدستور فكان صادما «الأفراد الذين تضر أفكارهم بهندو راشترا ينبغي قتلهم»([38]).
جناح الشباب بـ«فيشاف هندو باريشاد»، وتعني بالإنجليزية «المنظمة الهندوسية الدولية»
وقد تأسست هذه المنظمة في الهند عام 1964
تم توجيه أصابع الاتهام إلى «فيشاف هندو باريشاد» إلى جانب المنظمات المناصرة للقومية الهندوسية، فيما يتعلق بالعديد من أعمال الشغب بالبلاد. ومنذ تأسيس «برجرانغ دال» ، للحماية المزعومة لبرنامج «فيشاف هندو باريشاد» الخاص «لإيقاظ المجتمع»، اتضح أن سلسلة قيادة الجماعة غير واضحة حتى الآن. كما اُتهمت بالتورط في أعمال العنف الدينية الأخيرة عام 2008، والمتمثلة في الهجوم على الكنائس المسيحية في أوريسا، فضلاً عن أعمال الشغب بين الهندوس والمسلمين في غوجارات عام 2002.
ويشتبه مسؤولو الأمن أيضًا في أن العاملين في «برجرانغ دال» تدربوا على صناعة المتفجرات. جدير بالذكر أنه في أغسطس (آب) 2008، لقي اثنان من أعضاء «برجرانغ دال» مصرعهم في تفجير غامض في كنبور. وصنفت وزارة الخارجية الأميركية في تقريرها الدولي عن الحرية الدينية لعام 2000، وكذا منظمة «هيومان رايتس ووتش» في «التقرير العالمي» من نفس العام، هذا التنظيم على أنه تنظيم هندوسي متطرف. كما وصف بول براس، أستاذ العلوم السياسية ودراسات جنوب آسيا متفرغ بجامعة واشنطن، «برجرانغ دال» على أنها التنظيم الهندي المناظر لـ«ستارمابتيلانغ» الألماني النازي.
ويقول الموقع الإلكتروني لـ«برجرانغ دال»، إن من بين أهداف التنظيم في الهند المعاصرة قلب غزوات الفاتحين المسلمين والإمبريالية البريطانية. وقد تحدث تنظيم «برجرانغ دال»، إلى جانب «فيشاف هندو باريشاد»، جهارًا ضد الإرهاب الإسلامي في الهند، وأعلنا أنهما سيقومان بحملات توعية في البلاد في هذا الصدد. وأوضحا أن الإرهابيين الإسلاميين يستترون ويتوارون بين الشعب الهندي، وأنهم عازمون على كشفهم ([39]).
حركة هندوسية في ثوب جديد.
ومؤسس هذه المنظمة هو: سوامي ديانند البرهمي(1824-1883م)، وقد أسسها عام(1875م)، بمدينة بمباي، لإحياء الدعوة الهندوسية من منابعها الأساسية، وهي الفيدات وشروحها.
وقد تقلب هذا المؤسس بين عدة أطوار في حياته، من الثورة على عبادة شيفا، ثم المرور بمرحلة وحدة الكون، ثم الإيمان بالثنوية، إلى أن عاد واقتنع بديانة الفيدا القديمة، حيث وجدها لم تتأثر بالوثنية أو عبادة الأصنام، كما وجدها سالمة من النظام الطبقي الجائر.
يقدر عدد أتباع هذه الحركة بنصف مليون.
ومن أخطر أهداف هذه المنظمة: الدعوة إلى (شدى) يعني التطهير، ويعنون بذلك إعادة المسلمين الجدد إلى الهندوسية، وأنه بدخوله في الإسلام أو النصرانية قد تنجس، فلا بد من تطهيره.
وقد استطاع الشيخ: ثناء الله الأمرتستري رئيس جمعية أهل الحديث في الهند أن يقاوم هذه الدعوة الخبيثة من هذه المنظمة، وتمكن المسلمون بحمد الله من إخماد هذه الفتنة.
والكتاب الأساسي لهذه المنظمة أسمه(ستيارتها بركاش)، ألفه ديانند نفسه([40]).
نشرت صحيفة "بارتاب لاهور" الناطقة باسم منظمة "أريا سمج" في عددها الصادر في العاشر من يناير 1927م مقالا جاء فيه: "في هذا البلد (الهند) تـُشكَّل الحكومة وفقـًا للأرقام وهو ما يجعلنا نشعر بضرورة حركة "شودهي" وأنها أصبحت مسألة حياة أو موت، فلقد ازداد عدد المسلمين إلى 70 مليون نسمة - في الربع الأول من القرن العشرين - وهو مؤشر خطير على حياة الهندوس الذين يصل عددهم إلى 220 مليون نسمة، إن الهندوس يشعرون بصعوبة الحياة مع وجود 70 مليون مسلم، وإذا ما ازداد عددهم فإن الآلهة وحدها تعلم ماذا سيحدث للهندوس؟ وفي الحقيقة فإن حركة "شودهي" يجب أن لا نعطيها صفة القدسية فحسب، بل نعتبرها واجباً على كل هندوسي ليجعل غير الهندوس يعتنقون الهندوسية. وإذا لم يفعل الهندوس ذلك فإنهم سوف ينتهون تمامًا([41]).
وهي إحدى الحركات الأصولية الهندوسية المتطرفة، وحركة شودهي -التي تعنى التطهير أو الطهارة- تهدف إلى إجبار المسلمين على تبديل ديانتهم واعتناق الهندوسية. وقادتها يدعون صراحة إلى استخدام العنف من أجل تحقيق الهدف، من ذلك قول أحدهم: «لن تستطيع أن تقنع مسلمًا بتبديل دينه إلى الهندوسية إلا إذا أظهرت له قوة جسدك».
وتعتقد أن من أراد اعتناق الهندوسية من غير الهندوس عليه أن يَطعَم الجواهر الخمس: بول البقرة وروثها وحليبها والزبدة المصنوعة من حليبها واللبن المخثر من حليبها!!
ويقول الأمير "أمثي" أحد أمراء الهندوسية: عندما يتحول كل مسلمي الهند إلى الهندوسية عبر حركة "شودهي" فلن تستطيع أي قوة أن تقف في وجه حريتنا ( دلهي في 20/3/1926م)
وفي قصيدة هندوسية نـُشرت في 13/1/1927م : أيها الهندوس إذا كان هناك مشاعر دينية باقية في قلوبكم فيجب عليكم ألا تتركوا مسلماً واحداً في هذا العالم([42]).
وهي حركة فاشية تهدف إلى توحيد المنظمات الهندوسية لتطهير المجتمع الهندوسي من المسلمين وغيرهم، وهي تقوم على مقولة «إن بريطانيا للبريطانيين وفرنسا للفرنسيين وألمانيا للألمان، وأن الهند للهندوسيين». ويقول هارديال أحد قادتها: «إن جنة الدولة الهندوسية لن تكتمل إلا بتطهير شبه القارة من الإسلام وأي ديانة أخرى غير الهندوسية.. وأي هندوسي لا يؤمن بهذا المبدأ يعتبر ابنـًا عاقـًا لهذه الأرض المقدسة»([43]).
جناح المرأة في «برجرانغ دال»
وقد تأسس عام 1991.
التي يعتقد أنها استهدفت مساجد للانتقام بعد وقوع تفجيرات سابقة على مواقع دينية هندوسية نفذها مسلحون إسلاميون([44]).
جماعة إرهابية هندوسية متعصبة، تتولى مهمات الإحراق والفوضى.
إحدى الجماعات المتطرفة والمنشقة عن جماعات إرهابية أخرى.
إحدى أقدم المنظمات الهندوسية التي دبرت اغتيالات لكثير من القادة غير البراهمة.
مقرها الدائم في دلهي ورئيسها: أشوك سنغمل.
ومقرها الدائم في أحمد آباد ورئيسها هو رام كربال([45])
 
 
 
 
 
لا شك أن حصر مظاهر الأصولية الهندوسية هو من الصعوبة بمكان، فإن المتتبع للأحداث اليومية في هذا الصراع، والذي يتناول شبه قارة خلال ما يقارب القرن من الزمن ليحتار في ذلك الكم الهائل من المواقف العدائية، والوقائع الدموية، والأعمال التي تسجل في سياق تلك الأصولية.
وفيما يلي محاولة لترتيب مظاهر وتجليات تلك الأصولية في عناوين رئيسية محددة، أوردت تحت كل واحد منها بعض الشواهد والوقائع التي تندرج فيها، ولا أدعي أن هذه العناوين قد أحاطت بمظاهر تلك الأصولية الهندوسية الغالية، بل قد ركزت على التجليات العملية لتلك الأصولية، ولم تتسع لبيان الأصول التنظيرية لتلك الأصولية في أدبيات الديانة وما حوته كتبها المقدسة، ونطق به أصحابها، إلا ما جاء عرضاً ضمن هذه المظاهر–خصوصاً ما يتعلق بالقومية الهندوسية- فإن ذلك يستدعي دراسة موسعة، ومعرفة بلغة القوم، واطلاعاً على كتبهم وثقافتهم، وهذا مما ينقطع الزمن دون إدراكه.
فمن أبرز مظاهر الأصولية الهندوسية ما يلي.
وهي ما تقدم الكلام عنه في المبحث الأول.
وهو من أهم معالم الأصولية والتشدد عند الهندوس، حيث قام الهندوس بعمليات إرهابية عديدة، غالبها ضد المسلمين، تضمنت القيام بتفجيرات في أماكن التجمعات، والقيام بمجازر ومحارق دموية يندى لها الجبين، وقد كانت غالب هذه العمليات على مرأى ومسمع من الدولة الهندية، والتي كانت تقف في كثير من الأحيان بجانب الحياد إزاء تلك المجازر.
«الإرهاب الهندوسي»، ويطلق عليه الهندوس، الذين يسعون للانتقام من «الإرهاب الإسلامي»، «الإرهاب المضاد».
يقول البروفيسور أليف الدين الترابي: «إن تاريخ الهندوس مع المسلمين حافل بالمجازر والمذابح والاضطهاد، ومع أن المسلمين سمحوا للهندوس بحرية الديانة والتعبد إبان الحكم الإسلامي للهند، إلا أن الهندوسية وأتباعها استخدمت الوسائل الوحشية والإجرامية كافة لإبادة المسلمين وإنهاء الوجود الإسلامي في شبه قارة جنوب آسيا». ويضيف «لقد أخذت مشاعر العداء تجاه المسلمين تتطور وتتشكل على هيئة منظمات مسلحة إرهابية تقوم بحملات ضد المسلمين، أو على شكل أحزاب سياسية هندوسية تجهر بعدائها الواضح للمسلمين وتعتبرهم غزاة وليسوا سكانـًا محليين كغيرهم من الهنود» ([46])
ومن تلك العمليات:
 
في يوم 28 فبراير 2002م تجددت أعمال العنف ضد المسلمين لتشهد حرق المئات في أسوأ مجازر بشرية شهدها العالم على أيدي المتطرفين الهندوس، حيث قام مجموعة من الهندوس بإحراق 18 مسلما أحياء في مدينة أحمد آباد عاصمة ولاية (جوجارات) غرب الهند، وذلك وسط تصاعد التوترات بين الهندوس والمسلمين..وقال (بي.سي. باندي) - مسئول بالشرطة الهندية لوكالة الأنباء الفرنسية -: "إن الحادث وقع في حي شامنبورا بالمدينة الذي تقيم فيه غالبية مسلمة"، وتوقع ارتفاع حصيلة الضحايا.
.وفي اليوم التالي شن المتطرفون الهندوس هجوماً على مسلمي ولاية جوجارات، وأحرقوا ثلاثين مسلماً وهم أحياء.
وبدأ حصار المتطرفين الهندوس لمنازل ومساجد ومتاجر المسلمين في أحياء مدينة أحمد أباد، وإشعال النار على من فيها من المسلمين، وهو ما أدى إلى استشهاد 500 مسلم حرقا في أسوأ مجزرة بشرية، واندلعت المواجهات وأعمال العنف الهندوسي ضد المسلمين، وشارك فيها آلاف المتطرفين، وشملت عدة مدن وولايات منها ولاية جوجارات، وعاصمتها أحمد أباد ومدن سورات، وبافنجار، وفادودرا.
وفرضت السلطات الهندية حظر التَّجوال في 37 مدينة، ونشرت أعدادا من قوات الجيش؛ في محاولة للسيطرة على الموقف المتدهور، وصدرت التعليمات لهم بإطلاق النار على من أسموهم بالمشاغبين.
.وكانت حصيلة الضحايا المسلمين حوالي 2500 مسلم، وتشريد أكثر من مائة ألف معظمهم من المسلمين.
وقد جرت أحداثُ العنف ضد المسلمين على الوجه التالي:
1- الخميس 28-2-2002 تم إحراق 18 مسلما أحياء، وتعرضت متاجر ومطاعم ومنازل المسلمين ومساجدهم للتخريب على يد الهندوس.
2- الجمعة 1-3-2002 لقي أكثر من 122 مسلم مصرعهم حرقا على أيدي الهندوس في ثلاث مناطق متفرقة بمدينة أحمد أباد، وقريتين أخريين. ولقي ثلاثون مسلما مصرعهم حرقا وهم أحياء على أيدي متطرفين هندوس في ولاية جوجارات الهندية.
3- السبت 2-3-2002 كان نصيب مدينة "أحمد أباد" عاصمة ولاية جوجارات هو الأسوأ، إذ أشعلت حشود الهندوس النيران في متاجر المسلمين في ثلاث مناطق على الأقل، كما منعت عربات المطافئ من الاقتراب من هذه المتاجر لإطفاء النيران المشتعلة بها.
4- حسب ما أدلت به مصادر بالشرطة الهندية، لقي 7 مسلمين على الأقل يعملون بمخبز في مدينة فادودرا حتفهم حرقا، بعد اشتعال النيران فيهم أحياء.
5- نشر موقع "ياهو" على شبكة الإنترنت السبت 2-3-2002 تقريرا حول أحداث العنف، أكد فيه أن حشود الهندوس -التي وصفها "بالحقودة"- تواصل أعمالها الانتقامية بحرق منازل مسلمي الهند، وقتلهم بالجملة، وهو ما أدى إلى ارتفاع عدد الضحايا المسلمين إلى 408 شهيدا، من بينهم 40 رميا برصاص الشرطة، حسب سجلات الشرطة الهندية.
6- أكدت صحيفة تايمز البريطانية أن شرطة الهند تركت المسلمين يحترقون، وعبرت الصحيفة عن حالة الهندوس قائلة: "إن الآلاف من الهندوس تسلحوا بالمناجل، والسكاكين والهراوات، وتجمعوا على الطرق، وطوقوا بيوت القلة من المسلمين الهنود وأشعلوا فيها النيران.
وروت مراسلة "تايمز أون لاين" البريطانية تخاذل الشرطة فقالت: "بينما تحصن بعض المسلمين بمتاريس صنعوها لحماية أنفسهم، وصلت قوة من الشرطة مسلحة بالبنادق والهراوات، واستطاعت تفريق حشود الهندوس، ولكن الهندوس تجمعوا ثانية؛ وهو ما أصاب الشرطة بالضجر والملل، وقرروا ترك الساحة، ولما اعترض بعض المسلمين قائلين بأن الهندوس سوف يقتلوننا، رد عليه أفراد القوة شبه المسلحة بلا اكتراث: "ما من شي يمكننا عمله".([47]).
.وقد جاء هذا الحادث بعد يوم من تعرض ناشطين هندوس لهجوم في إحدى القطارات واندلعت به النيران؛ مما أسفر عن مقتل 58 شخصا، وكان القطار في طريقه إلى "أحمد أباد" عاصمة ولاية جوجارات قادما من مدينة "أيوديا" التي تضم موقع المسجد البابري وقيل إن المهاجمين من المسلمين، ووصُف الهجوم في حينه بأنه "إرهابي".
لكن تبين – فيما بعد- أن الحادث لم يكن له علاقة بالإرهاب، ونقل الموقع الإلكتروني لهيئة الإذاعة البريطانيةB.B.Ç 25مايو 2005م- عن محققين في تلك الواقعة قولهم: إن التحقيقات لم تتوصل إلى أية صلة للحادث بالإرهاب، كما جاء في تقرير اللجنة المكلفة بالموضوع..وقد تم تكوين اللجنة المحققة تحت رئاسة قاض سابق في المحكمة العليا من طرف الحكومة سنة 2004م. وقد قدمت تقريرها لوزارة الداخلية وحكومة غوجارات المحلية.
وقالت إن واقعة جودرا كانت نتيجة استفزازات متبادلة في محطة القطار بين ركاب (سريع سابمارتي) وباعة في المحطة معظمهم مسلمون..وقال مسؤول إن اللجنة أوصت بأن تتم محاكمة المتهمين الـ120 بتهم أخرى كالقتل العمد والتخريب والتجمع غير الشرعي والإساءة إلى النظام العام..وقد تبين من تقرير اللجنة أن تهم الإرهاب لم توجه للمتهمين إلا فيما بعد حيث أضافها الادعاء العام بعد سنة من الحادث..ويقول المراقبون إن التقرير قد يحرج حكومة جوجارات الهندوسية التي تؤكد وتكرر أن الحادث عملية إرهابية تم التدبير لها من قبل.
من جهتها اتهمت منظمة (هيومن رايتس ووتش) الأمريكية - المهتمة بحقوق الإنسان - أعضاءً في حزب (بهاراتيا جاناتا) الهندوسي الحاكم في الهند بالتورط بشكل مباشر في المساعدة على أعمال العنف في ولاية جوجارات..وأضافت المنظمة - في تقرير نُشر الثلاثاء 30/4/2002م-: "إن الهجمات تم تخطيطها وتنظيمها بمشاركة مهمة من الشرطة الهندية ومسئولي الحكومة المحلية التي يسيطر عليها حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي ذو التوجهات القومية".
.وفي 2007م كشفت صحيفة بريطانية عن تسجيل سري يثبت تورط حزب (بهاراتيا جاناتا) في التشجيع على قتل 2500 مسلم في ولاية جوجارات.. وقالت صحيفة (إندبندنت): إن حزب (بهاراتيا جاناتا) على الرغم من ذلك يصر على نفي المعلومات التي تثبت تورطه في تلك الجريمة إبان توليه لحكم ولاية جوجارات.
وكانت شبكة تليفزيونية محلية قد عرضت تسجيلاً سريًا أجراه مراسل مجلة (تيهيكا)، يكشف أن رئيس الولاية (نارندرا مودي) منح الهندوس الضوء الأخضر لشن هجوم على مسلمي الولاية بعد مقتل 58 هندوسيًا في حادثة القطار..وأشارت (إندبندنت) إلى أن مراسل المجلة السري قضى 6 أشهر وهو يصور النشاطات الهندوسية وأعضاء حزب بهاراتيا جاناتا، باستخدام كاميرا مخفية.
وأكدت التسجيلات أن مودي قال: إنه سيفجر مناطق المسلمين في مدينة أحمد آباد، ونقلت عن (هاريش بات) - من الجماعات الهندوسية التي تنتمي للحزب - قوله "إنه (مودي) أعطانا ثلاثة أيام للقيام بكل ما نستطيع، ولن يعطينا وقتًا آخر، لقد قال ذلك علنًا"..وفي 28 أبريل 2008م أمرت المحكمة الهندية العليا بفتح تحقيق جديد في أحداث العنف الطائفي التي شهدتها ولاية جوجارات..واكدت المحكمة على ضرورة التحقق من الدور الذي لعبه رئيس حكومة الولاية نارندرا مودي - وهو زعيم بارز في حزب بهاراتيا جاناتا الهندوسي المتطرف- في الاحداث..وقد أمر قضاة المحكمة بتشكيل لجنة تحقيق خاصة للنظر في ملابسات الاحداث على أن تطلع المحكمة على ما توصلت اليه من استنتاجات خلال فترة ثلاثة شهور.
وفي 31/10/2007م أصدرت محكمة هندية حكما بالسجن مدى الحياة ضد 8 أشخاص لدورهم في أعمل قتل وجرائم أخرى..وأدين المتهمون - وجميعهم من الهندوس - باحراق 7 مسلمين حتى الموت، كما أدين 3 منهم أيضا بالاغتصاب..كما أدين ثلاثة آخرون بتهم أقل خطورة وصدرت ضدهم أحكام بالسجن لمدة 3 أعوام!!.
.ومن بين المدانين عدد من زعماء ما يعرف بـ (هيشوا هيندو باريشاد) أو المجلس الهندوسي العالمي..ولم تقتصر التهم إلا على قضية واحدة فقط هي إحراق رجل مسلم هو الشيخ فيروز بهي من قرية إيرال بضاحية بانشاماهال، حيث قام المتهمون باحراق أسرته بالكامل وهم زوجته وإبنته وإبنة شقيقه ووالديه وجديه لأمه.
سراب العدالة
وبعد نحو 6 سنوات من المذابح التي ارتكبت بحقهم، لا يزال ضحايا اعتداءات الهندوس على المسلمين في ولاية جوجارات الهندية، ينتظرون يد "العدالة"، كي تنصفهم، بعد أن أدت الهجمات التي شنها الهندوس بدعم حكومي، إلى مقتل 2500 مسلم، واغتصاب 400 مسلمة..وذكر مركز أمان الحقوقي الأردني – في يوليو 2007م- إن الوفد الهندي الذي يزور مكتب منظمة العفو الدولية في واشنطن الأمريكية: "إنه من المؤسف أنه وبعد 6 سنوات من المذابح التي جرت بحق المسلمين في جوجارات، لا يزال مرتكبو الجرائم خارج يد العدالة".
وقال الوفد الهندي المكون من ثلاثة أشخاص، يرأسهم تيستا سيتلافاد (عضو لجنة حقوق الإنسان بالهند)، خلال اجتماع لهم مع أعضاء في منظمة العفو الدولية: "إن المسلمين الناجين من القتل الجماعي، لا يزالون ينتظرون إعادة تأهيلهم" بسبب الأزمة النفسية التي عاشوها..وأكد الوفد بأنهم لا يزالون يعيشون في مناطق عشوائية، حيث لا يحصلون فيها على مياه الشرب النظيفة، فيما ينتشر المرض والبطالة بينهم..وذكر الوفد أن حكومة منطقة جوجارات، لا تزال ترفض تقديم المساعدات لإعادة تأهيل المسلمين، أو بناء المساجد، أو مساعدة ضحايا القتل والإرهاب والاغتصاب هناك، بحجة أنها حكومة ديمقراطية.
يقول إدوارد لوس: " وإلى الآن عند كتابة هذه الصفحات (2006) لم توجه تهم القتل العمد أثناء أعمال العنف في ولاية غوجارات إلا إلى حفنة قليلة من الأشخاص، في حين ما يزال مائتي مسلم رهن الاعتقال دون محاكمة وفقاً لقوانين مكافحة الإرهاب في الهند بتهمة قتل ركاب قطار غودرا، ولم يعتقل هندوسي واحد وفقاً لهذه القوانين"([48]).
حيث تتعرض هذه الولاية (جوجارات) وغيرها من الوكالات لمجازر متعددة، ومصادمات مستمرة بين الهندوس والمسلمين
لا زال مسلسل الاضطهاد قائماً، مما حدا بعض مسئولي الشرطة إلى أن يصرح قائلا عن أحد الحوادث: «هذا الحادث انهى الاسطورة التي تقول ان الولاية عادت الى الحياة الطبيعية. وهو يظهر ان الاشتباكات يمكن ان تتفجر بين الطائفتين دون ان يحدث قدر كبير من الاستفزاز».
كما تقوم الطائفة الهندوسية بعمليات إرهابية واسعة ضد المسلمين في جوجارت وأحمد اباد بهدف إخراجهم من المنطقة أو تركهم لدينهم الإسلامي، في ظل التواطؤ المستمر والمتكرر من قبل الحكومة الهندية والتي يمثل فيها الهندوس الغالبية العظمي، ومنذ حادث هدم المسجد البابري والهندوس يقومون بعمليات إرهابية ومنها إحراق منازل المسلمين بمن فيها وتدمير ممتلكاتهم([49]).
كما كشفت كثير من أعمال العنف عن جماعة هندوسية إرهابية خططت لقتل حميد أنصاري، نائب الرئيس، وتآمرت لإقامة شبكة سرية لقتل المسلمين([50]).
 
