آفــــاق العقيـــــــدة  »  تعامد الشمس على الكعبة المشرفة

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تعامد الشمس على الكعبة المشرفة

"التطبيقات العملية لهذه الظاهرة"

د. عبدالله المسند*

في حادث كوني فريد ومفيد ستتعامد الشمس غداً الأربعاء 23 جمادى الأول 28 مايو بإذن الله تعالى فوق الكعبة المشرفة وذلك في تمام الساعة 12:18 (09:18 جريتنش) وهو موعد أذان الظهر بمكة المكرمة وذلك عندما يكون ميل الشمس مساوياً لخط عرض مكة المكرمة وتكون زاوية ارتفاع الشمس فيها 90 درجة، وعند ذلك الوقت لا يوجد ظل للكعبة المشرفة البتة، وسيختفي الظل لوقوع الشمس فوقها مباشرة، وهذا الحدث يقع فقط مرتين في السنة في 28 مايو ويتكرر في 16 يوليو من كل سنة وهذا يأتي ضمن رحلة الشمس (الظاهرية) بين مداري السرطان والجدي (أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِناً ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً).

تعامد الشمس فوق الكعبة المشرفة في 28 مايو.

والتطبيقات العملية لهذه الظاهرة الكونية تكمن في أن السكان في نصف الكرة الأرضية النهاري وفي الوقت المحدد والمذكور (12:18) يستطيعون وعبر أبسط الطرق وأسهلها تحديد اتجاه القبلة بكل دقة وسهولة وذلك بأن يتجه إلى الشمس ويضعها بين عينيه (دون النظر إليها بشكل مباشر لخطورتها) فيكون متجهاً إلى القبلة بدقة 100%. منها يمكن معايرة القبلة والتأكد منها في المساجد والبيوت أو العمل أو المزرعة أو في أي مكان تكون فيه، وبعبارة أخرى أفضل وقت لمعايرة القبلة غداً الساعة 12:18 لسكان النصف الكرة الأرضية النهاري اللذين يشاهدون الشمس وهم أفريقيا وأوروبا ومعظم أسيا وشمال غرب استراليا والقطب الشمالي وقرينلاند وشمال كندا وشمال شرق أمريكا الجنوبية وجزء يسير من شمال القارة المتجمدة الجنوبية قال تعالى: (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ).

خريطة العالم توضح مناطق النهار من الليل عند الساعة 12:18 بتوقيت مكة المكرمة.

وتجدر الإشارة أن سكان المدن السعودية ومن حولها من الدول القريبة من مكة المكرمة قد يجدون صعوبة نسبياً في هذا الوقت (12:18) لتحديد القبلة عن طريق الشمس لكونها في كبد السماء منها يحسن الاستدلال على القبلة عن طريق ظل الأشياء حيث تكون القبلة عكس اتجاه الظل والله أعلم.

ويشار إلى أن اختفاء الظل وانعدامه يقع فقط مرتين في السنة في كل المواقع الجغرافية الواقعة بين مداري السرطان والجدي ولكن تختلف في أوقاتها ولله في خلقه شؤون.

*عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم – السعودية.

يوم الثلاثاء 22/5/1429هـ