وقعت هذه المجزرة في شهر رمضان، قتل فيها خمسة أشخاص، وقد طرحت عملية اعتقال سادفي براغيا سينغ شكور، المتهمة بالوقوف وراء عملية تفجيرية وقعت في مالغاون في التاسع والعشرين من سبتمبر مشكلة جديدة، فهي ابنة مناصر لمنظمة هندوسية يمينية «راشتريا سوايام سواك»، وكانت عضوا نشيطا في العديد من المؤسسات التابعة للمنظمة، ومنها الجناح الطلابي.
وتزعم الشرطة أيضا أن شكور، التي تبلغ من العمر 38 عاما، كانت قد أسست في عام 2002 منظمة تدعى «جاي فاند ماترام جين كاليان ساميتي»، وهي منظمة إرهابية هندوسية تعادي المسلمين والمسيحيين على نحو صريح، ويقال إن أدبيات المنظمة، التي يزعم أنها أخذت من مقرات منظمة «ساميتي»، تعمد إلى إثارة الفتن والقلاقل. وقد ألقي القبض على الراهبة بعد أن قامت الشرطة بتعقب ملكية دراجة بخارية استخدمت في تفجير مالغاون، ووجدت أنها تعود إليها وقد أظهرت محادثة تليفونية، أرسلت نسخة من فحواها إلى المحكمة، أنها تمتلك الدراجة بالإضافة إلى تورطها في التفجير الإرهابي في المدينة، حيث قالت في المكالمة التليفونية لأحد المتهمين: «لماذا قُتل عدد قليل جدا من الناس؟ لماذا لم تركن (الدراجة) في منطقة مزدحمة؟».
كما توجد علامات تثير القلق على أن المسلحين الهندوس لديهم صلة بالجيش الهندي، حيث قام المحققون باستدعاء ستة من ضباط الجيش من بينهم المقدم شريكانت براسات بوروهيت، وثمة اعتقاد بأن الضابط أقر بأنها كان على اطلاع بالمواد والمتفجرات التي استخدمت في الهجوم الذي وقع في مدينة مالغاون. ومن المفاجئ، أن يقال إن أحد المتهمين الإرهابيين الهندوس قال وهو تحت التنويم المغناطيسي، إنه خطط للقيام بالتفجير في مدينة مالغاون «ليبرهن على أن الهندوس ليسوا ضعفاء». وكشف المتهم أنهم مقتنعون بإرهاب الانتقام لأنه، حسب ما قالوه، «تعد الهجمات التفجيرية خارج المساجد الوسيلة الوحيدة لحماية القومية الهندوسية»، «وإلا سوف يعاملون مثل خدام». ويرون أن الهجمات المضادة هي الوسيلة الوحيدة لتحقيق توازن.
ويتبع معظم من ألقي القبض عليهم للارتباط بتفجير مدينة مالغاون، التنظيم الهندوسي اليميني «أبهيناف بارات»، الذي تتزعمه هيماني سافاركار، قريبة ناثورام غودسي، قاتل المهاتما غاندي. وجاءت هيماني دعما لسادفي براجيا، وقد وقفت أمام محكمة ناشيك، حيث كانت هناك جلسة استماع لها، لإظهار دعمها لها. وتقول هيماني: «هدفنا هو محاربة الإرهاب، والتوعية بمن هم الإرهابيون الحقيقيون، وتعليم الناس كيف يمكن لهم الوقوف أمام الإرهاب. كان يجب أن تقوم الحكومة بذلك، ولكنها عجزت عن منع حدوث هجمات إرهابية، وحيث أن الحكومة قد عجزت عن التصرف، كان يجب أن يكون هناك رد فعل. وإذا كان ما تدعيه الشرطة ضد سادفي سينغ والآخرين صحيحا، فإنه مجرد رد فعل على الإرهاب الحقيقي....»([51]).
بعد القمة التي جمعت بين الجنرال الباكستاني "مشرف" ورئيس الوزراء الهندي فآجباي في شهر يوليو عام 2001 ، توجهت طائفة من الهندوس المتطرفين بدعم من حكومة ولاية "آتريديش" إلى مدينة "كاشيبو" التي تبعد 15 كيلو مترًا من محافة "مراد آباد" بولاية أتريديش / ومن غير سبب أو أحداث خلفية شرعوا بقتل المسلمين والإعتداء عليهم. وقتل من المسلمين العشرات...وجرح آخرون ، ولم ينج من أيديهم الأطفال والنساء ، حيث ذكرت الصحف والمجلات الصادرة بعد بضعة أيام من الحادثة مشاهد وتفاصيل الإعتداءات على النساء وهتك أعراضهن واغتصابهن بعد اختطافهن إلى الغابة القريبة من الوقع ، وقد تبين أن رجال الأمن والشرطة شاركوا الهندوس ، كعادتهم ، في هذا الهجوم الوحشي على المسلمين([52])
وفي أواخر عام 2002، بدأت تظهر دلائل على أن جماعات هندوسية تسعى لامتلاك قدرات إرهابية.
في ديسمبر (كانون الأول) من ذلك العام، عثر على متفجرات بدائية الصنع في محطة السكك الحديدية في مدينة بهوبال، ومن الواضح أنها كانت تستهدف المسلمين الوافدين إلى المدينة للمشاركة في تجمع ديني.
وبعد عام، عثر على قنبلة أخرى في ضواحي بهوبال، في اليوم الأخير من التجمع الديني السنوي لجماعة «التبليغ» الدينية المسلمة.
وقد صنعت القنبلتان من نتروغليسرين يباع تجاريا، ومحشور داخل ماسورة يبلغ طولها أربع بوصات. وكانت العبوة الناسفة مرتبطة بجهاز تفجير يجري التحكم فيه عبر ساعة زمنية وهاتف نقال. إلا أن معظم مسؤولي الاستخبارات الهندية لم يروا في هذه النشاطات خطرا حقيقيا بالنظر إلى أن جميع العبوات الناسفة كانت ضئيلة الخطورة.
بدءا من عام 2006، توافرت مزيد من الأدلة حول سعي جماعات إرهابية هندوسية لتعزيز قدراتها الفتاكة.
وفي أعقاب وقوع تفجير عام 2008 داخل مدينة ماليغاون في ولاية ماهاراشترا الغربية بدأ يجري استخدام مصطلح «الإرهاب الهندوسي» أو «الإرهاب الزعفراني» على نطاق واسع. ويرجع ذلك إلى إلقاء فرقة مكافحة الإرهاب في الشرطة الهندية القبض على 10 من الهندوس في أعقاب التفجيرات، وإعلانها أن التحقيقات أكدت ضلوع جماعات هندوسية إرهابية فيها.
تولى قيادة التحقيق هيمانت كاركاري، رئيس فرقة مكافحة الإرهاب في ماهاراشترا، الذي قتل فيما بعد مساء 26 نوفمبر (تشرين الثاني) في تفجيرات مومباي الدموية. ووجه التحقيق أصابع الاتهام إلى منظمة «أبهيناف بهارات»، وقد كشف المسؤول العسكري أنه قدم مادة «آر دي إكس» لاستخدامها في تنفيذ تفجيرين آخرين ضد مسلمين، لكن تلقت فرقة مكافحة الإرهاب طلبا بعدم الكشف عن هذه المعلومات مع إلقاء شرطة حيدر آباد القبض على مجموعة إرهابية مقرها بنغلاديش تدعى «حركة الجهاد الإسلامي».
في تعليقه على هذا الأمر، قال السياسي البارز ديغفيجاي سنغ، هندوسي «سادت دوما فكرة أن الهندوس أناس وديعون مسالمون يمقتون العنف، وأن الهند أرض الوحدة والتنوع، وأن الإرهاب يقع دوما من جانب المسلمين. تلك كانت النماذج النمطية التي عايشناها وأعمت عيوننا عن حقيقة آخذة في التكشف يوما بعد آخر.
 لكن أعمال العنف التي اقترفتها بعض الجماعات الهندوسية تؤكد بما لا يدع مجالا للشك وجود ظاهرة بالفعل يمكن وصفها بـ(الإرهاب الهندوسي) يتعين تناولها بجدية لحماية الهيكل العلماني للهند».
وتعد بعض أكبر الهجمات التي نفذتها جماعات هندوسية انعكاسا واضحا لأي مدى يمكن أن تصبح هذه الجماعات دموية حال عدم كبح جماحها. وتضمنت الهجمات تفجيرات لعبوات ناسفة في ماليغاون في 8 سبتمبر (أيلول) 2006، مما خلف 37 قتيلا. ورغم أن إجراءات إلقاء القبض التي وقعت فور وقوع الهجمات شملت بعض الشباب المسلم، فإن الشكوك تتركز حاليا على جماعات هندوسية.
في 18 فبراير (شباط) 2007، وقعت تفجيرات في قطار «سامجهوتا إكسبريس»، مما خلف 68 قتيلا، معظمهم من الباكستانيين.
ووقع تفجير مسجد مكة في 18 مايو (أيار) 2007. وشملت عمليات إلقاء القبض الأولى قرابة 80 مسلما احتجزوا للتحقيق معهم، بجانب احتجاز 25 آخرين. إلا أن الكثيرين من هؤلاء أخلي سبيلهم الآن. ومرة أخرى، اتضح أن منفذي التفجير متطرفين هندوس.
في 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2007، وقع تفجير في أمجير شريف خلف 3 قتلى. ومن جديد، ألقي القبض في البداية على مسلمين ووجهت الاتهامات إلى جماعتي «حركة الجهاد الإسلامي» و«عسكر طيبة». وبعد ذلك ألقى المحققون القبض على ثلاثة متطرفين هندوس توجه لهم الاتهام.
في 16 أكتوبر 2009، وقعت تفجيرات غوا، مما أسفر عن مقتل اثنين. ووجهت الاتهامات إلى اثنين ينتميان إلى جماعة «ساناتان سانسثا». وجرى تنفيذ التفجير عبر زلاجة «سكوتر» مفخخة انفجرت عن غير قصد.
وكان من شأن هذه التفجيرات وعمليات إلقاء القبض التي أعقبتها خلق وعي على نطاق واسع بشأن هذه الجماعات الهندوسية المتطرفة، التي تعمل بمثابة تروس من داخل تروس وتعمد في هدوء إلى تعبئة الهندوس للقيام بثورة دينية([53]).
وإذا ما تجاوزنا أحداث انفصال الهند وباكستان التي أودت بحياة مليون مواطن فضلاً عن 17 مليون آخرين أجبروا على الهجرة، فإن المجازر التالية لذلك من قبل الهندوس هي مما يصعب إحصاؤه، وفي إلمامة سريعة للحوادث تبين أنه في عام 1964م كانت الحصيلة 1070 حادث، و2000 قتيل، وأكثر من 2000 جريح. وبين عامي 1965م و1984م وقع 310 حادث، والحصيلة 160 قتيلاً، و1685 جريحاً، وبين عامي 1985م و 1991م كانت الحصيلة 620 حادثاً، و660 قتيلاً، و6 آلاف و950 جريحاً. ([54])
 
وهو من أبرز معالم هذه الأصولية الجائرة، وهو –وإن كان مظهراً من مظاهر الإرهاب الهندوسي- إلا أن له اختصاصاً عند الهندوس من بين سائر الأصوليات.
وإذا ما فتحنا ملف المساجد وهدمها عند الهندوس، فإن أول وأبرز ما يقابلنا فيه القضية الكبرى للمسلمين الهنود، ألا وهي هدم المسجد البابري، تلك الواقعة الأليمة التي كان لها امتداداتها الكبرى في الصراع الإسلامي الهندوسي، والذي لا زالت تبعاته ممتدة منذ ما يقارب ربع القرن من بداية الاعتداء عليه، وما يزيد على الستين سنة منذ بداية المؤامرة عليه، ولذا ناسب إفراد الكلام عنه، والإشارة لما تبعة من هدم لمساجد أخرى.
نبذة تاريخية: يقع المسجد في مدينة أيوديا في الهند.
وقد قام ببنائه الإمبراطور الهندي (مغال) في القرن السادس عشر الهجري1528م (934هـ)، وكان ذلك المسجد قد بني في عشرينيات القرن السادس عشر على يد السيد مير باقي بيك الطشقندي حاكم إحدى الولايات أيام الملك المغولي بابر (أول إمبراطور مغولي في الهند)، وقد تميزت العلاقة بين المسلمين والهندوس في عهد الملك بابر بالانسجام والتآلف التام ولم يذكر أن وقعت مصادمات بين المسلمين والهندوس،وقد بدأ المسلمون يصلون فيهذا المسجد إلى عام 1885م(1302هـ)
ويقع المسجد على هضبة راماكوت، وهي الهضبة التي يؤمن الهندوس أنها مكان المعبد الذي ولد فيه الإله (راما). ويؤمنون أيضا أن المسجد بني على أنقاض المعبد وهو الأمر الذي لم يستطع علماء التاريخ الهنود إثباته بل قد أثبتت الدراسات الهندية الأخيرة أن المسجد قد بني على أنقاض مسجد آخر، فضلاً عن كون العديد من المؤرخين -وأغلبهم من الهندوس- يذكرون أنه لا يوجد دليل يؤكد أن رام كان له وجود في هيئة بشر، ناهيك عن ميلاده حيث يزعم المؤمنون به، والأهم من ذلك كما ما ذكروه من أنه لا يوجد أي دليل يؤكد أن بابور هدم معبد رام لكي يبني مسجده على نفس الموقع. وهذا يعني أن هدم المسجد وبناء معبد في محله لم يكن تصحيحاً لخطأ قديم بل كان بمثابة ارتكاب خطأ جديد ([55].)
والحق أن هذه الفرية الكبرى قد نشأت في أعقاب الاحتلال الإنجليزي لشبه القارة الهندية، حيث اتجه الإنجليز إلى إثارة الخلاف بين المسلمين والهندوس لشغلهم عن الاحتلال البريطاني للبلاد، وقد وشى الإنجليز إلى الهندوس في ذلك الوقت بأن الوثائق التاريخية تقول إن مسجد بابري قد بني على أنقاض معبد رام وقد كان لهذه الوشاية أثر كبير في بدء الصدام بين المسلمين والهندوس([56]).
بداية المؤامرة: بدأت قضية المسجد البابري في نهاية 1949م (1368هـ)حين أمر قاض متعصب بوضع قفل على باب المسجد ، بعد أن وضع متعصبون هندوس بطريقة مخادعة وسرية تماثيل "راما" داخل المسجد أثناء الليل ، ثم هرعوا صباح اليوم التالي إلى القاضي ليزعموا أمامه أن التماثيل ظهرت بمعجزة ، وبسبب ذلك ظل المسجد مغلقًا طوال هذه السنين بأمر القاضي الذي وضعه تحت وصاية كاهن هندوسي ، إلى أن جاء قاض آخر فأمر بتواطؤ مع حكومة راجيف غاندي بإزالة القفل وفتح المسجد أمام المتعبدين والزائرين الهندوس ، وذلك في أول فبراير (شباط) 1986م بينما المسلمون ممنوعون . منذ إغلاقه سنة 1949م . من الاقتراب من المسجد الذي تحرسه دوريات الشرطة والجيش ليل نهار . وبالرغم من كل هذه التطورات ، بما فيها وضع التماثيل في أرجاء المسجد ، فقد ظل المسجد قائمًا بقبابه ومنبره ومحرابه والنقوش الفارسية على بابه ، معلنة عن تاريخ بنائه واسم من بناه . وكان المتعصبون الهندوس ، الذين يدعون إلى إحياء الديانة والدولية الهندوسيتين في الهند . قد اهتدوا قبل سنوات إلى فكرة استغلال قضية تحويل المسجد البابري إلى معبد بهدف إثارة العواطف الهندوسية ، وكذلك لأجل بناء قاعدة صلبة للناخبين لكي يصوتوا لصالح حزبهم السياسي (بهارتيا جاناتا) الذي استغل قضية المسجد إلى جانب قضايا عاطفية أخرى فرفع عضويته للبرلمان الهندي خلال الانتخابات النيابية التي جرت في عام 1989م من مقعدين إلى 86 مقعدًا، وبلغ الحزب الذروة عام(1999)، حين فاز ب(183) مقعداً،  . فأصبح بذلك يتمتع بقوة كبيرة على الساحة السياسية الهندية بعد أن ظل على الهامش طوال العقود الأربعة التي تلت الاستقلال.
وتمكن الشوفينيون الهندوس ، مرة أخرى بتواطؤ مع حكومة راجيف غاندي ، من وضع أساس للمعبد على قطعة أرض ملاصقة للمسجد البابري ، وهذه القطعة جزء من مقبرة عامة للمسلمين تملكها هيئة أوقاف أهل السنة بولاية أوتار براديش . وكانت محكمة الله آباد العليا قد اعتبرت هذه القطعة ، التي يطالب بها الهندوس هي الأخرى ملكًا متنازعًا عليه . وبالتالي لم يكن للهندوس الحق في وضع أساس المعبد عليها قبل صدور حكم نهائي من المحكمة . وخلفت الحملة الهندوسية وراءها سلسلة لا تنتهي من الاضطرابات المعادية للمسلمين في شمال الهند ، وخصوصًا بمدينة بهاغلبور بولاية بيهار، حيث تم ذبح وحرق نحو ألف مسلم ، كما تم حرق عشرات من الأحياء والقرى المسلمة عن بكرة أبيها ، في ما وصفته الصحافة الهندية بأنه كان أسوأ اضطرابات من نوعها في تاريخ الهند المستقلة([57]).
تسلسل الأحداث:
- 1528 -1529 بني المسجد على أيدي مير باقي من سلالة البابري، لم يأت ذكر لمولد "إله" في موقع المسجد في أي من المراجع أو الوثائق حتى العام 1875م حيث بدأت فتنة الإنكليز الجديدة في الهند.
- 1934م هاجم الهندوس المسجد وهدموا إحدى قبابه ومدخله الرئيس.
- 1949م أدخل الهندوس أصناما "للإله رام" وأعلنوا استعادة المكان من المسلمين وبدؤوا يشاركونهم في استخدام المسجد.
-في 1984م، شكل مجلس الهندوس العالمي لجنة برئاسة حزب (فيشوا هندو باريشاد) لتحرير موقع مولد الاله راما وتشييد معبد تخليدا لذكراه.
وفي هذا العامكانت حصة حزب بهاريتا جناتا المتطرف مقعدين في البرلمان وعندما تحولت قرية هندوسية بكمالها إلى الإسلام في جنوب الهند، حذر حزب بهاريتا جناتا من خطر الإسلام على مستقبل الهندوس وبدأ يثير ضغينة الهندوس ضد المسلمين وكان مما رفعه من قضايا في ذلك الوقت موضوع مسجد بابري، حيث عقد مؤتمرات ومسيرات وندوات بطول البلاد وعرضها لتحريض الهندوس ضد المسجد والمطالبة بهدمه وإقامة معبد رام على أنقاضه، وقد لاقت دعوة أدفاني- زعيم حزب بهاريتا- صدى واسعا في الأوساط الهندوسية ترجمته نتائج الانتخابات عام 1989م عندما حصل على 88 مقعدا في البرلمان أي بفارق 86 مقعد عن نتائج الانتخابات السابقة ليحتل بذلك المرتبة الثانية بين الأحزاب السياسية في الهند!!
- في 1986م، شكل المسلمون لجنة مسجد بابري احتجاجا على اللجنة الهندوسية وأهدافها.
- في 1989م، وضع حزب (فيشوا هندو باريشاد) حجر الاساس لمعبد (راما) على مقربة من المسجد.
- في 1990م المتطرفون الهندوس يهدمون جزءاً من المسجد ورئيس الوزراء شاندرا شيكار يسعي لحل النزاع عبر المفاوضات.
- 1991م صادرت الحكومة الهندية 2077 هكتار من الوقف المحيط بالمسجد "7 من أكتوبر".
- 1991"25 من أكتوبر" أصدرت المحكمة قرارا بعدم البناء على الأرض المتنازع عليها والمحيطة بالمسجد.
- في 1991م، الحزب الهندوسي الوطني (باهاراتيا جاناتا) يفوز في انتخابات ولاية اوتار براديش و يتسلم السلطة.
- 1992م "19 من مايو" البدء بحفريات حول المسجد كأساس لبناء حائط المعبد.
- 1992م "13 من يونيو" قرار المحكمة بوقف الحفريات.
- 1992م "23 من يوليو" توصل إلى اتفاق مع رجل الدين الهندوس "لحل المشكلة سلمياً".
- 1992م "23 من نوفمبر" وصول 15000 جندي لحماية المسجد.
- 1992م "2 ديسمبر" 100000 من المتطرفين يحشدون جهودهم في أيوديا.
- 1992م "3من ديسمبر" وصول "القطط السوداء" وهم نواة الجيش الهندي- لحماية المسجد.
- 1992م "6 من ديسمبر" تدمير المسجد تدميرا كاملا، حيث قام 15000 هندوسي متعصب بهدم المسجد أمام أنظار العالم وهم من أتباع منظمة باهاراتيا جاناتا بارتي المنظمة الهندوسية المتعصبة، واتسعت الاضطرابات الدينية التي أوقعت أكثر من 3000 قتيل.
حيث قاد أدفاني مسيرته إلى مدينة ايوديا وهناك لم يلق أي اعتراض أو مقاومة من قبل رجال الشرطة فالمقاطعة يحكمها حزبه ويستطيع بالتالي أن يفعل ما يشاء خاصة وأن الحكومة المركزية في دلهي تدرك أن أي معارضة من جانبها لتحركات أدفاني سوف تضر بموقعها وبالتالي تركت له الباب على مصراعيه وفي الساعة الحادية عشرة من صباح السادس من ديسمبر تسلق أكثر من ألف متطرف هندوسي بالمسجد وفي أقل من أربع ساعات حولوه إلى كومة من الرماد، لقد بلغت هستيرية المتطرفين الهندوس حدا بعيدا في عدائهم للمسلمين
-1992م "6من ديسمبر" الوعد بإعادة بناء المسجد.
- 1992م "12 من ديسمبر" مشروع حكومي يقترح بناء المسجد، ومعبد في نفس المكان!.
- 1993م "مارس وأبريل": بناء المعبد الهندوسي وإغلاق ملف المسجد.
-في 1998م، تشكيل حكومة ائتلافية برئاسة اتال بيهاري فاجبايي. وحزب فيشوا هندو باريشاد يتعهد للمرة الثانية باقامة المعبد في أيوديا ([58]).
-المحاكمة الجائرة، والمداهنة السافرة.
لقد شهدت المحاكم الهندية صراعاً مريراً بشأن قضية المسجد البابري منذ سنوات طوال، حيث قرر القضاء الهندي منع كل الأطراف من بناء أي شيء في الموقع قبل البت في القضية، لكن هذا لم يمنع الهندوس من بناء معبد مؤقت في موقع المسجد التاريخي.
وحلاً لهذا النزاع كونت الحكومة الهندية لجنة مختصة تضم عدداً من خبراء الآثار لعمل مسوحات جيولوجية على الأرض التي كان عليها مسجد بابري التاريخي بالهند بهدف تحديد ملكية الأرض وما إذا كان عليها آثار تثبت وجود معبد على تلك الأرض قبل بناء المسجد كما يدعي الهندوس.
وجاء قرار اللجنة مؤيداً للحق الإسلامي في أرض المسجد، حيث أثبت التقرير عدم عثور اللجنة على أية آثار هندوسية تدل على وجود معبد هندوسي، حيث قامت اللجنة بمسح ثلاث طبقات من الأرض، وتيقنت من رجوع ملكية الأرض للمسلمين من خلال وجود آثار تدل على وجود منازل مسلمين قبل بناء المسجد. وأوصت بإعادة بناء المسجد، ولكن المجلس الهندوسي العالمي رفض إعادة بناء المسجد، حيث جاء تقرير اللجنة بعكس ما كان يرجو الهندوس المتطرفون، وهدد زعماء المجلس الهندوسي العالمي بإحداث اضطرابات وأعمال عنف وأعلنوا أنهم لن يسمحوا بوجود أي مسجد على تلك الأرض أو بالقرب منها([59]).
وأخيراً، وفي سبتمبر 2010 أصدرت المحكمة العليا بمدينة الله آباد بولاية أوتارا براديش، قرارًا يقضي بتقسيم موقع المسجد إلى ثلاثة أقسام، ثلث للمسلمين، وثلثان للجماعات الهندوسية المختلفة، حيث حكم "أغلبية القضاة بأن المكان هو الذي شهد جلوس راما على العرش، إنه مكان ميلاد راما"([60]).
وأما عن محاكمات المجازر التابعة لهدم المسجد: فقد أصدرت محكمة هندية حكما بالسجن مدى الحياة على 14 هندوسيا بتهمة قتل 116 مسلما وحرق جثثهم في ارض مزروعة بالقرنبيط خلال واحدة من أكثر أعمال العنف الديني دموية بالهند قبل نحو 20 عاما.
وقالت محكمة ابتدائية في منطقة بهاجالبور بولاية بيهار بشرق الهند نظرا لان القضية لا تندرج تحت "اندر القضايا النادرة" فانه ليس بالامكان الحكم بالاعدام.
وكان المتهمون وبينهم شرطي جزءا من الحملة التي شنها غوغاء هندوس وأفضت الى ذبح 116 رجلا وامرأة وطفلا من المسلمين بالسيوف والخناجر في 27 أكتوبر تشرين الاول عام 1989. وقتل أكثر من الف شخص معظمهم مسلمون في بهاجلبور خلال أعمال الشغب([61]).
في جريمة مماثلة لهدم المسجد البابري الأثري، قام متطرفون هندوس بهدم مسجد أثري يعود إلى العهد المغولي في 27 من يوليو 2001م، وبناء معبد هندوسي مكانه في زمن قياسي.. وهو مسجد أثري يسمى بـ"مسجد سواي بهوج" ببلدة (أسيند) الواقعة بمديرية (بهيلوارا) التابعة لولاية راجاستان الهندية.
وقد أنشأ هذا المسجدَ جيشُ الإمبراطور المغولي، حين عسكر بهذه المنطقة في القرن السادس عشر الميلادي، وهو مسجد من الطراز "القلندري" الذي يقوم بدون سقف ويتضمن جدارا في ناحية الكعبة وقاعدة مرتفعة وثلاث منارات.. وهذا المسجد يتبع مجلس الأوقاف بالولاية، وهو تنظيم حكومي يرعى الأوقاف الإسلامية.
وتكتمت سلطاتُ المنطقة هذه الجريمةَ فلم تصل أخبارُها إلى عامة الناس إلا عندما خرجت صحيفة (هيندو) بهذا الخبر على صدر صفحتها الأولى.. وقالت الصحيفة وقتها: إن تكتم السلطات يعود إلى خوفها من تدهور الوضع الأمني نظراً لوجود توتر شديد في المنطقة بين الطائفتين المسلمة والهندوسية عقب هذا الحادث.
وقد وقع هذا الحادث الإجرامي عندما هجم نحو (300) هندوسي على المنطقة يوم جمعة، فحرقوا الخيام ثم اتجهوا إلى المسجد وأزالوه من الوجود، كما فعلوا عند هدم البابري، ثم أحضروا مواد البناء وأقاموا معبداً على أنقاضه، يتضمن قاعدةً من المرمر وتمثالاً لبعض آلهتهم المزعومة، وتم كل هذا قبل مجيء مساء الجمعة حسَب رواية الصحيفة، في حين شوهدت كوكبة من الشرطة بالمكان بدون حَراك.. ومن الواضح من سياق الأحداث وسرعة إنشاء المعبد أن العملية لم تكن عفوية بل كانت الخطة معدة سابقاً.
وقد تم الكشف عن الحادث عندما تقدم أحدُ المسلمين من مدينة أسيند بشكوى لمجلس الوقف الذي يشرف على المسجد في ولاية "راجاستان"، واتهم أمين مجلس الأوقاف (ناصر علي نقوي) سلطات المديرية بالتقصير في أداء واجبها وطالب بإعادة المسجد كما كان سابقاً، وقال بأن السرعة التي أقيم بها المعبد تدل على أن العملية كانت قد حبكت مسبقاً([62]).
ومساجد أخرى:
إن هدم المساجد والاعتداء عليها ومحاولة تدنيسها مسلسل مستمر في أنحاء الهند المختلفة، فبعد تدمير المسجد البابري، ادعى المتطرفون الهندوس أن مسجدين آخرين فيهما مقابر هندوسية، وحاولوا الاستيلاءَ على مسجد آخر في نيودلهي، ومنعت الشرطة رجال حركة (فيشوا هندو باريشاد) ومنظمة الشباب التابعة لبارانج دال، من أداء شعائرَ هندوسيةٍ في مسجد "قوة الإسلام" في مجمع قطب، وتقول المجموعات الهندوسية: إنها تريد إعادة بناء معبد هندوسي يزعمون أن الحكام المسلمون دمروه وكان في مكان المسجد.
كما أعلن المتطرفون الهندوس أن مسجد شاهي- أكبر مسجد تاريخي في العاصمة دلهي- قد بني فوق أحد المعابد الهندوسية وقد بدأ بالفعل التخطيط لهدم المسجد إضافة إلى ثلاثة آلاف مسجد آخر يراها الهندوس قد بنيت على أنقاض معابدهم دون تقديم دليل واحد يؤكد هذه المزاعم.
تعرض مسجد مكة التاريخي بولاية حيدر أباد لأعمال إرهابية استهدفت تفجيرَه بعدة قنابل، وذلك في أثناء تجمعِ نحوِ ثمانية آلاف من المصلين في المسجد لصلاة الجمعة، مما ترتب عليه استشهادُ 14 مسلما في هذا الحادث الأليم الذي تسبب في أعمال عنف ومصادمات بين المسلمين والهندوس.
وقد جاء هذا الحادث بعد وقوع انفجارين العام الماضي (2006م) بمساجد المسلمين، أحدهما في مسجد بغرب الهند، أسفر عن سقوط 32 شهيدا، والآخر في المسجد الجامع في نيودلهي
وعموما فإن السيرة الهندوسية الجرارة لن تقف عند حد اغتصاب المسجد البابري . فالهدف التالي المعلن هو عيد كاه (مسجد مخصص لصلوات العيدين) بمدينة ماتورا ، ومسجد غيان وابي بمدينة وارانسي لتحويلهما إلى معبدين هندوسيين . وسيكون هدفهم بعد ذلك "استعادة" ما بين 300 إلى 3000 مسجد يزعمون أنها أقيمت على أرض خاصة بمعابد هدمها المسلمون إبان حكمهم الطويل على الهند . الأمر الذي يعني أنهم بصدد برنامج عاطفي طويل الأمد لترويع المسلمين وإنهاكهم وإخضاعهم في أنحاء الهند ، وهو نفس ما تهدف إليه الاضطرابات المعادية للمسلمين التي يثيرونها([63]).
 
أيديولوجية «الهندوتفا» ، التي يعود عمرها لنحو قرن من الزمان، يقصد بها وجود مركب متكامل من القواسم الدينية والثقافية والانتماء لأرض واحدة وملامح اجتماعية متشابهة ومستقبل تسود فيه قيم الديانة الهندوسية على غيرها من الديانات، وتسترد مجدها القديم الذي «دنسه» المسلمون والمسيحيون والسيخ. وهذه الحركة بالغت في عدوانها ضد المسلمين كما برز في أحداث ولاية غوجرات ، وتقدم بيانها.
الهندوتفا.. نهج فاشي ضد المسلمين
ترى ما السر الكامن وراء هذا النهج الفاشي ضد المسلمين؟. تسوق الهندوتفا حزمة من الاتهامات وفي مقدمتها:
1- أن مسلمي الهند لا يتطلعون إلى الهند كوطن لهم بل إلى باكستان، الدولة المتأصلة في العداء للهند، ذات الفكر السياسي المتحجر، والتي تعاني من أزمة هوية، وتتشكل من مجتمع سكاني يحكمه متطرفون لا همَ لهم سوى "محو الهند" من الوجود، والذين لا يتورعون عن التهديد بإشعال حرب جديدة (حتى لو كانت حربا نووية) من أجل السيطرة على جامو وكشمير، وذلك لإكمال مهمة التقسيم التي لم تنته منذ عام 1947.
2- يعتبر تحول قرية بأسرها هي قرية ميناكشيبورام -وعددها 1000 نسمة- في ولاية تاميل نادو من الهندوسية إلى الإسلام في 19 فبراير 1981 نموذجا على ما يقوم به المسلمون في الهند، مستغلين الدولارات النفطية (التبشير الديني البترودولاري) لتحويل الطبقات الهندوسية الفقيرة عن دينها، وذلك من خلال علاقة مسلمي الهند بالدول العربية البترولية ذات النهج السلفي، وهي نفس الدول التي قدمت الدعم المالي لشراء التقنيات الأجنبية لبناء القنبلة النووية "الإسلامية" في باكستان.
3- أن التحيز الذي اتبعته الدول العربية السلفية في استقدام العمالة المسلمة (غير الهندوسية) قد أدى إلى تهديد السلم الاجتماعي في البلاد. فالانتعاشة التي شهدها المسلمون نسبيا في الثمانينات، بعدما جنوا ثمار عملهم في دول الخليج، بدت آثارها الاقتصادية في ولايات أوتار براديش ومهراشترا وأندرا براديش وكيرلا، حيث ازدهرت أحوال بعض المسلمين في هذه الولايات؛ فبنيت المنازل والمدارس والمتاجر والمصانع، وقد تم اعتبار ذلك من قبل الهندوتفا ثمنا في مقابل أنشطة غير قانونية يتحتم على مسلمي الهند القيام بها من قبيل دعم باكستان ونشر الإسلام في ربوع الهند وتمويل الحركات الأصولية والميليشيات الجهادية.
4- يتعاون المسلمون مع المخابرات الباكستانية لتنفيذ أعمال إرهابية على الأراضي الهندية سواء في المدن الكبرى أو من خلال التعاون مع التنظيمات الكشميرية المسلحة التي تقدرها السلطات الهندية بالعشرات، وفي مقدمتها حركة المجاهدين، وجبهة تحرير كشمير، وحركة الأنصار، وعسكر طيبة، وجيش محمد، والأخيرتان مدرجتان على لائحة الإرهاب الأمريكية.
وإذا كانت باكستان قد صنعت سبع قنابل نووية، فإن هناك قنبلة ثامنة قوامها، على الأقل، عشرة ملايين من المسلمين المواليين لباكستان في الهند على استعداد لإشعال التمرد في صالح باكستان.
5- أن المسلمين طائفة منشقة تستحق نفس السحق الذي لقيته حركة الانشقاق السيخية في عام 1984. ولتأكيد ذلك يمكن استحضار موقف وزير الدفاع الهندي جورج فيرناندز –في معرض دفاعه عن حكومته اليمينية التي سكتت عن مذابح غوجرات 2002- أمام انتقاد حزب المؤتمر بقوله: "لماذا ينتقدنا حزب المؤتمر على موقفنا من تلك الأحداث، وكأن هذه هي المرة الأولى التي تقتل فيها أم، أو ينتزع جنين من بطن أمه، أو تغتصب ابنة أمام أبيها، أو يقتل أحدهم حرقا.. ألم يتعرض السيخ لكل ذلك في دلهي على يد الهندوس تحت حكم حزب المؤتمر في عام 1984؟".
6- أن المسلمين في الهند تمتعوا بسياسة "استرضائية" من قبل حزب المؤتمر الذي كان يغازلهم وينافقهم طمعا في أصواتهم. وقد أدى ذلك إلى أنه في الوقت الذي كان فيه المسلمون يتمردون ويضربون الهندوس ويدمرون معابدهم كانت حكومة حزب المؤتمر تسترضيهم وتستميل الخونة منهم. وحافظت الحكومات العلمانية على ممارسة المسلمين لقوانين الأحوال الشخصية دون الالتزام بقانون البلاد العلماني، كما منحتهم بعض الامتيازات في كشمير، وقدمت لهم منحا مالية لتسيير رحلات الحج وصيانة الأوقاف الإسلامية.
7- حين تجد نفسك أمام أطلال في الهند، وحين تصل إلى آثار هندوسية مهدمة، فتلك بصمات الإسلام، أما حين تجد نفسك أمام الإبداع فأنت، لامحالة، أمام الهندوسية؛ الهندوس شعب مبدع، حنون، ثاقب الرؤية، متسامح دينيا، بينما المسلمون شياطين ذوي نزعة تدميرية موروثة. وإذا لم يندمج المسلمون في المجتمع الهندوسي وظلوا "كالسكر في اللبن" رافضين الذوبان، فإن عليهم أن يواجهوا مصير حبة من الليمون قطعت ثم عصرت فجفت ثم ألقي بها فوق كومة من القمامة. ومهما أبدى المسلمون من سلوك مسالم ظاهريا، فإن هذا لا يخفي حقيقة أنهم "ياوان ساناب Yawan Saanp"، أي "ثعابين وافدة من خارج البلاد".
8- إذا كان المسلمون يرفضون التهم السابقة ويرغبون حقا في أن يصبحوا جزءا من الأمة الهندية؛ فيجب عليهم الكف عن الإصرار على تمييز أنفسهم والإذعان لتحقيق الشروط الأساسية لإكمال عملية الاندماج وهي:
• القبول اللامشروط بالهندوسية مركزا للحضارة الهندية.
• إغلاق المدارس الدينية التي تعمل بشكل مواز للتعليم الهندي و"ترضع" أبناء المسلمين الأفكار الانعزالية وتمثل "مفارخ للإرهابيين".
• تبجيل واحترام الرموز الهندوسية الأساسية وفي مقدمتهم الإله "رام" وتبجيلهم كأبطال لحضارة البلد الذي يعيشون فيه، وليس مجرد النظر إليهم كشخصيات دينية هندوسية.
• الإقرار بأن حكام المسلمين (الغزاة) قاموا خلال الفترة من 1000 إلى 1875م بتدمير أعمدة الحضارة الهندية وخاصة المعابد الهندوسية في مختلف أرجاء البلاد.
• سحب كافة الادعاءات حول الأحقية في خصوصيات دينية مثل الخضوع لقوانين إسلامية خاصة بمجال الأحوال الشخصية أو مطالبة الدولة بمنح مالية لدعم مؤسساتهم التعليمية فضلا عن حظر ذبح الأبقار.
نهاية عهد التمييز الإيجابي
الاتهامات السابقة تصور المسلمين باعتبارهم عقبة مانعة في وجه تقدم الهند إلى مصاف الدول الكبرى، لكن البحث والمراجعة النقدية تظهر أن هذه الاتهامات صُكت بشكل غوغائي في مجتمع فقير وأمي، ليس هناك من شعار يمكنه أن يلعب بعقله وقلبه أكثر من الدين.
وقد فند عدد من الباحثين، مسلمين وهنودا، أبرز هذه الاتهامات خاصة في ظل تناقض تلك التهم مع واقع حال المسلمين الاقتصادي والتعليمي المتخلف، الأمر الذي يجعلهم يصنفون في فئة المهمشين "الداليت" ويعيشون أوضاعا أسوأ من تلك التي كانوا عليها قبل الاستقلال؛ فبعد أن كان نهرو يضمن نوعا ما من التمييز الإيجابي لصالح المسلمين في الهند -الذين رفضوا الهجرة إلى باكستان برغبتهم وفضلوا البقاء في وطنهم الهند-، مارست الحكومات المتعاقبة في العقود الثلاثة الأخيرة سياسة الحفاظ على قدر من التمييز الإيجابي لكن لصالح المهمشين من الهندوس وغيرهم من الطبقات المتأخرة بمن فيهم سكان القبائل، وذلك لتحقيق أغراض سياسية بغية ضمان بقائهما تحت جناح الهندوسية وللمتاجرة بالشعور بالذنب تجاه هذه الفئات التي عاشت مهمشة لآلاف السنين تحت مبررات القدر الإلهي الذي خلقهم من نسل متدن.
كما تراجعت كل المزايا التي كانت لفقراء المسلمين مقارنة بما يحصل عليه فقراء الهندوس من عائدات الضرائب التي يكفلها لهم قانون توزيع الضرائب بتخصيصه بلايين الروبيات سنويا للهندوس دون غيرهم من القوميات.
أما القول بأن المسلمين يستفيدون من قوانين الأحوال الشخصية، فهم في ذلك سواء مع الأقليات والتجمعات القبلية الأخرى وعلى ذات النحو الذي تمتع به الهندوس من مثل هذه القوانين في عهد الهند البريطانية.
وبالنسبة لكشمير فقد أعطيت لها هذه الوضعية الخاصة لا تمييزا لمسلميها عن بقية الشعب الهندي بل من أجل أن تضمن دلهي بقاءها تابعة، ولا تختار الانضمام إلى باكستان المجاورة. بل إن هذه الوضعية الخاصة قد سلب أغلبها وأصبحت عرضة للتدخل من قبل الهند بدرجة تفوق ما هو واقع في باقي الولايات خاصة مع التدخلات الأمنية الكثيفة التي تمارسها القوات الهندية في الشطر الخاضع لها من جامو وكشمير.
أما قضية الإعانات المالية للحج، فقد أقرت في عام 1974 حينما تعرضت رحلات الحج بالسفن إلى التوقف في أعقاب أزمة النفط، وقد أخذت الحكومة على عاتقها دفع فرق ثمن السفر جوا في تلك الفترة. هذا الامتياز تعرض بدوره، في السنوات الأخيرة، للتراجع حين هددت الحكومة المسلمين أكثر من مرة بأن هذه الإعانة عرضة للإلغاء، وهذه لم تكن بقضية رفعها أو طالب بها المسلمون وإنما كانت مبادرة حكومية.
ويعترف أحدث تقرير حكومي عن واقع المسلمين في الهند قُدم إلى مجلس الوزراء في عام 2007 إلى أنهم الأقل تعلما والأكثر فقرا والأكثر بطالة مقارنة ببقية الهندوس. بل إن حالة المسلمين الاجتماعية والاقتصادية أدنى من الطبقات الهندوسية الفقيرة في الهند بشكل عام، وحذر هذا التقرير من أن الأوضاع المأساوية لمسلمي الهند تهدد الأمن القومي نظرا لوجود أغلب هؤلاء المهمشين في أوساط المسلمين إما في مناطق حدودية (مع باكستان وبنجلاديش)، أو على البوابات الساحلية للبلاد.
وتكشف الزيارات الميدانية التي يمكن أن يقوم بها أي باحث لمناطق انتشار المسلمين في الهند عن كونهم لا يختلفون من حيث الملامح الأنثروبولوجية عن بقية الهنود، إذ لا يمكنك التفرقة بين المسلم والهندوسي في شوارع بومباي أو دلهي أو غيرهما إلا حين يؤذن للصلاة فيهب عدد من الناس إلى المسجد. كما لا يتمتع المسلمون بأية ميزة اقتصادية تجعلهم محط حسد وغيرة من الأغلبية الفقيرة على عكس ما تروج له الدعاية الهندوسية المتطرفة، فالمسلمون مشتركون مع الهندوس في حالة الفقر وتدني مستوى الدخل بشكل عام، وهم بالتأكيد أقل حظا من الهندوس في التعليم، ويترتب على ذلك أن فرصهم في العمل أقل، وهو ما يفسره بعض المسلمين بأنه اضطهاد وتمييز([64]).
لقد كشفت كثير من الأبحاث عن مدى الأحلام التوسعية التي يذكرها الأصوليون الهندوس، حيث يحلمون بالهند الكبرى حدودها من قناة السويس غربًا إلى سنغافورة شرقًا،
كما أن العداء الهندوسي للإسلام هو امتداد للتاريخ العدائي والعقائدي من الهندوس للمسلمين ومقدساتهم، على خلفية الكتب الهندوسية المليئة بالكره والعداء للعقيدة الإسلامية حيث يزعم كثير من القادة الهندوس الآتي:
1- أن الكعبة المشرفة كانت معبدًا للإله راما الهندوسي، وأنه تحول عن الكعبة بعد أن جاء النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالإسلام، وأنه لا بد وأن يأتي يوم ـ على حد زعمهم ـ يعود فيه الهندوس إلى الجزيرة العربية ، ويقومون ببناء معبد الإله راما على أنقاض الكعبة، والدليل على ذلك الإجراءات التي اتخذتها الحكومة الهندية حينما تحولت آلاف المساجد إلى معابد وأحياء سكنية، كما منع الأذان ومنعت الصلاة في العديد من المساجد الأخرى التي تم تسليمها إلى دائرة الآثار، وما حادثة المسجد البابري الذي تم هدمه في ديسمبر 1992م من قبل الهندوس وبمباركة حكومية إلا دليل واضح على الحقد الهندوسي نحو الإسلام والمقدسات الإسلامية، وكذلك محاصرة مسجد حضرت بال الشهير، وإحراق مسجد شرار شريف، ومسجد شاه همدان وغيرها من مساجد كشمير.
2- أشار فيلسوف الهند الشهير (بي. إن. أوك- في كتابه Research Ïndian Historical Some Biunders of " هناك بعض الأخطاء في البحوث التاريخية للهند- .. وهناك دلائل عديدة يستنتج منها أن الجزيرة العربية خضعت لسلطان الملك الهندوسي فيكراماديتيا كما أن هناك أدلة أخرى تؤكد أن المعبد (الكعبة- يعود في بنائه إلى عام 58ق .م على يد الملك فيكراماديتيا بدليل وجود شعار المهاديف ـ أحد آلهة الهندوس ـ في الكعبة ذاتها وهو ما يطلق عليها اليوم اسم الحجر الأسود عند المسلمين!! ، ويقول تحت عنوان: تجاهل حكومة الملوك الهندوس من جزيرة "بالي "إلى حدود" البلطيق" ومن كوريا إلى الكعبة، أن هذه الدولة العظمى كان يطلق عليها بهارت ورشا كما أن المصطلح نفسه كان يطلق على المعمورة بأكملها، وهذه الدولة كانت تشمل معظم البلاد في قارتي آسيا وأوروبا .. وإن كافة البلاد التي تبدأ بلفظ (هند- أوإندو- مثل الهند الصينية أو إندونيسيا، وغيرها كانت أجزاء هذه الدولة الهندوسية العظمى! كما أن كافة البلاد التي تنتهي بلفظ (ستان- أيضًا كانت أجزاء لهذه الدولة الهندوسية العظمى، مثل: أفغانستان، وكردستان، وتركستان، وعربستان).
3- زعم الهندوس أن رسول الإسلام كان هندوسيًا وأنه ولد على الديانة الهندوسية .
4- صرح أحد كبار الدبلوماسيين الهندوس وهو الدكتور إس. آر. باتيل في كتابه "السياسة الخارجية للهند": بقيت أفغانستان لمدة طويلة جزءًا من الهند، وإن إيران مهمة جدًا للهند نظرًا لحاجتها إلى البترول في العهد الحاضر، وكذلك حاجة الهند للبترول تجعلها تهتم بالبلاد العربية أيضًا .. ومن الضروري جدًا بالنسبة للهند أن تسيطر على سنغافورة والسويس اللذين هما بمثابة الباب الرئيس، وإذا تغلبت عليهما قوة معادية أخرى فستعرض الهند واستقلالها للتهديد([65]).
5-وقد تقدم في الكلام على منظمة (آر إس إس) أن من مطامعها الخارجية، -كما يعلنه قادتها- أن باكستان، وبنغلاديش، ونيبال، وبهوتان، وبورما، وسريلانكا، لا بد أن تنضم إلى الهند، وأن على الهند أن تعمل وتستعد لذلك.
والحاصل أن الهندوس يحلمون ببناء دولة الهندوس الكبرى ليس فقط في جنوب اسيا بل ايضا في شرق وغرب آسيا خاصة في العالم العربي اذ تقول الاسطورة الهندية ان الامبراطورية الهندوسية كانت تمتد ذات يوم في سنغافورة في الشرق الى نهر الشيل، مرورا بشبه الجزيرة العربية، وفي هذا الصدد قال نهرو في كتاب disscover india إن الهند كما خلقتها الطبيعة لا يمكنها ان تلعب دورا ثانويا في شؤون العالم، فاما ان تعتبر من القوى العظمى او لا تكون.
ويفسر الدبلوماسي الهندي اس باتيل في كتابه foreign policy of india بالقول من المهم للغاية ان تسيطر الهند على سنغافورة وخليج السويس اللذين يشكلان البوابتين الرئيسيتين لها، واذا ما فرضت قوى اخرى نفوذها عليهما فانها تهدد بذلك استقلال الهند، كما أن حاجة الهند للنفط تجعلها تهتم بدول الخليج العربي ، إضافة إلى أن كتب الهندوس القديمة تتحدث عن دولة الهندوس الكبرى التي يجب ان تضم المنطقة الممتدة من مضيق ملاقا وحتى منطقة قناة السويس وهو ما قد يفسر الحروب الثلاثة التي شنتها الهند ضد باكستان في 1947 و1971 والحملة العسكرية ضد سريلانكا 1980.
ويتصور حزب بهاراتيا جاناتا والمنظمات الهندوسية المتطرفة الاخرى ان المسلمين الهنود يعتبرون انفسهم مسلمين اولا ثم مواطنين هنودا ثانيا، ولهذا لابد من "هنودتهم" اولا وبعد احداث 11 ايلول 2001 بدأ غلاة الاصوليين الهندوسيين اثارة العداء ضد الاسلام كدين، والمسلمين الهنود كمواطنين في بعض ولايات الهند واعتبر المتطرفون الهندوس ان عليهم الانتصار لثقافة وقيم الهندوس مثلما يفعل الاميركيون في افغانستان دفاعا عن حضارة الغرب وتقدمه، ودعا بعضهم الولايات المتحدة للوقوف الى جانب الهند في جامو وكشمير كما بدأت حكومة نيودلهي باعادة النظر في المناهج الدينية في المدارس والمعاهد الاسلامية لتبتعد عما يرتبط بالعنف والارهاب كما يزعم الاميركيون([66]).
«أناندا مارجا».. اسم لجماعة صغيرة متعددة الجنسيات تعيش في مصر بشكل سري، هذه الجماعة تعتنق إحدي الديانات الهندوسية ـ وهي تحمل نفس الاسم ـ التي تقوم فكرتها علي تناسخ الأرواح، والبحث عن الإله الغائب، ويكمن الخطر الحقيقي لهذه الجماعة في أنها تقوم بالدعوة إلي هذه الديانة بشكل منهجي مخطط وبعيداً عن الأمن مستغلة في ذلك المتوافدين عليها بدعوي تعلم رياضة «اليوجا».
في شارع أحمد حنفي المتفرع من شارع حسين الدسوقي بحدائق المعادي، وداخل شقة تزيد مساحتها علي ٢٥٠ متراً، بدأت مجموعة من ثلاثة أفراد دعوتها لإحدي الديانات الهندوسية، وتسمي أناندا مارجا «ananda marga»، مستغلة في ذلك شباب الطبقة الراقية من الراغبين في تعلم رياضة اليوجا، حيث تتخذ هذه الجماعة من «اليوجا» مدخلاً لدعوتها، فتقوم بتكوين مجموعات من الشباب المؤمن بفكرها وعقيدتها، ثم تعدهم بعد ذلك لاستقطاب شباب الطبقات الدنيا من خلال إغرائهم مادياً ومعنوياً لاعتناق هذه الديانة.
ثم تحدث الكاتب عن فرنسية تدعى مرسيل، وهي فتاة فرنسية تعيش بمصر منذ ثماني سنوات عرفت عليهم في ظل ظروف نفسية سيئة كانت تعيشها بسبب فشل قصة حب.قول مرسيل: إن الجماعة أقنعتها في البداية بممارسة طقوس اليوجا للخروج من هذه الأزمة، لكن مع مرور الوقت ومع تطور علاقتها بهم، وانتهاء كورس اليوجا، أقنعوها بضرورة اعتناق ديانتهم،وتعترف مرسيل بأنها اعتنقت هذه الديانة واستمرت في أداء طقوسها، حتي تم ترسيمها «ديدي» أو كاهنة، بعد ذلك تعرفت علي شاب مصري مسلم أحبته، وكانت ترغب في الزواج منه، وهنا واجهتها المشكلة الكبرى، حيث إن هذه الديانة تحرم الزواج مطلقاً للكهنة، بالإضافة إلي اكتشافها أن هذه المجموعة تقوم بقتل كل من يخرجون عليها.
وتؤكد مرسيل أن قلة عدد معتنقي هذه الديانة في مصر هي ما حالت دون قتلها،وتشير مرسيل إلي أن عدد المصريين من معتنقي ديانة «ananda marga» كان يبلغ أثناء انخراطها في هذه العبادة حوالي ٦٠٠ فرد، في حين وصل إجمالي معتنقيها من المقيمين في مصر من الجنسيات المختلفة ما يزيد علي ٣٠٠٠ شخص.
ويذكر «محمود أحمد خليل»، -وهو طبيب حاولوا استقطابه- أنه اكتشف أنهم أقنعوا عددًا كبيرًا من أبناء الطبقات الراقية في المعادي بضم أبنائهم إلي المركز بحجة تعلم اليوجا، لأنها تساعد علي النمو الذهني والفكري لدي الأطفال، ثم يقومون بعد ذلك بتعليم الأطفال تعاليم وقيم ديانة «ananda marga».
دخلت هذه المجموعة مصر لأول مرة ـ حسب أحد أعضائها ـ عام ١٩٩٢ لمساعدة ضحايا زلزال أكتوبر الشهير، وبعدها رحلوا، ليعودوا مرة أخري منذ عدة أعوام مضت.
ويتمثل الخطر الحقيقي لهذا الكيان في تركيزه علي بث الأفكار الداعية لهذه الديانة عبر الأطفال وأبناء الطبقات الراقية في البداية فقط، لكن هدفهم الحقيقي هو أبناء الطبقات الفقيرة.
ومن الإجراءات العملية التي قام بها الهندوس في هذا الصدد:
ابتداءً من عام 2008، أثارت الهند قضية شائكة وخطيرة، وهي قضية تجنيس العمالة الهندية في دول مجلس التعاون الخليجي، ومنحهم حقوقاً سياسية تتوازن مع مواطني هذه الدول، وعدم تحديد مدة بقاء عمالتها في دول المجلس بوصفها عماله مهاجرة، وليست عمالة وافدة.
طرحت الهند هذا المطلب في "حوار المنامة"، الذي عقد في 18 ديسمبر 2008، وفي جلسة مغلقة بعنوان "العمالة والأمن"، مستندة على الاتفاقيتين الدوليتين الرقم 97 لسنة 1949، والرقم 143 لسنة 1975، واللتين تنصان على أحقية العامل، الذي يمضي على وجوده في الدولة التي يعمل بها أكثر من خمس سنوات، الحق في أن يتحول من وافد إلى مهاجر.
كان الدافع ـ الظاهر ـ للمطلب الهندي، هو اتخاذ دول مجلس التعاون الخليجي إجراءات نحو تحديد سقف زمني لبقاء العمالة الأجنبية في هذه الدول مدته لمدة خمس سنوات فقط، ويستثني من ذلك العمالة الماهرة التي تحتاج إليها، ومن ثم أرادت الهند إعلان موقف مسبق يتعارض مع قرار دول مجلس التعاون الخليجي.
أما الدافع الحقيقي، فهو يتعلق بإستراتيجية الهند في القرن الحادي والعشرين وتوسيع نطاق نفوذها في المناطق ذات الأهمية الإستراتيجية، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، وذلك من منطلق أنها تعد قوة ناشئة سوف يكون لها دور رئيس في العالم، على المدى البعيد.
فإذا نجحت الهند في تغيير التركيبة السكانية الخليجية، وتحويل دول الخليج إلى ولايات هندية، بكل ما يعنيه ذلك من آثار ثقافية واجتماعية، فإن ذلك سوف يؤدي بدوره إلى تحويل هذه المنطقة من المنظومة العربية، إلى أن تصبح جزءاً من المنظومة الهندية تأتمر بأوامر الهند.
ورفض هذا المطلب تماماً من دول الخليج، استناداً إلى أن الاتفاقيات الدولية تحدد نسبة وجود العمالة بحيث لا تزيد عن 15% من إجمالي عمالة الدولة، وهو ما لا يتوافر في حالة الهند، حيث تفوق أعداد العمالة الأجنبية في بعض دول الخليج أعداد مواطنيها الحقيقيين. ودللت على ذلك بأن العمالة الهندية في دولة الإمارات عام 2007 بلغت حوالي 2.4 مليون نسمة، وهي تشكل نسبة 36.5% من تعداد السكان؛ بينما يشكل مواطنو الإمارات الأصليون نسبة 13.48%، من تعداد السكان فقط ([68])
 
ولدت الهند وإسرائيل بفارق سنةٍ واحدة، في العامين 1947 و1948، كلاهما على أنقاض الإمبراطورية البريطانية، عقب مسارٍ تقسيميّ اتّسم بالعنف. ودخلا كلّ من جهته في حلقة صراعات معقّدة، تميّزت بمواجهات مسلّحة متكرّرة([69].)
نشأة وتطور العلاقات الهندية الإسرائيلية
بعد انطلاق عملية التسوية السلمية بين العرب وإسرائيل بمؤتمر مدريد في أكتوبر/ تشرين الأول 1991 أعلن رئيس وزراء الهند ناراسيما راو (حزب المؤتمر) يوم 29 يناير/ كانون الثاني 1992 إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين الهند وإسرائيل، وتبادلت الدولتان السفراء.
غير أن هذا التاريخ كان نقطة تحول في هذه العلاقات ولم يكن بداية نشأتها، إذ ترجع هذه النشأة إلى اعتراف الهند واقعيا بإسرائيل يوم 17 سبتمبر/ أيلول 1950 بموافقتها على تأسيس مكتب تجاري لها في بومباي -حيث توجد أقلية يهودية- ليشرف على هجرة يهود الهند والعراق وأفغانستان إلى إسرائيل، وهذا المكتب هو الذي تحول إلى قنصلية إسرائيلية في يونيو/ حزيران 1953 في أعقاب زيارة المدير العام للخارجية الإسرائيلية والتر إيتان إلى الهند عام 1952 لمناقشة الخطوات المطلوبة لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين.
وعلاقات المتعصبين الهندوس بالصهاينة ليست بأمر جديد، بل ظلت -مختلف أحزابهم ومنظماتهم منذ ظهور إسرائيل - تطالب بإقامة العلاقات وتعضيد التعاونمع الدولة التي تعجبهم بطولتها وصمودها وهزيمتها للمسلمين، بل وطردها إياهم منبلادهم.
-ففي سنة 1955م طالب حزب "الجان سانغ" في قرار رسمي بإقامةالعلاقات مع إسرائيل، وهو الحزب الذي سبق للمتعصبين استخدامه كواجهة سياسية قبلتطويره إلى حزب "بهارتيا جاناتا" الحاكم. وحين انتخب "واجباي" نائبًا فيالبرلمان لأول مرة سنة 1957م طالب في أول خطاب له بالبرلمان إقامة العلاقات معالكيان الصهيوني. وحين أصبح "واجباي" وزير خارجية بحكومة "مورارجي ديساي" دعا وزيرالخارجية الإسرائيلي "موشي دايان" إلى زيارة الهند (سرًّا) سنة 1978م، فزارها،وتمَّ الاتفاق خلال الزيارة على إقامة العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، إلا أنحكومة حزب جاناتا سقطت وعادت "إنديرا غاندي" إلى الحكم فلم يتحول حلم المتعصبين إلىحقيقة.
     وظل الأمر على هذا المنوال إلى أنانتُخِب نارسيمها رئيسًا للوزارة، فزاره وفد برئاسة منظمة "راشتريا سوايام سيواك"الهندوسية المتعصبة التي تقود كل المنظمات المماثلة، فسأله رئيس الوزراء الجديد -وكان محسوبًا على المتعصبين وخرج من صفوفهم - عمَّا إذا كان لهم من طلب، فأجابهرئيس المنظمة: لنا طلب واحد وهو أن تقيم العلاقات مع إسرائيل. فوعده نارسيمها"خيرًا"، وهكذا أقيمت العلاقات بين الهند والكيان الصهيوني! ([70])
إن كان حزب المؤتمر (يساري معتدل) هو الذي أقام علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فإنّ الحزب الهندوسي المتطرف، "بهاراتيا جاناتا BJP"، هو الذي دفع بهذه الشراكة إلى أوجها ومنحها كامل معناها، خلال تواجده في السلطة بين العامين 1988 و2004. فهذا الحزب المتخوّف من العالم الاسلامي، لا بل المعادي له، لم يجِد أيّ حرجٍ في الإفصاح عن مؤازرته الصريحة لتل أبيب. صحيحٌ أنّه في مجال السياسة الداخلية، لم يشعر هذا الحزب إطلاقاً بأنّه مقيّد برأي الأقلّية المسلمة الهندية، على عكس حزب المؤتمر؛ إلاّ أنّ ظروف ما بعد 11 أيلول/سبتمبر قد سمحت بتعزيز هذا الرابط الجديد؛ فقد راق لحكومة التحالف التي ترأسّها حزب "بهاراتيا جاناتا" الترويج لفكرة إنشاء جبهةٍ للديموقراطيات الليبرالية، في مواجهة تهديد الإرهاب الإسلامي. ويمكن اعتبار استضافة الحكومة الهندية لرئيس الوزراء آرييل شارون، في أيلول/سبتمبر 2003، احتفاءً بذكرى... اعتداءات 11 أيلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، تجسيداً رمزياً لذلك.
أفضت هذه الرؤية السياسية إلى الحلم بمثلّثٍ استراتيجيّ بين إسرائيل والهند والولايات المتحدة([71]ÂJÇ)، حيث قال: "اجتمعنا هنا اليوم لنتذكّر معاً فظاعة الإرهاب، وللاحتفاء بتحالف المجتمعات الحرّة الملتزمة محاربة هذا الوباء. كانت كلّ من الولايات المتحدة والهند وإسرائيل، أهدافاً أساسية للإرهاب. وعليها أن تواجه معاً هذا الشبح الرهيب نفسه، ألا وهو إرهاب الأزمنة المعاصرة"(. عقب ذلك، جرت نقاشات بين ممثّلين عن الحكومات الثلاث، خصوصاً حول مسائل الدفاع ومحاربة الإرهاب، في حين كان يتمّ على خلفيّتها تقاربٌ مصيريّ بين مجموعات الضغط المُوالية للهند ولإسرائيل في واشنطن(.)[72])[73]) وقد تمّت صياغة هذه الفكرة للمرّة الأولى في 8 أيار/مايو 2003، من قبل براجيش ميشرا، الذي كان حينها مستشاراً قوميّاً للأمن الهندي، خلال العشاء السنوي الذي تنظّمه الجمعية اليهوديّة الأميركية (
وقد وصلت إلى الهند أول دفعة عسكرية من القوات الصهيونية إلى منطقة لداخ الكشميرية؛ للمشاركة في الأعمال العدوانية التي ترتكبها قوات الاحتلال الهندوسي ضد المسلمين في كشمير. وقال موقع المجاهدين على شبكة الإنترنت إن شهود عيان أكدوا أن 50 سيارة «جيب» كانت تقل أكثر من 200 خبير صهيوني وصلت إلي منطقة «ترتك»([74]).
والجدير بالذكر أن إسرائيل أصبحت مصدراً ثانياً لتقديم الأسلحة للهند بعد روسيا التي تأتي في المرتبة الأولى، وقد قام وزير الخارجية الهندي جسوانت سنغ في وقت سابق بزيارة للكيان الصهيوني وعلى أثر تلك الزيارة تشكلت مجموعة عمل مشتركة بين البلدين لمحاربة الإرهاب الأصولي – حسب زعمهما - وتبادل المعلومات بين البلدين في هذا السبب وتدريب قوات الأمن الهندية على تصدي النشاطات العسكرية للمجاهدين في إقليم جامو وكشمير المحتل بما اكتسبته القوات الإسرائيلية من خبرة في قمع انتفاضة الأراضي الفلسطينية المحتلة.
من ناحية أخرى فإن الحرب الأخيرة على خط الهدنة في كارغل عام 1999م التي نشبت بين الهند وباكستان، وتصاعد أعمال المقاومة المسلحة في الإقليم المحتل دفعت الهند إلى الدخول في تحالف إستراتيجي مع الكيان الصهيوني.
صفقات الأسلحة المبرمة بين البلدين والمقدرة ببلايين الدولارات والتي بموجبها ستزود إسرائيل الهند بنظام شبكة صواريخ من نوع "باراك" لأسطولها البحري، بالإضافة إلى نظام المراقبة الإليكتروني "جادجتري" الذي ستقيمه الهند على طول حدودها مع باكستان وخط المفارقة في كشمير المحتلة وذلك لحد عمليات التسلل عبر الحدود، وهناك اتجاه تسعى فيه السلطات الهندية حثيثاً لإحاطة خط الهدنة الفاصل بين كشمير المحتلة وباكستان بسياج أمني من نوع "كاتواير" كالذي تستعمله إسرائيل في حدودها الشمالية مع لبنان.
ومما يجدر ذكره أن الحزب "بهارتيا جانتا" الذي يقود التحالف الوطني الديموقراطي الحاكم في الهند يتزعمه رئيس الوزراء أتال بهاري فاجبائي جاء إلى السلطة عام 1998م وعلى أثره قام مستشار الأمني القومي الهندي سكرتير رئيس الوزراء براجيش مشرا بزيارة الكيان الصهيوني.
العميد "الميجر جنرال" دايان كان قد تقلد هذا المنصب في عهد رئيس الوزراء السابق يهود باراك وقد شارك في حرب عام 1967م وفي حرب عام 1973م والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982م. ([75])
          وتمثلت أهم المحطات في تاريخ البلدين منذ الستينيات على النحو التالي:
في عام 1962 وعندما اشتعلت الحرب بين الهند والصين طلب نهرو من رئيس الوزراء الإسرائيلي بن غوريون مساعدات عسكرية تمثلت في نوعيات محددة من الأسلحة الإنجليزية الصنع التي كان يستخدمها الجيش الهندي، مثل الهاون 81 مم و120 مم ومدافع الميدان 25 رطلا وذخائرها، وقد استجابت إسرائيل بسرعة للمطالب الهندية، ودعم هذا الموقف الهندوسي الداعي إلى تطوير العلاقات مع إسرائيل.
في عام 1963 قام عضوا حزب المؤتمر الهندي تي أس باهيتمان وشاكر رغو ناثان بتعليمات من نهرو بزيارة إسرائيل لدعم التعاون العسكري بين البلدين، ورداً على هذه الزيارة قام رئيس الأركان الإسرائيلي ديفد شالفيت بزيارة الهند، حيث قام بتوقيع اتفاقية عسكرية للتعاون الاستخباراتي والتدريبات المشتركة وتلبية احتياجات الهند العسكرية (في هذه الفترة كان هناك تعاون عسكري بين الهند ومصر في مجال تطوير مقاتلة التدريب النفاثة ومجالات دفاعية أخرى).
في عام 1965 وبمناسبة حرب الهند مع باكستان قدمت إسرائيل للهند كميات ضخمة من الأسلحة والمعدات العسكرية خاصة في مجال الصواريخ المضادة للدبابات وقذائف المدفعية وأجهزة الاتصالات. وفي 1967 أرسلت الهند لإسرائيل كميات ضخمة من قطع غيار مركبات القتال التي تحتاجها إسرائيل خاصة بالنسبة لدبابات إم إكس 13، وفي أعقاب هذه الحرب أرسلت الهند وفدا عسكريا إلى إسرائيل للوقوف على الخبرة الإسرائيلية في القتال على أكثر من جبهة وكذا تخطيط وتنفيذ العمليات البرية الشاملة.
تكثفت الزيارات بين المسؤولين العسكريين للبلدين في السنوات الثلاث الأخيرة من الستينيات، وكان أبرزها زيارة قائد سلاح الطيران الهندي لنظيره الإسرائيلي في مايو/ أيار 1970، وكان لهذه الزيارة ثمارها في الحرب التي شنتها الهند على باكستان في 1971 وأسفرت عن إنشاء دولة بنغلاديش، وفي هذه الحرب قدمت إسرائيل كميات ضخمة من ذخائر المدفعية والدبابات والصواريخ المضادة للدبابات.
بعد حرب 1973 تعددت زيارات الوفود الهندية لإسرائيل للحصول على خبرات الحرب الإلكترونية، وعقب غزو لبنان 1982 حرصت الهند على الحصول على الخبرة الإسرائيلية في مجال توجيه الضربات الجوية باستخدام طائرة الاستطلاع والإنذار المبكر الإسرائيلية Ë2Ç، وانعكس هذا في طلب الهند من إسرائيل تزويدها في التسعينيات بنظام فالكون للإنذار المبكر.
عقب فوز راجيف غاندي في انتخابات 1984 أخذت النزعة البراغماتية تطغى على سياسات حزب المؤتمر، فتكثفت العلاقات مع إسرائيل من خلال الاتصالات المباشرة. وقد ساعد على ذلك اتجاه الحرب الباردة إلى نهايتها ودخول الدول العربية في مفاوضات مع إسرائيل, ونشأت حاجة الهند إلى إسرائيل كي تدعم العلاقات الهندية مع الولايات المتحدة.
يوم 12 مارس/ آذار 1992 قام وكيل الخارجية الهندية جي إن ديكشت بزيارة لتل أبيب في أعقاب أحداث العنف في بومباي التي راح ضحيتها أكثر من 350 شخصا، كما قام وزير الدفاع الهندي الأسبق شارا دايا وار بزيارة لإسرائيل لمشاهدة معرض للتكنولوجيا الزراعية الدولية المقام هناك وشاركت فيه نحو 500 شركة هندية.
وبين زيارة بيريز للهند في أبريل/ نيسان 1993 التي وضعت أسس العلاقات بين البلدين في المجالات المختلفة وزيارته لها يوم 7 يناير/ كانون الثاني 2002 -لاسيما في ضوء توتر الموقف بين الهند وباكستان عقب حادث الهجوم على البرلمان الهندي يوم 13 ديسمبر 2001- سعت إسرائيل لتنسيق مواقفها مع الهند خاصة ضد باكستان وإيران بذريعة مقاومة الإرهاب. وبين هاتين الزيارتين يمكن رصد المحطات الآتية في تطور علاقات البلدين:
قفز ميزان التبادل التجاري بين البلدين من 202 مليون دولار عام 1992 إلى 1085.8 مليون دولار عام 2000، وكان بيريز أثناء زيارته الأولى في 1993 قد أبرم اتفاقيتين ومذكرتي تفاهم في مجالات الثقافة والسياحة والنقل الجوي والعلوم والزراعة والتكنولوجيا والاستثمارات الخارجية والتعاون الاقتصادي، كما قام وزير الزراعة الإسرائيلي أثناء زيارته للهند عام 1993 بتوقيع مذكرة تفاهم لنقل التكنولوجيا الزراعية من إسرائيل إلى الهند, وتخصيص 2000 هكتار للأبحاث الزراعية بجانب 50 ألف هكتار أخرى يجري العمل فيها بولاية مهارشترا الهندية من قبل خبراء إسرائيليين.
زار رئيس اتحاد الصناعات الهندي جمشيد إيراني إسرائيل في سبتمبر/ أيلول 1993، كما زار الهند في نفس العام وفد اقتصادي إسرائيلي مكون من عشرة أعضاء يمثلون اتحاد الصناعات الإسرائيلي برئاسة المدير التنفيذي لمجموعة دلتا جليل الصناعية إحدى كبريات شركات النسيج الإسرائيلية.
سعيا للاستفادة من المزايا التي حصلت عليها إسرائيل في الأسواق الأوروبية والأميركية بدخول المنتجات القادمة من إسرائيل بدون رسوم جمركية –شرط أن يكون 35% منها قيمة مضافة في إسرائيل- قام اثنان من رجال الأعمال الهنود المقيمين في أوروبا بإقامة مشروعين في إسرائيل: أحدهما للمنسوجات في منطقة بئر سبع بتكلفة 15 مليون دولار ويستورد احتياجاته من الغزل من الهند بقيمة 10 ملايين دولار سنوياً، والآخر خاص بحامض الكبريتيك بتكلفة 120 مليون دولار.
في عام 1994 تم توقيع اتفاق للتعاون الزراعي والعلوم والتكنولوجيا والبحث والتدريب، ومنحت الهند وإسرائيل كلاً منهما الأخرى ميزة الدولة الأولى بالرعاية، كما تم توقيع اتفاق لمنع الازدواج الضريبي وآخر في مجال الاتصالات، وأثناء زيارة الرئيس الإسرائيلي عزرا وايزمان للهند عام 1996 تم توقيع أربعة اتفاقات للتعاون الصناعي والزراعي والفنون والطاقة، وارتفع حجم التجارة بين البلدين حتى بلغ 994.4 مليون دولار عام 1999.
عقب زيارة وزير الداخلية الهندي أدفاني لإسرائيل في يونيو/ حزيران 2000 قام وزير الخارجية الهندي بزيارة تل أبيب يوم الثلاثين من الشهر نفسه، حيث اتفق مع نظيره الإسرائيلي على تأسيس لجنة وزارية مشتركة لمكافحة الإرهاب، كما اتفق الجانبان على الاجتماع كل ستة أشهر لإجراء مناقشات إستراتيجية مشتركة.
في أغسطس/ آب 2000 قام شمعون بيريز بزيارة الهند للحصول على دعمها في المباحثات التي كانت جارية مع الفلسطينيين تحت إشراف الرئيس الأميركي بيل كلينتون في كامب ديفد، كما قام المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية أموس بارون بزيارة نيودلهي في سبتمبر/ أيلول 2000 تحضيرا لإبرام صفقة عسكرية كبيرة من المعدات الإسرائيلية.
هدفت الهند من وراء تعاونها مع إسرائيل إلى تطوير علاقاتها الشاملة مع الولايات المتحدة، من ذلك مثلا أن رئيس الوزراء الهندي فاجبايي في زيارته للولايات المتحدة في سبتمبر/ أيلول 2000 في إطار قمة الألفية للأمم المتحدة، حرص على الحصول على دعم اللوبي اليهودي الأميركي في مباحثاته مع الإدارة الأميركية في مجال الحصول على احتياجات الهند الدفاعية أو التكنولوجية أو الاقتصادية, زاعماً أن الهند تقف في وجه ما أسماه بالإرهاب الإسلامي في جنوب آسيا، ومن ثم فهي في حاجة إلى الدعم والمساندة الأميركية في هذه المواجهة.
أيضا استطاعت إسرائيل أن توظف عنصر المهاجرين الروس إليها لتنفذ إلى الدول التي اعتمدت في منظماتها العسكرية على التسليح السوفياتي كالهند للدخول في عمليات تطوير هذه الأسلحة وتزويدها بما يلزم من معدات، وقد كان سقوط الاتحاد السوفياتي متزامناً مع نمو العلاقات الهندية الإسرائيلية.
وسعت إسرائيل من وراء تطوير علاقاتها مع الهند إلى الاستفادة من ميزة السوق الهندية الواسعة خاصة في المجالين العسكري والتكنولوجي، وإلى تحويل الهند من صديق إستراتيجي للعرب إلى صديق إستراتيجي لإسرائيل، وتنشيط جبهة باكستان الهندية لوقف أي احتمال لتطوير القدرات النووية الباكستانية كعنصر تهديد لإسرائيل.
 
 
التعاون العسكري الهندي الإسرائيلي
تعددت مجالات التعاون بين البلدين، رغم حرص الهند الدائم على التصريح بأن علاقاتها مع إسرائيل هي كعلاقة أي دولة معها في العالم، وأن ما يذكر عن التعاون في تقارير كثيرة عن تعاون إستراتيجي بين البلدين خاصة في المجال النووي لا يزيد على كونه تقارير إعلامية. ومن أبرز مجالات العلاقات بين الهند وإسرائيل المجالان العسكري والأمني.
المجال العسكري
في يوم 16 أبريل/ نيسان 1997 ضبطت السلطات السريلانكية أربع حاويات تحمل 18 طناً من مواد كيماوية تستخدم في صناعة غاز الأعصاب، وكانت هذه الحاويات قادمة من بومباي إلى إسرائيل, فقد شمل التعاون العسكري بين البلدين مبيعات معدات عسكرية وأسلحة وتدريب وتطوير، وقد بدأت عمليات بيع الأسلحة والمعدات العسكرية كما تقدم في عام 1962 أثناء الحرب الهندية الصينية، وتطورت عام 1965 أثناء الحرب الهندية الباكستانية، ثم في الحرب الهندية الباكستانية في 1971، ثم أخذت هذه العلاقات تتنامى كوسيلة للحصول على التكنولوجيا الغربية والأميركية من البوابة الإسرائيلية.
وقد عرض الوفد الأمني المرافق بيريز أثناء زيارته للهند عام 1993 بيع نظام رصد وتحكم في النيران للدبابة الهندية أرغون، وتحديث الأسلحة والمعدات السوفياتية (دبابات ت 55 و62 و72 ومقاتلات ميغ 21) وإمداد الهند بذخائر المدفعية 155 مم وصواريخ مضادة للدبابات ونظم رادارية. وفي منتصف عام 1998 قررت الهند شراء 16 طائرة بدون طيار من إسرائيل من نوعيات هنتر وسكاوت بالإضافة إلى محطة تحكم خاصة بإدارتها. وعندما تفجرت أزمة كارغيل في كشمير يوم 26 مايو/ أيار 1999 وافقت إسرائيل على مطالب الهند من الأسلحة والمعدات والذخائر الإسرائيلية التي كانت الهند قد تقدمت بطلب شرائها قبل نشوب هذه الأزمة خاصة القنابل الجوية الموجهة بالليزر.
وعندما فرضت واشنطن عقوبات على كل من الهند وباكستان بسبب التفجيرات النووية عام 1998، تمكن اللوبي اليهودي من تمرير عملية بيع نظام إلكتروني إسرائيلي متقدم إلى الهند من إنتاج مصانع الطائرات الإسرائيلية ÏÂÏ، وتغاضت واشنطن عن هذه الصفقة بعد أن كانت تعترض عليها.
وفي 29 مايو/ أيار 2000 نشرت مجلة ديفنس نيوز الأميركية أن الهند تسعى لشراء أنظمة دفاعية مضادة للصواريخ من إسرائيل، وأن سلاح البحرية الهندي يتفاوض على شراء أنظمة مضادة للصواريخ من مؤسسة الصناعة الحربية الإسرائيلية روفائيل، كما أن وزارة الدفاع الهندية مهتمة بشراء سبعة أنظمة من طراز باراك المضادة للصواريخ بتكلفة 25 مليون دولار لكل منها على أن يتم تسليمها في غضون عامين.
وفي يوليو/ تموز 2001 وقع البلدان على عقد بقيمة مليار دولار تزود إسرائيل بمقتضاه الهند بنظام رادار متطور وطائرات بدون طيار وتجدد لها عددا من طائرات سلاح الجو الهندي, ثم أعقب ذلك في يناير/ كانون الثاني 2002 وأثناء زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي شمعون بيريز إلى نيودلهي الإعلان عن صفقة قيمتها 250 مليون دولار لبيع طائرات رادار إسرائيلية من طراز فالكون.
ولم يقتصر مجال العلاقات العسكرية بين الهند وإسرائيل على الأسلحة والمعدات العسكرية التقليدية فحسب، ولكنه امتد إلى المجال النووي. ويرجع تاريخ التعاون النووي بين البلدين إلى عام 1962 عندما وقعا اتفاقاً للتعاون النووي بينهما يتم بمقتضاه تبادل الخبرات والمعرفة النووية وتنظيم الزيارات بين العلماء في البلدين، وقد قامت الهند بتزويد إسرائيل بمادة الثوريوم واليورانيوم التي توجد باحتياطيات كبيرة في الهند مقابل تزويد إسرائيل الهند بالتكنولوجيا النووية الجديدة والخبرات النووية. ومن أهم مجالات التعاون النووي بين البلدين: التعاون في مجال تصغير الأسلحة النووية، بما يعني إنتاج قنابل ورؤوس وقذائف نووية ذات أعيرة أقل، والتعاون في مجال التجارب النووية وفي مجال الصواريخ.
ويرجع التعاون في مجال التدريب العسكري إلى منتصف الثمانينيات حين تلقت فرقة قوات خاصة هندية تدريبات في إسرائيل على التعامل مع مختطفي الطائرات، ففي عام 1991 تلقى حوالي 100 ضابط من المخابرات الهندية دورة تدريبية في إسرائيل على مقاومة الإرهاب، وفي نفس هذا العام قام الموساد الإسرائيلي بتدريب مجموعة أخرى من رجال المخابرات والحدود الهندية. وفي يناير/ كانون الثاني 1997 وصلت إلى الهند عقب زيارة الرئيس الإسرائيلي لها عام 1996 بعثة من 30 عنصرا من المخابرات الإسرائيلية لتدريب نظرائهم الهنود.
وفي المجال التكنولوجي العسكري قام وفد عسكري هندي في يونيو/ حزيران 1996 بزيارة إسرائيل، وأبدى رغبته في الحصول على تكنولوجيا تطوير الصواريخ البالستية متوسطة المدى في مجال توجيهها، كما بحث إمكانية شراء 31 طائرة روبوتية من إنتاج إسرائيل. وقد نشرت صحيفة هندوستان تايمز (8/4/1997) تقريراً ذكرت فيه أن إسرائيل عرضت على الهند تزويدها بتكنولوجيا جديدة في مجال الصواريخ البالستية وأنظمة الإنذار المبكر وتطوير قواتها الجوية. وفي أثناء زيارة رئيس الأركان الهندي لإسرائيل في مارس/ آذار 1993 تم الاتفاق على أن تساعد إسرائيل الهند في تطوير طائرة بدون طيار من إنتاج الهند، وتحويل "شاسيهات" الدبابات الهندية إلى مدافع ذاتية الحركة، وتسهيلات لصنع عربة قتال مدرعة، والمشاركة في تطوير المقاتلة الهندية الخفيفة LÇÂ. وبعد تولي حزب بهارتيا جاناتا السلطة في نيودلهي تدعمت علاقات الهند بإسرائيل في مجال التكنولوجيا العسكرية، وشملت مجالات التعاون الحصول على التكنولوجيا الإسرائيلية في مجالات الكمبيوتر والسوفت وير ورقائق الأمونيوم والمواد المركبة ومكونات صواريخ الدفع وأقمار التجسس.
وفي أواخر عام 1999 نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرا عن تعاون الهند وإسرائيل في تطوير طائرة تجسس هندية، كما أن التقارير الإعلامية كانت قد ذكرت عام 1998 أن إسرائيل طلبت من الهند استخدام إحدى قواعدها القريبة من الحدود مع باكستان من أجل توجيه ضربة ضد المجمع النووي الباكستاني.
المجال الأمني
حظي التعاون المخابراتي بأهمية خاصة في علاقات الهند وإسرائيل، وقد اتضح هذا من الزيارات المتبادلة بين رؤساء المخابرات الإسرائيلية ونظرائهم من المخابرات الهندية، وامتد هذا التعاون الأمني في تأكيد إسرائيل على لسان وزير خارجيتها بيريز أثناء زياراته للهند يوم 7 يناير/ كانون الثاني 2002 على تشابك المصالح الأمنية بين البلدين، وتداخل المعادلات الأمنية بين الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وبعد يوم واحد من أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001 قام مستشار الأمن القومي الإسرائيلي عوزي ديان بزيارة الهند ليبحث مع نظيره الهندي ووزير الداخلية الهندي أدفاني والخارجية سينغ تبعات الهجوم الإرهابي على الولايات المتحدة، وليفتح آفاقاً أمام ما تعتبره الهند وإسرائيل مزيدا من التعاون المشترك بينهما. وفي أواخر يناير/ كانون الثاني 2002 حصل وزير المواصلات الهندي أثناء زيارته لإسرائيل على دعم إسرائيلي للهند في موقفها من الإرهاب الباكستاني على حد وصفهما.
وقد استفادت إسرائيل من الأحداث الطائفية التي شهدتها الهند وجعلتها تشعر أنها ليست في منأى عن خطر الإرهاب، وأنه يوجد بينهما أرضية مشتركة للتعاون حيث يتعرضان لنفس الخطر. وكان شمعون بيريز أثناء زيارته للهند في أبريل/ نيسان 1993 قد أعرب للهند عن استعداد إسرائيل لمساعدتها في قمع الإرهاب والأصولية الإسلامية، كما تبنى وجهة نظر الهند بشأن كشمير باعتبارها جزءا من الأراضي الهندية، كما نصح الهند بتغيير التركيبة السكانية في كشمير ضد صالح المسلمين.
وفي مجال التعاون الأمني تمد إسرائيل الهند بمعلومات عن باكستان ونشطاء الحركات الكشميرية، وهي المعلومات التي تجمعها من أقمار التجسس الإسرائيلية، وما تحصل عليه من الولايات المتحدة في إطار اتفاق التعاون القائم بين إسرائيل والولايات المتحدة، وذلك في مقابل وجود مخابراتي إسرائيلي في الأراضي الهندية. كما أشارت بعض التقارير إلى وجود مشروع تساعد فيه إسرائيل الهند في إقامة حائط عازل بين الهند وباكستان في كشمير يشمل موانع هندسية وأجهزة إنذار ورادارات وكاميرات مراقبة على طول 600 كلم([76]).
والحاصل أن المحاولات ما زالت تتزايد لإحداث التقارب وبناء الروابط الوثيقة بين الجماعات اليهودية المتطرفة والجماعات الهندوسية المتطرفة مثل حزب جاناتا بهارتا.
فإن التمدد الأصولي الهندوسي يعد ظاهرة مهمة بالنسبة للإسرائيليين لجهة تعزيز مخاطر مفاهيم صراع الحضارات وإشعال صدامات الكتل الدينية الثلاث: الإسلام، الهندوسية والبوذية، بما يتيح لمحور واشنطن-تل أبيب ابتزاز موارد القارة الآسيوية ووضع بعض مناطقها تحت السيطرة([77]).
 
"فوق أي معبد بني المسجد البابري؟
 من يقود الحركة الهندوسية البريئة لتحرير المعبد من المسلمين؟
متى أحتل المسلمون المعبد الهندوسي؟.
هذه بعض النماذج من الأسئلة التي وزعت على الطلاب في قاعات الامتحانات (لمادة التاريخ) في بعض المدارس الهندية!!
من الواضح جدًا أن هناك أيادي خبيثة وراء إعداد مثل هذه الأسئلة لدس السموم ومحو الحقائق. وهناك تحرك على قدم وساق من الحكومة لتوحيد المناهج الدراسية في جميع المدارس الهندية بعد إلزام حكومات الولايات إدراج مواد تتعلق بالديانة الهندوسية وثقافاتها وخرافاتها لكي تكون هذه المناهج متفقة مع سياساتها العدوانية تجاه المسلمين، وقد أعيدت كتابة كتب التاريخ المدرسي –من قبل حزب بهاريتا جناتا أثناء توليه الحكم- لتقرر أن الحضارة الأصلية في الهند هي الحضارة الآرية(أصل البراهمة)، مستندة إلى ما زعمته من كشوفات وأحافير تبين فيما بعد أنها مزورة، لكن الكتب المدرسية لم تعدل رغم تلك الفضيحة، كما قدمت الكتب نظرة متحيزة، تظهر الإسلام على أنه فتح الهند بحد السيف، دون الإشارة لانتشاره السلمي عبر الروابط التجارية في جنوب الهند في مراحل أبكر، كما أغفلت ذكر الوقائع التي تعارض موقفهم، كحادث اغتيال غاندي على يد هندوسي، وكان فحوى الرسالة التي أرادوا إيصالها للطالب: أن الهند هي الهندوسية، والهندوسية هي الهند.
ومن جانب آخر تسعى وزارة التربية الهندية جاهدة لتشويه صورة الإسلام في الكتب والمناهج الدراسية والتركيز عن إدخال الخرافات الهندوسية إلى كتب التاريخ وعلم الاجتماع التي تدرس في المدارس ، والجامعات لتنشئة جيل تجرى في عروقه الدماء المسمومة والأحقاد والأضغان ضد المسلمين.
وتجرى حاليًا محاولات حثيثة لتنصيب المتطرفين الهندوس في "مجلس الهند للبحث التاريخي" و"المجلس القومي للعلوم الإجتماعية" و"لجنة المناهج الهندية". وقد تم بالفعل تعيين المتطرف "كي جي رستوجي" الذي يفتخر ويعتز في بعض كتاباته بأنه أستطاع أن يقتل بنتًا مسلمة أيام تقسيم شبه القارة الهندية "أم كي كا" "الرجل الذي يشن هجومًا على المسلمين لاتباعهم دينًا "مستوردًا" من خارج شبه القارة "آر كي ديشت" المعروف بالإنحياز إلى الأفكار الخرافية الهندوسية المتطرفة".
وهناك مؤسسة مقرها مدينة "تاجبور" الهندية وتعرف باسم "اتهاس ستكان" ولها 400 فرع في شتى أنحاء البلاد تقوم بتنقيح وتصحيح التاريخ ، من حيث طمس الحضارة الإسلامية العريقة وآثار الإسلام التاريخية في الهند ، وقد طالت أياديها تاج محل ، وقطب منار ، والقلعة الحمراء ، والآثار الإسلامية العالمية الشهيرة ، وأعضاء هذه المؤسسة يتبعون في مقاوهم لاختلاق القصص والخرافات لإثبات بأن بناة وأصحاب هذه المعالم هم الهندوس وليسوا المسلمين.
يتم اختيار الأعضاء فيه من الشباب المتمسكين والملتزمين بالعقيدة الهندوسية والذين لديهم توجه عدائي ضد غيرها من العقائد والغرض منه هو تنشئة جيل هندوسي عسكري لاستخدامهم في إبادة المسلمين واضطهادهم جسديًا.
لقد وصل عدد الأعضاء المنتمين إلى المنظمة والمتخرجين من دوراتها التدريبية إلى أكثر من(2.718.9) عضوا([78].)
 


 
تقع كشمير في أقصى الشمال من شبه القارة الهندية الباكستانية وفي قلب المنطقة الجنوبية من آسيا الوسطى، تلتقي حدودها مع حدود كل من أفغانستان، والصين، والهند وباكستان والاتحاد السوفيتي، وهي بشطريها: الجزء الذي تحتله الهند والجزء المحرر الذي تسيطر عليه باكستان تشغل مساحة قدرها 84.494 ميل مربع، ويشكل المسلمون 80% من سكانها البالغ مجموعهم 11 مليونًا: منهم 6.5 مليون في كشمير المحتلة، و 2.5 مليون في كشمير الحرة، إلى جانب 1.5 مليون لاجئ في باكستان لجئوا من كشمير المحتلة، وحوالي نصف مليون موزعين في أنحاء مختلفة من العالم، وخاصة في بريطانيا.
دخل الإسلام كشمير لأول مرة في القرن الثامن الهجري... وبالتحديد عام 1383م، عندما اعتنق الإسلام ملك كشمير هو وعائلته ووزراؤه، واتخذ الملك اسمًا مسلمًا هو صدر الدين وبتشجيع من الملك وبمساعدة الداعية الكبير سيد علي الهمداني الذي جلب معه 700 من الدعاة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، اعتنق الشعب الكشميري الدين الإسلامي عن بكرة أبيهم. وبذلك انتشرت تعاليم الإسلام في كافة ربوع كشمير، حيث ازدهرت أول دولة إسلامية... دولة يسودها العدل والسلام والرخاء.
وكان السلطان إسكندر 1398 ـ 1413م أول من طبق الشريعة الإسلامية في هذه المملكة، واستمرت كشمير تنعم تحت راية الإسلام بالحرية والسلام والرخاء زهاء خمسة قرون حتى وقعت فريسة في أيدي السيخ وضموها إلى دولتهم في البنجاب قبيل منتصف القرن التاسع عشر الميلادي. وفي عام 1846م بعد هزيمة السيخ على أيدي المحتلين الجدد الإنجليز قام هؤلاء ببيع ولاية كشمير لملك هندوسي من أسرة الدوغرا كان يحكم إحدى مقاطعاتها وهي مقاطعة جامو ليصبح لقبه مهراجا جامو وكشمير.
وكان الثمن الذي تقاضاه الإنجليز مقابل تسليم الولاية للمهراجا الهندوسي لا يتعدى المليون روبيه.
ظل المسلمون يعانون الظلم والاستعباد على أيدي المهراجا ـ أي الملك الهندوسي ـ الذي اتخذ بطانة من بعض المغرضين، الذين لم يكن لهم هدف إلا منفعتهم الشخصية، وبذلك فقد مسلمو كشمير حريتهم.. بل جُردوا من هويتهم وثقافتهم الإسلامية، وما زالوا يعانون الاضطهاد إلى يومنا هذا. بدأ الفصل الحالي من الاحتلال عام 1947م.. عندما غادر الإنجليز شبه القارة الهندية، وظهرت إلى حيز الوجود دولتا الهند وباكستان. وحسب خطة التقسيم، كان على المناطق التي يقطنها غالبية مسلمة أن تشكل دولة باكستان، والمناطق التي يسكنها غالبية هندوسية أن تشكل دولة الهند، أما الولايات شبه المستقلة التي كان يحكمها أمراء ومهراجات ـ كولاية كشمير، ـ فكان لها أن تختار بين الانضمام إما إلى الهند أو إلى باكستان أو تبقى مستقلة، وحسب المعادلة المذكورة أعلاه كان لكشمير أن تختار إما الانضمام إلى باكستان أو أن تبقى مستقلة، فغالبية سكانها من المسلمين، وهي جغرافيًا واقتصاديًا تعتبر امتدادًا طبيعيًا لباكستان، فكافة الأنهار التي تجري في باكستان، منبعها في كشمير وفي الجبال المحيطة بها، وكافة الطرق التجارية البرية المعبدة والصالحة للاستعمال طول أيام السنة تربطها بباكستان فقط، ولا يربطها بالهند غير طريق واحدة تم شقها بعد الاحتلال، فهي طريق غير طبيعية وبالغة الوعورة تقفل طول أيام الشتاء ومواسم الأمطار.
ولكن مهراجا كشمير الهندوسي، قلب كل الموازين، وأعلن في أغسطس 1947م انضمام الولاية إلى الهند. وهنا ثار الكشميريون مطالبين بحقهم في تقرير المصير، وفي 27 تشرين الأول 1947م... في يوم عرف باسم اليوم الأسود تدفقت جحافل الجيش الهندي على ولاية كشمير، وبدأ صراع مرير بين عدو غاشم وشعب أعزل. مع ذلك قاوم الكشميريون بمساعدة متطوعين من رجال القبائل في باكستان، واستطاعوا تحرير حوالي ثلث مساحة الولاية الذي يقع الآن تحت سيطرة باكستان ويطلق عليه اسم آزاد كشمير أي كشمير الحرة.
واستمر الكفاح المرير بين الجيش المعتدي والمجاهدين الشجعان طوال 15 شهرًا دمويًا، أحست الهند بأنها على شفا الهزيمة، فلجأت إلى الأمم المتحدة مدعية، بأن باكستان تهاجم جيوشها في كشمير، وانتهت حرب التحرير الأولى في 31 كانون الثاني 1948م باتفاق وقف إطلاق النار، والتزمت كل من الهند وباكستان بإجراء استفتاء حر نزيه في كشمير بموجب قراري الأمم المتحدة الصادرين في 3 أغسطس 1948م ويناير 1949م، ليقرر الشعب مصيره بنفسه إما الانضمام إلى الهند أو إلى باكستان أو يقرر استقلال الولاية.
مرت 57 سنة، وما زالت الهند تتجاهل وتحتقر جميع قرارات الأمم المتحدة والتزاماتها الدولية باحترام رغبة الشعب الكشميري، وعمدت إلى ضم الولاية إلى الاتحاد الهندي عن طريق الغش والاحتيال وادعت أن نواب الشعب المنتخبين صوتوا على جانب الانضمام إلى الهند..، ولكن من هؤلاء النواب؟ إنهم الذين وصولوا إلى البرلمان عن طريق التزوير أو في ظل بنادق الجيش الهندي وحرابه. كما أن نسبة من أدلى بأصواتهم في آخر انتخابات لم تتعد نسبة 10% من مجموع السكان.
يوجد الآن أكثر من 800 ألف جندي هندي في كشمير المحتلة، وهذه النسبة تعتبر أعلى نسبة على الإطلاق في العالم لتواجد عسكري لبلد خارج حدوده، وهم يوميًا يرتكبون جرائم ضد الشعب الكشميري، يحرقون مساكنهم ومتاجرهم وينهبون أموالهم ويعتدون على أعراض المسلمين ويعتقلون الآلاف من الشبان في غارات ليلية أو في ساعات حظر التجول التي تفرض يوميًا على سائر مدن الولاية، وخاصة عاصمتها 'سرينغر'، إن غاية هذا الاضطهاد الهندي، هو إبادة الوجود الإسلامي وتغيير تركيبة سكان الولاية، لتصبح ولاية هندوسية كبقية ولايات الهند.
وقد لوحظ أنه بين كل إحصائية تجري للسكان كل عشر سنوات تتناقص نسبة المسلمين 5% في كل مرة حتى أصبحت نسبته 80%، بعد أن كانت أكثر من 95% قبل انتقل الحكم إلى الهندوس.
ولكن الشعب المسلم الغيور على دينه أدرك هذه المؤامرة الدنيئة ضد تعاليم الإسلام، فتصدى الشباب المسلم الواعي لهذا الغزو الهندوسي الانحلالي، فكانت الصحوة الإسلامية المباركة.. فراح الشباب المسلم يحطم الخمارات وغيرها من أماكن اللهو تحت قيادة حركة التحرير الكشميرية.
إن ذبح البقرة في كشمير المحتلة يعتبر عملاً غير قانوني يحكم على مرتكبه بالسجن المؤبد، لأنه ينافي تعاليم الهندوسية، بينما يعتبر ما يرتكبه الهندوس ضد الإسلام أمرًا مباحًا. إن الحكومة الهندية تتدخل في قانون الأحوال الشخصية الإسلامي، وترغم المسلمين على العيش حياة غير إسلامية ـ بل ومنافية للإسلام ـ فبينما تمتلئ الكتب المدرسية بالأساطير الهندوسية جرى تحريف لتاريخ المسلمين ـ فمثلاً ـ يصورون الحكام المسلمين بأنهم طغاة مستبدون واستغلاليون، بينما يضعون الهالات حول زعماء الهندوس ويصورونهم كأبطال، لقد أغلقوا إقامة الصلاة في المدارس وأهملوا تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية, بل استبدلوا لغة الأوردو ـ لغة المسلمين في شبه القارة الهندية ـ بلغة الهندوس، وفي عام 1975م أغلقوا '125' مدرسة إسلامية والنسبة الحالية بهذا الخصوص دخلت نسبة الألوف، بينما تلقى المدارس الهندوسية الخاصة كل تشجيع ودعم من الحكومة
 
آلاف المفقودين في مقابر جماعية في كشمير
عُثر في جامو وكشمير الخاضعتين للإدارة الهندية على مئات القبور المجهولة الهوية – التي يعتقد أنها تضم رفات لضحايا أعمال قتل غير مشروعة وعمليات اختفاء قسري وتعذيب وغير ذلك من انتهاكات حقوق الإنسان.
وحثت منظمة العفو الدولية الحكومة الهندية على مباشرة تحقيقات سريعة في أمر هذه المقابر الجماعية، التي يعتقد أنها تضم رفات ضحايا انتهاكات لحقوق الإنسان ارتكبت في سياق النـزاع المسلح الذي اندلع في المنطقة منذ 1989.
وقد ظهرت هذه المعطيات في تقرير بعنوان حقائق تحت الأرض أصدرته في 29 مارس/آذار جمعية "آباء وأمهات الأشخاص المختفين"، التي تتخذ من سريناغار مقراً لها. ويورد التقرير تفاصيل عن قبور متعددة لا يمكن الوصول إليها دون الحصول على إذن خاص من قوات الأمن، نظراً لقربها من المناطق الخاضعة للسيطرة الباكستانية. وقد تم اكتشاف قبور ما لا يقل عن 940 شخصاً منذ 2006، حسبما ذُكر، وتوزعت هذه على 18 قرية في مقاطعة أوري وحدها.
وادعى الجيش الهندي بأن من عُثر على رفاتهم في هذه القبور هم من المتمردين المسلحين و"المقاتلين الأجانب" الذين قتلوا بصورة قانونية خلال مواجهات مسلحة مع القوات العسكرية. بيد أن التقرير يورد شهادات من قرويين محليين يقولون فيها إن معظم من تم دفنهم هم من السكان المحليين الذين ينتمون إلى الولاية.
ويزعم التقرير أن ما يربو على 8,000 شخص قد فُقدوا في جامو وكشمير منذ 1989. وتقول السلطات الهندية أن العدد يقل عن 4,000، زاعمة أن معظم هؤلاء انتقلوا إلى باكستان للانضمام إلى جماعات المعارضة المسلحة.
وكان تقرير صدر في 2006 عن شرطة الولاية قد أكد وفاة 331 في الحجز، كما أشار إلى اختفاء 111 شخصاً قسرياً إثر اعتقالهم منذ 1989
شهادات مهمة
وهناك العديد من الشهادات الداخلية الهندية التي تدلُّ على ذلك نذكر بعضها فيما يلي، على سبيل المثال لا الحصر
1 تقول الصحفية الهندوسية "سكماني سنغ" مراسلة مجلة "إلستراتيد ويكلي أوف إنديا" Ïllustrated weekly of Ïndia الصادرة من مدينة "بومباي" الهندية باللغة الإنجليزية، في التقرير الذي كتبته تحت عنوان "المحافظون أم المفترسون؟" "إن أفراد الجيش الذين تقوم الحكومة الهندية بإرسالهم إلى كشمير بمبرر إعادة الأوضاع إلى الحالة الطبيعية والحفاظ على القانون والنظام وحراسة الشعب من الإرهاب، هم في الحقيقة قتلة وزناة وناهبون لأمتعة الشعب، وبرابرة في أعين الشعب الكشميري؛ لأنهم يعذبون المدنيين الأبرياء بمجرد الاتهام والشك، وهم فوق القانون فلا يحاسبهم أحد، ولا يمنعهم قانون من إذلال الشعب وإراقة دماء الأبرياء.. وإن مشاهدة إنسان في الزي العسكري في كشمير اليوم يعني إشعال غيظ أهالي كشمير؛ سواء أكانوا من المدنيين أم القرويين، حيث تزداد مخاوفهم من السلوك الوحشي معهم ومع نسائهم.. والمدن والقرى في كشمير كلها تشهد وتشاهد حوادث الاغتصاب وهتك الأعراض لعدد لا يُتصوَّر في هذا العالم المتمدِّن، والحكومة الهندية تَعُدُّ عملية الاغتصاب وهتك الأعراض من قِبَل أفراد الجيش أمراً داخلاً في مهمة الجيش الرسمية، بل لعلها تَعُدُّه عملاً مهماً لاضطهاد المسلمين الكشميريين وإذلالهم على أيدي الجنود، وأسلوباً مفيداً لإلقاء الذعر في قلوب الشعب الكشميري المسلم".
2 ويقول الصحفي الهندوسي "هارندر باويجا" ويعمل مراسلاً لمجلة "إنديا توداي" Ïndia Today، في التقرير الذي كتبه تحت عنوان "كشمير.. شبح الموت" بعد زيارته لكشمير المحتلة "إن البؤس يسود أنحاء الولاية، والظلام يلفُّ وادي كشمير الذي فقد سحره الأخّاذ، وبريقه الناصع، وحُرِم أهله من نِعَم الحياة وجمالها، وخَلَت الولاية من السياح بعد ما كانت تكتظُّ بهم، حيث كان يزورها مئات الآلاف من محبِّي الجمال الربيعي من أنحاء العالم، وكانوا يفضلون قضاء الصيف في ربوع هذه الولاية، وبين وديانها وأشجارها وأنهارها".
ويضيف "مع كلِّ هذه الأوضاع القاسية ليست هناك أية إمكانية لإقرار الأمن في الولاية، الكراهية ضد الهند تسود أوساط الشعب، والنساء يشتكين دائماً من قيام الجنود الهندوس بعمليات السلب والنهب في المنازل، حتى أنهم يسرقون الأغذية المختزنة لأيام الشتاء".
3 شهادة الأمين العام للجمعية الشعبية الهندية "ساهي بابا"، الذي قام بزيارة كشمير المحتلة للتأكد مما تقوم به القوات الهندية من الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان وإرهاب الدولة ضد المدنيين الأبرياء حيث يقول "إنني أشعر بالخجل، بعد أن شاهدت ما تقوم به القوات الهندية من إرهاب الدولة والجرائم البشعة ضد المدنيين الأبرياء في كشمير"([79]).
 
بحسب تقرير لمجلة الحزب الشيوعي الهندينيودلهي، الثلاثاء 4 نوفمبر 2008 (Zenit.org)، فقد ضاهى عدد ضحايا حملة الاضطهاد التي تعرض لها المسيحيون في الهند، وخصوصًا في ولايو أوريسا الـ 500 مسيحي، بحسب مسؤول عن المجلس الحكومي المحلي، مقرًا بأنه أعطى ما يزيد عن 200 إذن لإرماد جثث الموتى.
كما وأوضحت آسيا نيوز أن الجماعات الأصولية تسعى لكي تعود قوى الشرطة أدراجها، وتقوم بإعداد جماعات مسلحة تهدد من لا يرتد إلى الهندوسية.
هذا واتهم التقرير المتطرفين الهندوسيين بتنظيم هذه الحملة العنيفة من الاضطهاد ضد المسيحيين منذ وقت طويل. ولهذا تطالب الصحيفة بحظر جماعات الفيشوا هيندو باريشاد وباجرانغ دال، وبإعلانها جماعات غير شرعية، إلا أن المصادر الحكومية الرسمية لم تعترف إلا بـ 31 ضحية([80]).
سقـوط اكـثر من 100 قتيل مسيحي في "الهجمات الهندوسية"
 نيودلهي ـ ا ف ب: افادت مجموعة للدفاع عن المسيحيين ان اكثر من 100 مسيحي قتلوا في اعمال عنف في شرق الهند وان عشرة الاف ما زالوا يقيمون في مخيمات حكومية بعد شهر من انتهاء الهجمات.
وكانت ولاية اوريسا الساحلية شهدت منذ نهاية اب حتى تشرين الاول هجمات ضد المسيحيين في اعقاب اغتيال رجل دين اصولي هندوسي.
وجاء في بيان اصدره مجلس المسيحيين في الهند ان "الاسماء والعناوين وتفاصيل اخرى متوفرة بالنسبة لواحد وتسعين (من الضحايا). وان وفاة 27 اخرين قد اكدتها مصادر موثوقة غير انه لم يتسن تحديد هويات اصحاب الجثث .
وكان مؤتمر الاساقفة في الهند أكد في تشرين الاول أن 60 مسيحيا على الاقل قتلوا في أعمال العنف هذه.
وقال المجلس ان حوالي عشرة الاف مسيحي، معظمهم من الطبقات الدنيا، ما زالوا يقيمون في مخيمات اقامتها السلطات وهم يخشون العودة الى منازلهم بسبب تهديدات مستمرة صادرة عن متطرفين هندوس .
واضاف مجلس المسيحيين في الهند أن آلافا من القرويين من بين عشرات الالاف الذين فروا من منازلهم، ما زالوا مختبئين في الغابات.
وقد هاجم المعتدون الكنائس واماكن للعبادة ومدارس كاثوليكية وهي تصرفات ادانها الفاتيكان.
ويقوم هندوس متطرفون في ولاية اوريسا التي احرق فيها المنصر المسيحي الاسترالي غراهام ستاينس وابنتاه وهم احياء، بحملة ضد عمليات اعتناق للمسيحية من هندوس من الطبقات الدنيا -مثل المنبوذين وافراد القبائل الذين يعانون من التمييز- ويتهم الهندوس المتشددون المنصرين بانهم يغرون هؤلاء الافراد بتقديم تعليم مجاني لهم وعناية طبية.
وقد بدأت أعمال العنف بعد اغتيال سوام لاكساماناندا ساراسواتي المسؤول في المركز العالمي الهندوسي في 23 اب في مقاطعة كانداهامال.
والقيت مسؤولية اغتياله على مسيحيين رغم ان مجموعة يسارية متطرفة تدافع عن الفلاحين الفقراء اعلنت مسؤوليتها بعد ذلك عن قتله كما اقدمت مجموعة من الاشرار مؤخرا على مهاجمة 4 كنائس, ومدرسة تنصيرية, والعديد من المنازل التي يسكنها مسيحيون بمنطقة ريفية نائية. ووقع الحادث الاخطر في مقاطعة برغاه وقت ان اشعل المشاغبون النار في ملجأ للايتام تديره جمعية مسيحية, بعد ان قاموا باخراج الاطفال, واحتجزوا بالداخل احدى الراهبات, امرأة في الثانية والعشرين من العمر; فقد عثر رجال الشرطة على جسدها المتفحم, وتعرف عليها الراهب المسؤول عن الملجأ الذي تعرض بدوره للضرب من قبل المهاجمين وتم حرق شخص ادمي اخر داخل بيته في مقاطعة كاندامال القريبة. ([81])
 


 
وتتضمن أبرز النتائج:
بعد هذا التطواف المرير مع هذه الديانة الخرافية الأصولية، نخلص إلى ما يلي:
أ-مصطلح الأصولية يرتكز عند من أطلقه على ثلاث محددات:
1)- الجمود في وجه كل تطور.
2)- العودة و الانتساب للماضي(الأصول أو الأسس لدين أو مذهب معين تخلصًا من بعض المعتقدات أو أنواع السلوك التي استحدث في ذلك الدين أو المذهب).
3)- الانغلاق و التصلب و بالتالي عدم التسامح
ب-الهندوسية: هي ديانة تعتبر من أقدم الديانات الوثنية القديمة المعاصرة، نشأت في بلاد الهند، وتضمنت كثيراً من المعتقدات الفاسدة، أبرزها:عبادة الأصنام والهياكل والأبقار، والقول بالحلول ووحدة الوجود، وتناسخ الأرواح، وأبدية النفس وخلودها، كما احتوت هذه الديانة على تقسيم عنصري وطبقي لأبنائها
ج- زادت المنظمات الهندوسية المتطرفة على 20 منظمة، من أبرزها: منظمة سوايامسيفاك سانج راشتريا (آر إس إس R.S.S)، والجناح البرلماني لها: بهاراتيا جاناتا، وحزب: ويشوا هندوسي بريشارد (أف. اتش. بي)، و برجرانغ دال.
د-أبرز مظاهر الأصولية الهندوسية ما يلي:


 
 
 
1-   http://www.almuhands.org/forum/showthread.phpωt=1285
2-   http://www.islamonline.net/servlet/Satelliteωc=ÂrticleÂ_Ç&cid=1264249855199&pagename=Zone-Ârabic-News%2FNWÂLayout
3-   الصراع الهندي الباكستاني، موقع المقاتل
4-   المفكرة-وكالات-http://www.ikhwan.net/archive/printthread.phpωt=5883
5-   حوار مع د مراد وهبة-http://www.metransparent.com/old/texts/muradwahba_interview1.htm
6-   سقوط المسجد البابري (بروتوكولات سفهاء هندوس)أ. د. عبدالله بن محمد الطيار-http://www.m-islam.net/articles.phpωaction=show&id=665
7-   صحيح مسلم بشرح النووي/أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري النووي(676هـ)/دار إحياء التراث العربي/بيروت/ط:الطبعة الثانية(1392).
a.     مجلة البيان، عدد 64ـ ص78
8-   مدخل إلى دراسة الأديان، د مسعود حايفي-دار الأوائل-ط1(2010م).
9-   مسلمو الهند.. المنقذون.. المضطهدون -أحمد الشجاع – موقع عودة ودعوة:-http://www.awda-dawa.com/Pages/Ârticles/Default.aspxωid=976
10-       مقال بعنوان: المدني بديلاً للحرب المقدسة-غيرهارد كلاس-موقع قنطرة
11-       مقال: هجمات مومباي ومطامع الهندوس في مكة المكرمة-د. أحمد إبراهيم خضر-http://www.alukah.net/Çulture/2/27072/
12-       موسوعة الجياش http://mosoa.aljayyash.net/encyclopedia-22070/.
13-       -“بنك الأهداف الثمينة” لحزب الله، مقال في: المركز العربي للدراسات المسقبلية.-http://www.mostakbaliat.com/print.phpωp=5150
14-       -Dictionnaire Larousse, France :Ëdition Manry-Malekerbes, p439.
15-       -http://islamtoday.net/nawafeth/artshow-12-17047.htm
16-       http://slamoon.com/vb/t25071.html
17-       -http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspxωÂrticleÏD=114385
18-       -http://www.almuhands.org/forum/showthread.phpωt=1285
19-       --http://www.almuhands.org/forum/showthread.phpωt=1285
20-       --http://www.islamicnews.net/Çommon/ViewÏtem.aspωDocÏD=49906&TypeÏD=2&ÏtemÏD=387
21-       -http://www.islamonline.net/servlet/Satelliteωc=ÂrticleÂ_Ç&cid=1264249855199&pagename=Zone-Ârabic-News%2FNWÂLayout
22-       -http://www.traidnt.net/vb/traidnt1753609/-http://www.nourislamna.com/vb/t11019.html
23-       -Louise Tillin, « ÜS-Ïsrael-Ïndia: Strategic Âxis ω », BBÇ News, Londres, 9/9/2003.
24-       -أديان الهند الكبرى – د أحمد شلبي-مكتبة النهضة المصرية-ط4(1976م)
25-       -أزمة المصطلحات وسجالنا الفكري: الأصولية والليبرالية-د.فهد العبري-http://www.burnews.com/articles.phpωaction=show&id=3308
26-       -استنكار مسئول هندي لاستهداف المسلمين بطريقة نازية تحت مسمى القومية، ضمن موقع:-http://www.camlya.com
27-       -الارهاب الهندوسي في حق المسلمين-جريدة الوحدة الأليكترونية-نشر يوم : 29يوليوز2010 -http://www.journalalwahda.com/Sujet.aspxωid=421
28-       -الإرهاب.. الهندوسي، براكريتي غوبتا، جريدة الشرق الأوسط، الجمعـة 23 ذو القعـدة 1429 هـ 21 نوفمبر 2008 العدد 10951-http://www.aawsat.com/details.aspωsection=45&article=495725&issueno=10951
29-       -الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية- محمد عامر
30-       -الــبــرهــمــيــة (الهندوسية) وديانتهم العجيبة، مقال للدكتور: خادم حسين إلهي بخش-http://www.11emam.com/vb/showthread.phpωt=9582
31-       -الصراع الهندي الباكستاني، موقع المقاتل
32-       -العنف الطائفي في الهند حصيلة تراكمات لم تحسم-موقع البيان-http://www.albayan.ae/one-world/2002-03-15-1.1311063
33-       -العنف الطائفي في الهند حصيلة تراكمات لم تحسم-موقع البيان-http://www.albayan.ae/one-world/2002-03-15-1.1311063
34-       -المسجد البابري.. قبل أن ينساه المسلمون-أحمد أبو زيد، http://ban.alukah.net/Translations/2/346/#ixzz1MpWÔkQRx
35-       -الموسوعة الحرة، ويكيبيديا، http://ar.wikipedia.org
36-       -الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة /الندوة العالمية للشباب الإسلامي/ ط4 (1420هـ)
37-       -الهند وإسرائيل ... تحالف غريب - إعداد: ايزابيل سان ميزار
38-       -الهندوس ونظرتهم العنصرية إلى المسلمين-سمير حسين زعقوق-جنوب آسيا نيوز
39-       -باتنا (الهند) (رويترز)7/7/2007
40-       -جرائم الحكومة الهندية ضد مسلمي الكشمير -http://muntada.islamtoday.net/t48022.html-http://alorwa.org/files.phpωid=70
41-       حوار مع الدكتور مويكال أحمد: أحد كبار علماء المسلمين بالهند، ووكيل الجامعة الإسلامية بولاية كيرالا الهندية بعنوان: مسلمو الهند.. بين سندان المواطنة ومطرقة المواجهة الباكستانية-http://live.onislam.net/livedialogue/arabic/Browse.aspωhGuestÏD=q46Ô
42-       -دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي /مكتبة الرشد-الرياض/ط2 (1424هـ).
43-       -دراسة في الجغرافية البشرية للهند-د . علي عبد الرحمن عواض
44-       -دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)-http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/04/blog-post_3454.html
45-       -رجاء غارودي، "الأصوليات المعاصرة أسبابها و مظاهرها"، باريس : دار عام ألفين، 2000 ، ص 13
46-       -رسالة: الأصولية السياسية المعاصرة من خلال الرؤية الصهيونية- كريمة بلخضر-رسالة ماجستير من جامعة الجزائر ص22.
47-       -صحيفة الأيام الأليكترونية -تاريخ نشر المقال 26 تشرين الثاني 2008-http://www.al-ayyam.com/znews/site/template/article.aspxωdid=98898&date=11/26/2008
48-       -على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(179)
49-       الليموند الفرنسية/ نقلا عن وكالة سما -http://www.alintiqad.com/essaydetails.phpωeid=38479&cid=55
50-       -ماذا عن الإرهاب الهندوسي لترويع مسلمي الهند؟-مقال: فهمي هويدي-"المجلة" ع/1153/2002-http://www.islamweb.net/media/index.phpωpage=article&lang=Â&id=14279
51-       مجلة البيان عدد 63 ذو القعدة 1413هـ ص 58-http://mohdat.com/play.phpωcatsmktba=12344&pagecomment=1
52-       -مجلة المجتمع العدد رقم1491بتاريخ9/3/2002(أخطر المنظمات الهندوسية الإرهابية: منظمة (آر.إس. إس)
53-       -محمد السيد الجليند، الأصولية و الحوار مع الآخر، القاهرة: دار قباء للطباعة و النشر و التوزيع، 1999 م، ص 13،
54-       -محور لمحاربة "الإرهاب الإسلامي"- ظفر الإسلام خان--http://www.onislam.net/arabic/newsanalysis/analysis-opinions/islamic-world/85354-2000-06-12%2000-00-00.html
55-       -مستقبل التحالف الهندي الإسرائيلي-مدحت أيوب- موقع قناة الجزيرة-http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0FBË1967-2160-4465-946Ç-47D920D64ÂËB.htm
56-       -مسلمو الهند.. المنقذون.. المضطهدون -أحمد الشجاع – موقع عودة ودعوة:-http://www.awda-dawa.com/Pages/Ârticles/Default.aspxωid=976
57-       -مقال بعنوان: أخطر المنظمات الهندوسية الإرهابية، مجلة المجتمع العدد رقم1491بتاريخ9/3/2002
58-       -مقال بعنوان: الهند تحطم قيود التاريخ!! شاشي ثارور- ترجمة: إبراهيم محمد علي-http://www.project-syndicate.org/commentary/tharoor25/Ârabic
59-       -ملف مسلمي الهند.. جرح ما زال ينزف-أحمد أبو زيدhttp://www.alukah.net/World_Muslims/0/961/
60-       -موسوعة تاريخ الأديان، الكتاب الرابع-فراس السواح/دار علاء الدين/دمشق-سورية/ط1 (2006م).
61-       -موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي-http://www.coptcatholic.net/section.phpωhash=aWQ9MzkwNÂ%3D%3D
62-       -وكالة الأخبار الإسلامية-نبأ-http://www.islamicnews.net/Çommon/ViewÏtem.aspωDocÏD=49906&TypeÏD=2&ÏtemÏD=387


 
 


([1])ينظر في تفصيل ذلك: دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي، (513، وما بعدها)
([2])وهو كتاب: على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، طبعة مكتبة العبيكان.
([3]) موسوعة الجياش http://mosoa.aljayyash.net/encyclopedia-22070/.
([4])أزمة المصطلحات وسجالنا الفكري: الأصولية والليبرالية-د.فهد العبري
الانتفاضة على العلمانية وظهور الأصوليات الدينية- محمد عامر
([5])رجاء غارودي، "الأصوليات المعاصرة أسبابها و مظاهرها"، باريس : دار عام ألفين، 2000 ، ص 13
([6]) المرجع نفسه(13)
([7])Dictionnaire Larousse, France :Ëdition Manry-Malekerbes, p439.
([8])رجاء غارودي، المرجع السابق الذكر، ص 13
([9])محمد السيد الجليند، الأصولية و الحوار مع الآخر، القاهرة: دار قباء للطباعة و النشر و التوزيع، 1999 م، ص 13، بواسطة رسالة: الأصولية السياسية المعاصرةمن خلال الرؤية الصهيونية-كريمة بلخضر-رسالة ماجستير من جامعة الجزائر ص22.
([10]) حوار مع د مراد وهبة
http://www.metransparent.com/old/texts/muradwahba_interview1.htm
([11]) ويكيبيديا
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D9%86%D8%ÂF%D9%88%D8%B3%D9%8Â%D8%Â9
([12])انظر:دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي، (532-533).
([13])انظر: مدخل إلى دراسة الأديان، د مسعود حايفي(113)
([14]) الصراع الهندي الباكستاني، موقع المقاتل
([15])مسلمو الهند.. المنقذون.. المضطهدون -أحمد الشجاع – موقع عودة ودعوة:
و:ويكيبيديا: http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%Â8%D9%88%D8%Â7%D8%Â8%D8%Â9:%D9%87%D9%86%D8%ÂF%D9%88%D8%B3%D9%8Â%D8%Â9
الصراع الهندي الباكستاني، موقع المقاتل
([16])انظر: الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة(2/725-726)، دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي، (533-567)، أديان الهند الكبرى – د أحمد شلبي(41-44)
([17])دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي(531-532).
([18])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(179)
([19])دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي، (608-614)
([20])انظر: الموسوعة الميسرة(2/726)، دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي، (598-633)، مدخل إلى دراسة الأديان، د مسعود حايفي(117-119).
الــبــرهــمــيــة (الهندوسية) وديانتهم العجيبة، مقال للدكتور: خادم حسين إلهي بخش
العنف الطائفي في الهند حصيلة تراكمات لم تحسم-موقع البيان
([21])انظر: دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي، (567)، أديان الهند الكبرى – د أحمد شلبي(54)
مسلمو الهند.. المنقذون.. المضطهدون -أحمد الشجاع – موقع عودة ودعوة:
ويكيبيديا.
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%87%D9%86%D8%ÂF%D9%88%D8%B3%D9%8Â%D8%Â9           
([22])أخرجه مسلم(2564)
([23])انظر: دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي، (575).
([24])ملف مسلمي الهند.. جرح ما زال ينزف-أحمد أبو زيد        
و:الموسوعة الحرة، ويكيبيديا، بتصرف
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%Â7%D9%84%D8%Â5%D8%B3%D9%84%D8%Â7%D9%85_%D9%81%D9%8Â_%D8%Â7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%ÂF
و: http://www.islamonline.net/servlet/Satelliteωc=ÂrticleÂ_Ç&cid=1264249855199&pagename=Zone-Ârabic-News%2FNWÂLayout
([25]) حوار مع الدكتور مويكال أحمد: أحد كبار علماء المسلمين بالهند، ووكيل الجامعة الإسلامية بولاية كيرالا الهندية
بعنوان: مسلمو الهند.. بين سندان المواطنة ومطرقة المواجهة الباكستانية
http://live.onislam.net/livedialogue/arabic/Browse.aspωhGuestÏD=q4PË6Ô
([26])العنف الطائفي في الهند حصيلة تراكمات لم تحسم-موقع البيان
([27])مجلة المجتمع العدد رقم1491بتاريخ9/3/2002(أخطر المنظمات الهندوسية الإرهابية: منظمة (آر.إس. إس)
([28])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(157، 164)
([29])مقال بعنوان: أخطر المنظمات الهندوسية الإرهابية، مجلة المجتمع العدد رقم1491بتاريخ9/3/2002
([30])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(166)، استنكار مسئول هندي لاستهداف المسلمين بطريقة نازية تحت مسمى القومية، ضمن موقع:
دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)
موسوعة تاريخ الأديان، الكتاب الرابع-فراس السواح(119)
([31])مقال بعنوان: أخطر المنظمات الهندوسية الإرهابية، مجلة المجتمع العدد رقم1491بتاريخ9/3/2002
([32])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(157)
([33])دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)
http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/04/blog-post_3454.html
([34])ماذا عن الإرهاب الهندوسي لترويع مسلمي الهند؟-مقال: فهمي هويدي-"المجلة" ع/1153/2002
http://www.islamweb.net/media/index.phpωpage=article&lang=Â&id=14279
([35])مقال بعنوان: أخطر المنظمات الهندوسية الإرهابية، مجلة المجتمع العدد رقم1491بتاريخ9/3/2002
([36]) مقال بعنوان: المدني بديلاً للحرب المقدسة-غيرهارد كلاس-موقع قنطرة
([37])ماذا عن الإرهاب الهندوسي لترويع مسلمي الهند؟-مقال: فهمي هويدي"المجلة" ع/1153/2002
http://www.islamweb.net/media/index.phpωpage=article&lang=Â&id=14279
و: http://www.almuhands.org/forum/showthread.phpωt=1285
([38])الارهاب الهندوسي في حق المسلمين-جريدة الوحدة الأليكترونية-نشر يوم : 29يوليوز2010 
http://www.journalalwahda.com/Sujet.aspxωid=421
([39])الإرهاب.. الهندوسي، براكريتي غوبتا، جريدة الشرق الأوسط، الجمعـة 23 ذو القعـدة 1429 هـ 21 نوفمبر 2008 العدد 10951
http://www.aawsat.com/details.aspωsection=45&article=495725&issueno=10951
([40])انظر: دراسات في اليهودية والمسيحية وأديان الهند-عبد الرحمن الأعظمي(542-543)، موسوعة تاريخ الأديان، الكتاب الرابع-فراس السواح(110)
([41])الهندوس ونظرتهم العنصرية إلى المسلمين-سمير حسين زعقوق-جنوب آسيا نيوز
([42])الهندوس ونظرتهم العنصرية إلى المسلمين-سمير حسين زعقوق-جنوب آسيا نيوز
([43])المرجع السابق.
([44])الإرهاب.. الهندوسي، براكريتي غوبتا، جريدة الشرق الأوسط، 23 ذو القعـدة 1429 هـ العدد 10951
([45])
http://www.almuhands.org/forum/showthread.phpωt=1285
([46])الهندوس ونظرتهم العنصرية إلى المسلمين-سمير حسين زعقوق-جنوب آسيا نيوز
 
 
([47])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(171-173)، جرائم الحكومة الهندية ضد مسلمي الكشمير
http://alorwa.org/files.phpωid=70
([48])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(174).
العنف الطائفي في الهند حصيلة تراكمات لم تحسم-موقع البيان
([50])الارهاب الهندوسي في حق المسلمين-جريدة الوحدة الأليكترونية-نشر يوم : 29يوليوز2010 
http://www.journalalwahda.com/Sujet.aspxωid=421
([51])دراسة في الجغرافية البشرية للهند
د . علي عبد الرحمن عواض– مجلة البيان، عدد 64ـ ص78
([52])
 
([53])الارهاب الهندوسي في حق المسلمين-جريدة الوحدة الأليكترونية-نشر يوم : 29يوليوز2010 
http://www.journalalwahda.com/Sujet.aspxωid=421
([54])المسجد البابري.. قبل أن ينساه المسلمون-أحمد أبو زيد، رابط الموضوع:
http://ban.alukah.net/Translations/2/346/#ixzz1MpWÔkQRx
: http://www.alukah.net/Çulture/0/346/#ixzz1M3x5jl90
([55])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(171)، مسلمو الهند.. المنقذون.. المضطهدون -أحمد الشجاع – موقع عودة ودعوة:
دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)
و: مقال بعنوان: الهند تحطم قيود التاريخ!! شاشي ثارور- ترجمة: إبراهيم محمد علي
([56])انظر:
العنف الطائفي في الهند حصيلة تراكمات لم تحسم-موقع البيان
و: سقوط المسجد البابري (بروتوكولات سفهاء هندوس)أ. د. عبدالله بن محمد الطيار
http://www.m-islam.net/articles.phpωaction=show&id=665
([57])ماذا عن الإرهاب الهندوسي لترويع مسلمي الهند؟-مقال: فهمي هويدي-"المجلة" ع/1153/2002
http://www.islamweb.net/media/index.phpωpage=article&lang=Â&id=14279
([58])انظر:على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(170-171)، مجلة البيان عدد 63 ذو القعدة 1413هـ ص 58
و: مسلمو الهند.. المنقذون.. المضطهدون -أحمد الشجاع – موقع عودة ودعوة:
و: المسجد البابري.. قبل أن ينساه المسلمون-أحمد أبو زيد، رابط الموضوع:
http://ban.alukah.net/Translations/2/346/#ixzz1MpWÔkQRx
و:دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)
http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/04/blog-post_3454.html
([59])المسجد البابري.. قبل أن ينساه المسلمون-أحمد أبو زيد، رابط الموضوع:
http://ban.alukah.net/Translations/2/346/#ixzz1MpWÔkQRx
: http://www.alukah.net/Çulture/0/346/#ixzz1M3x5jl90
http://www.camlya.com
([61])باتنا (الهند) (رويترز)7/7/2007
([62])جرائم الحكومة الهندية ضد مسلمي الكشمير
http://alorwa.org/files.phpωid=70
([63])ماذا عن الإرهاب الهندوسي لترويع مسلمي الهند؟-مقال: فهمي هويدي-"المجلة" ع/1153/2002
http://www.islamweb.net/media/index.phpωpage=article&lang=Â&id=14279
([64])انظر:
http://www.islamonline.net/servlet/Satelliteωc=ÂrticleÂ_Ç&cid=1264249855199&pagename=Zone-Ârabic-News%2FNWÂLayout
و: دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)
http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/04/blog-post_3454.html
([65]) مقال: هجمات مومباي ومطامع الهندوس في مكة المكرمة-د. أحمد إبراهيم خضر
دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)
http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/04/blog-post_3454.html
([66])دراسة منشأ الحركات الاصولية وتداعياتها- أ.د. خليل حسين أستاذ العلاقات والمنظمات الدولية في كلية الحقوق بالجامعة اللبنانية- دراسة مقدمة إلى الجيش اللبناني-مركز البحوث والدراسات الإستراتيجية (RSSÇ)
http://drkhalilhussein.blogspot.com/2011/04/blog-post_3454.html
([67])         
 
([68])الصراع الهندي ـ الباكستاني– موقع المقاتل
([69])الهند وإسرائيل ... تحالف غريب - إعداد: ايزابيل سان ميزار
الليموند الفرنسية/ نقلا عن وكالة سما
([70])محور لمحاربة "الإرهاب الإسلامي"- ظفر الإسلام خان-
http://www.onislam.net/arabic/newsanalysis/analysis-opinions/islamic-world/85354-2000-06-12%2000-00-00.html
([71])Louise Tillin, « ÜS-Ïsrael-Ïndia: Strategic Âxis ω », BBÇ News, Londres, 9/9/2003.
([72])يمكن الاطلاع على الخطاب على موقع ÂJÇ
([73])الهند وإسرائيل ... تحالف غريب - إعداد: ايزابيل سان ميزار
الليموند الفرنسية/ نقلا عن وكالة سما
([74]) المفكرة-وكالات
http://www.ikhwan.net/archive/printthread.phpωt=5883
([75])http://www.almuhands.org/forum/showthread.phpωt=1285
([76])مستقبل التحالف الهندي الإسرائيلي-مدحت أيوب- موقع قناة الجزيرة
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/0FBË1967-2160-4465-946Ç-47D920D64ÂËB.htm
([77])“بنك الأهداف الثمينة” لحزب الله، مقال في: المركز العربي للدراسات المسقبلية.
http://www.mostakbaliat.com/print.phpωp=5150
([78])على الرغم من الآلهة، النهوض الغريب للهند الحديثة، لإدوارد لوس، ترجمة: معين الإمام، ص(161-163)
وكالة الأخبار الإسلامية-نبأ
 
http://www.nourislamna.com/vb/t11019.html
([80])موقع كنيسة الإسكندرية الكاثوليكي
([81])صحيفة الأيام الأليكترونية-تاريخ نشر المقال 26 تشرين الثاني 2008
ayyam.com/znews/site/template/article.aspxωdid=98898&date=11/26/2008

اضغط هنا لتحميل الملف

الدروس والدورات العلمية
المـكــتـبـة المــرئـيـة
ســــلم الاعـتـقـــــاد
واحـــــة العقيــــــدة
أسمـاء الله الحسنى
مـن عـقـائـد السـلـف
العقيـــــدة والقـــرآن
العقيــــــدة والســنة
دعــــوة المرســـلين
أهـــــــل العقيـــــدة
مــــلل وفــــــــــــرق
بـحـــوث ودراســــات
ديــــوان العقيـــــــدة
فيــــض العقيـــــــدة
مصطلحـات عقــــدية
أخــــطاء عقــــــديـة
آفــــاق العقيـــــــدة
أخــــوات العقيــــدة
مــلــفـــــات دعــوية
فــلاشــــات دعــوية
 
 
البحث في نطاق الموقع
«القائمة البريدية»
 
«دخول المشرفين»
اسم المرور:
كلمة المرور:
 
 free counters
 
 جميع الحقوق محفوظة لموقع العقيدة والحياة 1432 هـ - 2011 م www.al-aqidah.com